الحلقة الخامسة: أين نحن من ركن التضحية
4 فبراير، 2016
إسلاميات, تربوى
1,070 زيارة
الحلقة الخامسة: أين نحن من ركن التضحية
الافتتاحية: من سورة التوبة الآية24
قال تعالي: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة: 24).
جاء في التفسير الميسر: “قل يا أيها الرسول للمؤمنين: إن فَضَّلتم الآباء والأبناء والإخوان والزوجات والقرابات والأموال التي جمعتموها والتجارة التي تخافون عدم رواجها والبيوت الفارهة التي أقمتم فيها، إن فَضَّلتم ذلك على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله فانتظروا عقاب الله ونكاله بكم. والله لا يوفق الخارجين عن طاعته”(التفسير الميسر).
“يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: “الخطاب هنا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبلغه للمؤمنين. وقد جاء سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بمراحل القرابة، فذكر أولاً صلة النسب من آباء وأبناء وإخوة، ثم الزواج، وهو وسيلة التكاثر، ثم الأهل والعشيرة، ثم الأموال التي نملكها فعلاً، ثم الأموال التي نريد أن نكسبها، ثم المساكن التي نرضى بها، وبعد ذلك ذكر التجارة التي تزيد من المال. وفرَّق الله سبحانه بين الأموال التي في حوزتنا وبين التجارة؛ لأن التجارة قد تأتي لنا بأموال فوق الأموال، والإنسان لا يحصل على سكن إلا إذا كان عنده فائض من المال. ويذكرنا الحق سبحانه هنا إن كانت أي مسألة من هذه الأشياء، وهي زينة الحياة الدنيا أحب إليكم من الله ورسوله والجهاد في سبيل الله ﴿فَتَرَبَّصُواْ﴾ أي انتظروا حتى يأتيكم أمر الله، وجينئذ ستعرفون القيمة الحقيقية للدنيا وقيمة ما عند الله تعالى من رضاء ونعيم.
وسبب نزول هذه الآية أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما أٌمِرَ بالهجرة من مكة إلى المدينة، أمر المسلمين بالهجرة، فتركوا أموالهم التي اكتسبوها بمكة وتجاراتهم ومساكنهم، وآبائهم وأبنائهم، وإخوانهم وأزواجهم وعشائرهم التي تستطيع حمايتهم، تركوا كل هذا وهاجروا لأرض جديدة. ولكن من المسلمين من ركنوا للدنيا فبقوا بجوار أموالهم وأزواجهم وأبنائهم المشركين، وكانت الواحدة من النساء المشركات تتعلق بقدمي زوجها المسلم الذي يريد الهجرة حتى لا يتركها فكان قلبه يرقُّ لها، ومنهم من كان يخشى ضياع ماله وكساد تجارته، التي بينه وبين المشركين، فنزلت هذه الآية ؛وفيها يوضح الحق سبحانه وتعالى قيمة الانتماء الإيماني ويدرب المؤمنين عليه ويبين بأن كسب الإيمان أعلى من أي كسب آخر.
ولما نزلت هذه الآية الكريمة أخذها الصحابة مأخذ الجد وهاجروا وقاطعوا آباءهم وأبناءهم، حتى إن الواحد منهم كان يلقى أباه أو ابنه فلا يكلمه، ولا يدخله بيته، ولا ينزله في منزله إن لقيه، ولا ينفق عليه، إلى أن نزلت الآية الكريمة: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدنيا مَعْرُوفاً﴾ (لقمان: 15). أي أن المعروف معهم يقتصر فقط في المعاملة وفي الإنفاق على المحتاج، أما الطاعة لهم فيما يغضب الله فهي محرمة”(تفسير الشعراوي بتصرف).
دروس مستفادة من الآيات:
• المجاهد في سبيل الله يقدم أمر الله ورسوله والجهاد علي نعيم الدنيا كلها
• الجهاد في سبيل الله من أجل الأعمال وهو ذروة سنام الإسلام
مفهومم التضحية:
التضحية في اللغة: مصدر للفعل ضحى، يُقال: ضحَّى بالشاة ونحوها أي ذبحها في الضحى يوم عيد الأضحى، ويُقال: ضحَّى بنفسه، أو بعمله، أو بماله أي بذله دون مقابل (المعجم الوجيز)؛ من المفهوم يتضح أن الذي يضحي بوقته أو بماله أو بنفسه في سبيل غاية عظيمة ومقصد نبيل لا ينتظر مقابلاً إلا رضا الله سبحانه وتعالى هو الذي يسمي مضحياً.
والتضحية كما يعرفها الإمام البنا رحمه الله: “بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الغاية”(رسالة التعاليم). وعن أهمية التضحية في مجال الدعوة يقول الإمام الشهيد رحمه الله: “إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها”(رسالة إلي الشباب) ويقول: “لا معنى لإيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها”(رسالة دعوتنا) وعن أهمية التضحية في تحقيق النهضة يقول: “والأمة الناهضة أحوج ما تكون إلى الخلق .. الخلق الفاضل القوي المتين والنفس الكبيرة العالية الطموحة ، إذ أنها ستواجه من مطالب العصر الجديد مالا تستطيع الوصول إليه إلا بالأخلاق القوية الصادقة النابعة من الإيمان العميق والثبات الراسخ والتضحية الكثيرة والاحتمال البالغ”(اجتماع رؤساء المناطق ومراكز الجهاد).
من مجالات التضحية:
• التضحية بالنفس: وبذلها في سبيل الله إعلاءً لكلمته، ودفاعاً عن شريعته، ورفعة لدينه ودعوته ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة:111). والتضحية بالنفس قد يكون ببذلها في ميدان النزال مع الكفار، وقد يكون ببذلها في مقاومة الظلم والطغيان، قال صلي الله عليه وسلم: “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلي إمام جائر فأمره ونهاه فقتله”( رواه الحاكم وصححه ،والخطيب، وصححه الألباني).
• التضحية بالمال: وبذله في سبيل الله، وهو اسم عام جامع لكل مجالات الخير؛ فمنها بذل المال في تجهيز الجيوش المجاهدة في سبيل الله وكفالة أسر المجاهدين.
قال صلي الله عليه وسلم: “من جهز غازياً فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا”(متفق عليه)، ومنها تأمين الاحتياجات المتوقعة لهذه الجيوش في المستقبل القريب أو البعيد، ومنها بذله في سبيل التمكين لدين الله ونشره في الأرض والدعوة إليه، ومنها تأمين احتياجات المسلمين في حالة السلم، ومنها بذل المال لدفع ضرر عن المسلمين في الحاضر أو المستقبل، ومنها بذله في وجوه الخير والبر عموما. وقد رغب الله تعالي في الإنفاق في آيات كثيرة منها قوله تعالي: ﴿وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:121) وقوله تعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (فاطر:29-30). ويحذر سبحانه من الضن بالمال وعدم التضحية به وعدم إنفاقه في سبيل الله بقوله: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ (الحديد:10-11).
• التضحية بالوقت: ببذله في الدعوة إلي الله تعالي بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعليم المسلمين أمور دينهم، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخدمة المجتمع، والسعي في قضاء حوائج الناس، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وتوعية المجتمع بحقوقه وواجباته، وتعريفه بأوليائه وأعدائه، والوقت هو أغلي ما يملكه الإنسان في حياته؛ والوقت هو الحياة. قال ابن عباس رضي الله عنه: “يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم فاعمل” وقال صلي الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس الصحة والفراغ”( رواه البخاري برقم 6412) وقال صلي الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك”(أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم : 1077)، والموفق من وفقه الله تعالي إلي تحقيق التوازن بين الوقت الذي يبذله في إصلاح شئونه الخاصة وبين الوقت الذي يبذله في نصرة الحق وخدمة المجتمع ومقاومة الظلم.
• التضحية بالجاه والمنصب: إذا تعارض الوجود في هذا المنصب مع مصلحة الدعوة، والقدوة في ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد جاءه عتبة بن ربيعة في سفارة لقريش فقال له: “يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكانة في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم سفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم وكفرت به ما مضي من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها قال صلي الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع لك: قال: إن كنت تريد بهذا الذي جئت به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتي تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كنت تريد سيادة سودناك علينا فلا نقطع أمراً دونك، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا من الجن أنفقنا عليك أموالنا حتي تبرأ”(مجمع الزوائد، بتصرف) فركل الرسول صلي الله عليه وسلم هذا كله بقدمه كما ركله من قبل عندما قال لعمه أبي طالب: “والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري علي أن أترك هذا الأمر ما تركته حتي يظهره الله أو أهلك دونه”(سيرة ابن اسحاق). وفي العصر الحديث يضرب سيد قطب رحمه الله مثالاً للتضحية، فهو ممّن أوتي ملكة البيان، وفتحت له أبواب المجد من خلال اتصاله بأرباب القلم والقادة والسياسيين ولكنه حين اقتنع بضرورة العمل لدين الله والتمكين له ضحّى بكل ذلك، يقول عنه الأستاذ يوسف العظم : “كان يمكن أن يكون شيئاً هامّاً أهمية الذين يلهثون وراء المناصب، ولكنه انسحب بهدوء ووضوح وحزم من مكاتب هيئة التحرير المصرية التي أسلموه أمر الإشراف عليها ووكلوا إليه أمور تنظيمها، حين لمس عن قرب أهداف هيئة التحرير وغايات القائمين عليها من رجال الثورة”(اخوان ويكي) ثم كانت تضحيته العزيزة بنفسه في سبيل الله.
صور من التضحية:
• من أبرز صور التضحية بالمال ما كان من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي تنازل عن ماله كله في سبيل الله وعندما سأله الرسول صلي الله عليه وسلم: ماذا أبقيت لعيالك قال رضي الله عنه: أبقيت لهم الله ورسوله، وكذلك تضحية عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله، وإنفاق عثمان بن عفان رضي الله عنه المال الكثير في شراء بئر رومة وبذلها للمنفعة العامة، وتجهيز جيش العسرة، ومنها تصدق عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بقافلته كلها في عام الرمادة للتخفيف من أثر المجاعة علي المسلمين، ومنها تضحية سيدنا صهيب الرومي رضي الله عنه بماله كله عندما ساومه الكفار علي ماله كي يسمحوا له بالهجرة إلي المدينة واللحاق بالرسول صلي الله عليه وسلم، فلما بلغ المدينة ورآه صلي الله عليه وسلم قال له: ربح البيع أبا يحيا ربح البيع أبا يحيا. وفي دعوة الإخوان المسلمين “هذا أخ يبيع دراجته ليسهم بثمنها في بناء دار الإخوان ومسجدهم في الإسماعيلية، ويذهب بعد ذلك كل ليلة ستة كيلومترات ذهابا ومثلها إيابا. ولا يذكر ذلك لأحد. وهذا أحد الإخوان المزارعين يسجل اسمه في كتائب المتطوعين ولا يكتفي بذلك بل يبيع جاموسته ليشتري بها سلاحا يقاتل به في فلسطين، فلما قال له رئيس المنطقة: يا أخي، دع الجاموسة للعيال، وحسبك أنك تطوعت بنفسك. فقال له الفلاح البسيط العملاق: هل اشترى الله منا النفس وحدها، أم النفس والمال جميعا ليعطينا الجنة؟ “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة”(إخوان ويكي) .
• من صورالتضحية بالنفس والمال عند الإخوان المسلمين وفقه الإمام البنا رحمه الله في تربية الأمة علي التضحية يقول الأستاذ محمد فريد عبد الخالق رحمه الله: “ثمة درس آخر مما تعلمت من إمامنا الفذ – وهو كثير – وله صلة بما أسلفت من كلام عن قضية فلسطين أنه كان لي دوري في إعداد مجموعات المتطوعين من الطلبة، وقد استرعى انتباه المرشد العام المشرف العام على العملية، أن المجموعات التي أعدت كانت كلها من الإخوان المسلمين، فنصحني بأن تنتظم كل مجموعة عددا من الراغبين في التطوع من غير الإخوان المسلمين؛ لتوسيع دائرة التطوع وعدم قصرها على الإخوان، حتى تشمل أكبر قطاع من الشعب ليتربى الشعب على معاني التضحية والبذل والمشاركة في الهم العام، ويغير ما بها من سلبية إلى إيجابية تواجه المشكلات الحاضرة والقادمة العربية والإسلامية، وتوجهه إلى الوعي بها والمشاركة في حلها، وتحمل تبعاتها بوازع من عقيدته وضميره وانتمائه إلى أمته، فبالتضحية في سبيل مصلحة الأمة تتربى الشعوب وتنهض الأمم، وتتأهل للدفاع عن كرامتها وحريتها واستقلالها، وتألف بذلك الرخيص والغالي من أجلها حتى تصبح شعوبا لا ترضخ لإذلال غاز ولا استبداد حاكم، وتوقن بأن أمرها إليها وأنها على كفاءة لتحقيق قدر الله – الحكم العدل – وأن تجاهد في سبيل وجودها ورقيها. واتبعت النصيحة، وتعلمت الدرس الكبيرالمعاني العميم الفائدة”(إخوان ويكي) .
• من صور التضحية حديثا ماقام به الإخوان المسلمون في محاربة الإنجليز في منطقة القناة وكذللك محاربة اليهود في فلسطين وبذلوا النفوس والأموال والأوقات في سبيل دينهم وأوطانهم،وكذلك ماقاموا به في ثورة 25 يناير 2011 تقول د. نادية مصطفى- أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: “ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الجهادي الذي ساند به شباب الإخوان إخوانهم في ثورة مصر في ميدان التحرير يوم الهجوم البربري على الميدان في 2/2/2011م، فلقد تجلت في هذا اليوم لحظة تاريخية من ماهية توزيع الأدوار وتكاملها (كلٌ ميسرٌ لما خُلق له) فكان الإبداع الإستراتيجي والتنفيذي للدفاع عن الثورة من ميدان التحرير إبداعًا مشتركًا متكاملاً، سواء من العقول أو السواعد أو الأبدان، بل والأرواح”.
التضحية والفداء قبل النصر
لو تأملنا في سنن الله في الأرض منذ أن خلق الله تعالي البشرية نجد أنه ما من أمة نهضت وعلا شأنها إلا وقد ضحت وافتدت لعقيدتها أو فكرتها. ضحي الغلام في قصة أصحاب الأخدود بنفسه من أحل هداية قومه، فلما آمنوا جميعا لم يجد الطاغية بد من حفر الأخاديد لهم وإحراقهم فيها فما صدهم ذلك عن دين الله وصبروا علي القتل والتحريق. وفي العصر الحديث ضحي االجزائريون (بلد المليون شهيد) والليبيون والهنود والفيتناميون ومازال الفلسطينيون يضحون من أحل استقلالهم وحريتهم وكرامتهم. إن أي عقيدة أو منهج أو فكرة يلزمها تضحيات من أجل احيائها و إحياء الأمة معها ، وهذا ما فعله ويفعله الأحرار يومياً في الشوارع ضد ظلم وجبروت عصابة العسكر التي سرقت إرادة ومقدرات الشعب من أجل البقاء في السلطة وحكم البلاد .
تطبيقات عملية
بعد مرور أربعة حلقات :يقيم كل فرد نفسه في ركن التضحية وفق البنود الآتية ويلزم نفسه بعلاج نقاط الضعف
• يقيم وفق نفس البنود ويتخذ من الإجراءات الفردية مايعالج نقاط الضعف
1. أؤمن بان النصر لايتحقق الا بالتضحيات
2. لاأعتذر عن تنفيذ ما يطلب مني وأقبل جميع التكليفات.
3. أقوم بالمساهمة فى توفير الموارد المطلوبة لنجاح العمل
4. لا أتعلق بالشهوات(الاولاد والزوجة والمال ومتع الحياة )
شاهد أيضا :



