كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن أن أسباب لقاء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير تهدف إلى بحث وسائل قمع المظاهرات المناهضة لحكم البشير.
وقالت “بي بي سي”، في تقرير أصدرته أمس: إن المؤتمر الصحفي الذي عقده قائد الانقلاب مع البشير، تناول الدعم الذي يقدمه نظام الانقلاب للخرطوم، في مواجهة ما تشهده الأخيرة من موجة احتجاجات واسعة، متواصلة منذ ما يزيد على الشهر.
وأشاد البشير بالزيارة التي قام بها وفد من نظام الانقلاب رفيع المستوى إلى الخرطوم، بعد تفجر الاحتجاجات موضحا أن هناك محاولات لزعزعة الاستقرار في بلاده، من خلال محاولة تكرار تجارب الربيع العربي.
الاحتجاجات
ورغم إشارة الرئيس السوداني إلى ما تشهده بلاده من اضطرابات جاءت ضمن حديث طويل عن التعاون الاقتصادي بين القاهرة والخرطوم، فإن العديد من المراقبين يرون أن الهدف الرئيسي من الزيارة، كان طلب الدعم من نظام الانقلاب في مواجهة موجة الاحتجاجات المتواصلة في أنحاء السودان.
كان الرئيس السوداني قد قدم الشكر لنظام الانقلاب، خلال خطاب له في مدينة نيالا مؤخرا، على المساعدات التي قال إنها قدمتها للسودان، من أجل حل المشكلة الاقتصادية، في وقت أكد فيه البعض أن هذا الدعم في مواجهة تلك الاحتجاجات، يتعدى الاقتصادي إلى ما هو أمني.
نصائح أمنية
وعقب اندلاع الاحتجاجات في السودان زار كل من وزير الخارجية في حكومة الانقلاب، سامح شكري، ومدير مخابرات السيسي عباس كامل الخرطوم والتقيا البشير، ثم زار المساعد الأول للبشير مصر وسلم السيسي رسالة من البشير، في الخامس من الشهر الجاري، ليدلي السيسي بأول تصريح له عن السودان منذ بداية الأزمة قائلا وفق بيان رسمي إن “مصر تدعم بشكل كامل استقرار وأمن السودان، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري”.
ولفتت “بي بي سي” إلى أن كثير من التقارير أكدت أن نظام الانقلاب قدم للنظام السوداني نصائح أمنية، في مجال مواجهة الاحتجاجات بناء على خبرته السابقة، في محاولة ضرب الربيع العربي.
وتشير التقارير إلى أن السيسي يسعى في المقابل للحصول على عدة مصالح من نظام الخرطوم، في عدة ملفات بينها تأجيل حسم الخرطوم قضية حصتها من مياه النيل، لحين الانتهاء من الخلاف بشأن سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا، وكذلك قضية المعارضين المصريين، الذين تقول القاهرة إنهم يعيشون في السودان.
ويرى مراقبون أن هناك قلقا لدى نظام الانقلاب، من استمرار الاحتجاجات في السودان جار مصر الجنوبي، ومخاوف من أن تنتقل الحالة إلى مصر، في ظل تشابه الأوضاع المعيشية للشعبين، ومن ثم فإنه يسعى لإظهار الدعم لنظام عمر البشير بهدف تأمين نفسه أولا.