الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / تربوى / صالح المختار : الباطل مهزوم وإلى زوال

صالح المختار : الباطل مهزوم وإلى زوال

أخي..  أختي إن هزيمة الباطل وجيوشه وجنوده ومعاونيه وناصروه حتمية في سنن الله عز وجل ، كما أنها عقيدة لابد أن تكون حاضرة في النفوس والقلوب ونحن نعمل لدين الله تعالى .فلا يمكن ولا يتصور أن تستقر الحياة دون هيمنة منهج الله تعالى في الحياة. ومهما طالت حياة الباطل فإنها جولة ما تلبث أن تنقضي وتهلك وتكون عبرة للآخرين.

يقول بن الجوزي في صيد الخاطر وهو يصبر بعض أتباعه على احتمال انتعاش أهل الباطل . وتقليدهم المناصب ، ومراكز التأثير في الدولة . “اصبروا فلا للشبهات أن ترفع رأسها في بعض الأوقات ، وإن كانت مدموغة وللباطل جولة وللحق صولة والدجالون كثير، ولا يخلو بلد ممن يضره البهرج على مثل سكة السلطان”

أخي .. أختي إن استقرار حقيقة زوال الظلم والظالمين في نفوس حملة راية الحق في كل زمان ضرورة لإحداث التغير. فلقد ربى الرعيل الأول على آيات كثير تغرس في نفوسهم حتمية زوال الباطل وهى الكلمات التي أمر الله رسوله أن يصدع بها في وجوه الطغاة والظالمين وأتباعهم ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ  وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ ال عمران 12

حقيقة لم تتزعزع بسبب شدة البطش ، ولا لطول جولة الباطل ،ولا دموية أهله وشراستهم، ولا كثرة العدة والعتاد ،ولا حتى كثرة أتباع الباطل ، بل بسبب أن الباطل بذاته وتركيبته الشاذة ، بناء منهدم ، يقول تعالى ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ الاسراء 81

يقول الامام القرطبي ﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ أي لا بقاء له والحق الذى يثبت

يقول صاحب الظلال ” لأنه لا يحمل عناصر البقاء في ذاته , إنما يستمد حياته الموقوتة من عوامل خارجية وأسناد غير طبيعية ; فإذا تخلخلت تلك العوامل , ووهت هذه الأسناد تهاوى وانهار . فأما الحق فمن ذاته يستمد عناصر وجوده . وقد تقف ضده الأهواء وتقف ضده الظروف ويقف ضده السلطان . . ولكن ثباته واطمئنانه يجعل له العقبى ويكفل له البقاء , لأنه من عند الله الذي جعل(الحق)من أسمائه وهو الحي الباقي الذي لا يزول ”

أخي .. أختي  إن ما يحدث لنا من أهل الباطل سواء كان قتل أو حبس أو تشريد أو مصادرة للأموال وتضيق في المعاش أو منع الدواء عن المرضى ، دليل على انهيار الباطل واستعلاء نفوس أصحاب أهل الحق ، والخالق الذى يدبر الأمر والكون والذى من صفاته العدل لا يمكن أن يرضى ببقاء الظلم دون أن يأذن بذهابه بمن شاء وكيفما شاء وبأخذ الحق لأصحابه  وأن من سنن الله في كونه بأن يعقب الظلمة النور

أن الغيوم السوداء التي تغطى بلادنا الآن من عتمة وظلم وطغيان لابد أن تنجلي وأن الليل الحالك لابد أن يزول واسمع إلى وليد الأعظمي وهو ينشد ويقول :

مهما تمطي ليلنا الأسود

مهما استبد الظالم السيد

مهما عتا الأقزام والأعبد

ولوحوا بالقيد أو هددوا

عن نصره الاسلام هل نقعد

كلا سنبقى دائما ننشد

بفجره لا بد يأتي الغد

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *