تزيد يوما بعد الآخر مطالب جماهير مصر القديمة في العتبة وشارع الأزهر- وتحديدا في منطقتي الرويعي والغورية اللتين شهدتا حرائق قدرت خسائرها بمئات الملايين- بإقالة وزير الداخلية، الشهير بـ”النيجاتيف”، بعد فشل المنظومة الأمنية في حماية أكثر الأماكن رواجا تجاريا، ليس في القاهرة فحسب بل في عموم مصر.
وبعدما اكتوت آلاف الأسر بنار إهمال وزارة الداخلية وقطاع الدفاع المدني، وارتفاع نبرة الداخلية في الدفاع عن نفسها، بتعليق مشكلاتها وبشكل مستمر على شماعة “الإخوان”، كانت الكلمات الأكثر انتشارا على ألسنة المتضررين من الحرائق، أن الداخلية مشغولة بسلاحي “الموطنين الشرفاء”، و”العمليات الخاصة” لفض المظاهرات واعتقال “الإخوان” أيضا.
اتفاقيات فنكوش
وسخر بعض النشطاء واستغرب البعض الآخر، من أن الداخلية أقرت، في 3 مارس الماضي، “اتفاقية تعاون مع السعودية في مجال مكافحة الحرائق والكوارث”، ووقعها “النيجاتيف” و”بن نايف”، وكان من المثير للسخرية بشدة أن الاتفاقية تهدف إلى “وضع أطر مُحددة” للتنسيق بين الجانبين فى مجالات الإنقاذ ومكافحة الحرائق والتعامل مع الحالات الطارئة والكوارث، وتتضمن بين بنودها تبادل الخبرات التدريبية والعملياتية بين المختصين من الجانبين.
من يتحمل المسؤولية؟
ورغم هتافات أصحاب محال حي الغورية “ارحل يا سيسي”، والذي من المتوقع أن تتم معاقبتهم عليه، إلا أن المذيع أحمد موسى ومعه جوقة من “الإعلاميين” علقوها على شماعة “الإخوان”، حيث ادعى موسى أن شعار الإخوان هو “يا نحكمكم.. يا نحرقكم”، وقال أحمد موسى، عبر صفحته على “تويتر: “إن الحرائق في مصر اليومين دول من تدبير جماعة الإخوان، وهما بيقولوا مصر بتولع”، موجها لهم السباب في ختام كلماته.
وقال محمد الغيطي: “جماعة الإخوان تقف وراء الحرائق التي شهدتها القاهرة بمنطقتي العتبة والغورية”، مضيفا- خلال برنامجه “صح النوم” على فضائية “ltc”- أن “هناك أجهزة مخابرات في الخارج تمول الجماعة بالمال والسلاح لكي تحرق القاهرة”.
أما العائد من تركيا طارق عبد الجابر فقال: “الإخوان متغاظين من إنجازات السيسي”، فيما قال خيري رمضان: “سيناريوهان أحدهما الإخوان”، وقال حزب “المصريين الأحرار”، “جماعة الإخوان تهدف إلى تعطيل الاقتصاد”، أما رئيس اتحاد الشباب فقال: “يدهم خفية في الماس الكهربائي”، أما ضيفة منتدى الإعلام العربي بدبي هبة الأباصيري فقالت: “الجماعة تخطط لإحراق مصر”.
في المقابل، رفضت شخصيات ومؤسسات محسوبة على الانقلاب هذه الاتهامات، فقد حمل السيسي نفسه “سكان العشوائيات مسؤولية الحرائق التي تمت خلال الأسبوع الجاري”، كما حملت الحكومة المواطنين مسؤولية الحرائق، قائلة “مش عارفين رقم المطافي!؟”.
واعتبر عضو حزب المصريين الأحرار السابق والمناهض لجماعة الإخوان حازم عبد العظيم، أن “اتهام الإخوان لم يعد منطقيا”.
مطلب “سناوي”
وباتت إقالة وزير الداخلية أقل مطالب السيساوية من رئيسهم، وبشكل مباشر قال الناشط محمد السناوي على موقع التغريدات القصيرة “توتير”: إن “إقالة وزير الداخلية لن تأتى بجديد طالما لم تتغير ثقافة المنظومة الأمنية.. هذه مسألة إصلاح، كلما تأخر ارتفعت قيمة فواتيره”.
أما عمه الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، فكتب في صحيفة الشروق مقالا قال فيه: إن “شعبية الرئيس تراجعت ويجب إقالة وزير الداخلية لأسباب كثيرة”.
وأضاف “السناوي”- خلال حواره في برنامج “90 دقيقة”، مع الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، على قناة “المحور”، الجمعة- أن “الرئيس يحتاج إلى تنفيذ سياسات إصلاحية في جهاز الشرطة والجهاز الإداري للدولة، مؤكدًا ضرورة توسيع الأفق السياسي بشكل أكبر، بعد أن ضاق كثيرًا خلال الفترة الماضية”.