الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / أخبار / 1000 يوم على المجزرة وزخات “الجرينوف” دفنت مع شهدائها

1000 يوم على المجزرة وزخات “الجرينوف” دفنت مع شهدائها

الجرينوف ومضة من ومضات في ذاكرة رابعة كومضات الغاز و”الصفارة” والقتلى والمصابين، وحقارة الجنود ونذالة الضباط، ما يزال طنين طلقات الجرينوف يضغط صداها بقوة في أذن كل من شهد الفض، أو كان قريبا من الشوارع المحيطة بالميدان، من جهة مسجد رابعة وشارع الطيران، أو من جهة العباسية ومسجد النور، كما لا تزال الجروح القطعية التي أحدثها الجرينوف بأدمغة وصدور وظهور الشهداء، في الكفوف والأقدام المبتورة كليا في الأذرع المنفصلة، بدمائها لم تجف، تبحث في ذاكرة مثقلة عن بقية أجزاء الجسم أمام مسجد رابعة ومقابل مداخل العمارات وفي طرقاتها.

فى العالم كله وفى القوانين الدولية لا يتم فض الاعتصامات كبيرة العدد، بل يتم النظر فى مطالبهم والحوار معهم، أما إذا كانت الاعتصامات قليلة العدد ولجأت السلطات للفض فتستخدم قوات مدربة على الفض السلمى دون حدوث قتلى، ومثل هذه القوات ليست موجودة فى مصر، وعلى الرغم من أن اعتصامات مؤيدى الشرعية كبيرة الأعداد إلا أن الانقلابيين أصروا على الفض، مستخدمين الرصاص الحى بكثافة، بل وصل الأمر إلى استخدام الجرينوف الذى يصيب الجسم وتنفذ الرصاصة لتصيب آخر، وهذا محرم دوليا ومحرم شرعا.

القوة المفرطة
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إنه “تكرر لجوء قوات الأمن المصرية إلى استخدام القوة المفرطة والتعسفية من أجل فض الاعتصامات والتظاهرات منذ يوليو 2013، وقتل جراء ذلك ما لا يقل عن 1400 محتج في سياق الاحتجاجات وأعمال العنف السياسي حتى مطلع يوليو 2014″، مشيرة إلى أنه “يُرجح أن يفوق عدد القتلى هذا العدد بالعشرات”.

إلا أن تقديرات أعلى ذكرتها دراسة بمعهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط تشير إلى قتل أكثر من 2500 من المصريين في المظاهرات والاشتباكات التي جرت منذ 3 يوليو 2013 وحتى يوليو 2014.

أما مبادرة “ويكي ثورة” التابعة للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فقد قالت إنه سقط خلال الأشهر السبعة الأولى فقط -منذ 3 يوليو 2013 حتى 31 يناير 2014- 3143 قتيلا في جميع محافظات الجمهورية.

وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش: “في ميدان رابعة قامت قوات الأمن المصرية بتنفيذ واحدة من أكبر وقائع قتل المتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث، لم تكن تلك مجرد حالة من حالات القوة المفرطة أو ضعف التدريب، بل كانت حملة قمعية عنيفة مدبرة من جانب أعلى مستويات الحكومة المصرية، وما زال العديد من المسئولين أنفسهم يشغلون مناصبهم في مصر، وهناك الكثير مما يتعين مساءلتهم عليه”.

هيومن رايتس مونيتور
صرح المجلس القومي لحقوق الانسان ان القوات التي قامت بفض اعتصام رابة العدوية كانت قوات الامن التابعة لوزارة الداخلية. ولكن ما رصده باحثو منظمة هيومان رايتس مونيتور بالصور والفيديو هو مشاركة قوات الجيش والمظلات والقوات الخاصة بمكافحة الارهاب والقناصة على أسطح العمارات وفي المنازل المحيطة بالاعتصام.

وردا على تقرير “قومي حقوق الإنسان” من جانب إعطاء مهلة – 25 دقيقة- لمغادرة اعتصام رابعة العدوية بدءا من السابعة صباحا، وبحسب باحثي “رايتس مونيتور” المتواجدين بداخل الحدث منذ بدايته، وشهود عيان فإن الاعتصام ضم عددًا كبيرًا من النساء والأطفال والعجائز وأن الفض بدأ منذ السادسة صباحا بوجود القناصة والقوات الخاصة الموجودة أعلى البنايات المحيطة والمؤدية لاعتصام رابعة العدوية، والذين قتلوا حتى المارة والمشاة والمعتصمين السلميين.

وأنه تم رصد مدرعات بها قوات خاصة ووحدات جيش أحاطت بميدان رابعة العدوية واستخدمت الذخيرة الحية و الأسلحة المحرمة دوليا “الجرينوف” في مواجهة المتظاهرين العزل، ووثق الباحثون استخدام الذخيرة الحية والأسلحة المحرمة دوليا من خلال فيديوهات وصور للضحايا والمصابين.

منها ما فجر الجزء العلوي للجسد ودمر الدماغ والمخ، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من ألفي قتيل بطلق ناري في مناطق يتحقق منها القتل، وقد تم رصد حالات قتل بمعرفة خبراء من الأطباء الشرعيين عقب اطلاعهم على نوعية الإصابات أن المستخدم في القتل هي أسلحة ثقيلة ومضادات للمدرعات مما خلف انفجارا كاملا للجمجمة أو تجويفا في الصدر يصل قطره لعشرة سنتيمترات استطاع فريق الباحثين توثيق عدد كبير منهم، كما أوقعت من الإصابات ما يتجاوز الخمسة آلاف مصاب.

مبررات استباقية
وعلى قول القائل رمتني بدائها وانسلت، تابع الإعلام المنحاز للإنقلاب العسكري نشر أخبار تتهم معتصمي رابعة العدوية بحيازة أسلحة كيماوية مهربة من سوريا مثل غازات السارين والخردل و… الخ وأخرى روسية الصنع ومضادات طائرات ومتفجرات شديد الاشتعال وبنادق ليزر ومدافع جرينوف!

وادعى الإعلام الانقلابي أن أسلحة محرمة دوليا ومحظور استخدامها دخلت للمعتصمين، وأن الهدف منها إلقاء التهمة على الجيش -فى رسالة خارجية- بأنه يستخدم أسلحة محظورة دوليا حال فض رابعة.؟!

وحسب صحفيي “المصري اليوم” محمد طلعت داود وعمرو التهامي فقد طالبت بعض الحركات مثل “إخوان بلا عنف” قوات الأمن بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة من قبل الجهات المعنية لمنع استخدام تلك الأسلحة التى سيترتب عليها إزهاق آلاف الأرواح حال الشروع فى استخدام تلك الأسلحة!!.

أسلحة محرمة
كشف موقع صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطاني، في تقريره الأخير عن أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مفادها أن السيسي لم يفارق غرفة العمليات المركزية الا بعد الثانية عشر ليلا وأنه كان صاحب الامـر في كل شيء بما فيها دفن المئات في مقابر جماعية.

وأضاف الموقع أن “السيسي ومحمد إبراهيم وزير الداخلية ألقوا بأنفسهم أوامر إلى القيادات التي تتولى إدارة العمليات على الأرض باستخدام كل ما لديهم من قوة ومن أسلحة منها ما هو محرم دوليا ومنها ما لم يصنع لمواجهة البشر، فقد ضربت رءوس المعتصمين بمضاد للمدرعات وألقيت على الخيام قذائف حارقة، وخلال ساعات قليلة كان عدد من قتلوا يزيد على الأربعة آلاف قتيل وأكثر من 15 ألف مصاب آلاف منهم حالاتهم حرجة”.

اعتراف
وتحت عنوان كتبت الصحفية أماني صبحي في 26 ديسمبر 2013، تحت عنوان “الداخلية تقرر تزويد الأقسام بـ”الجرينوف” في موقع الوفد وأرفق الموقع صورة للجزار محمد إبراهيم وأكدت أن “وزارة الداخلية قررت دعم أقسام ومراكز الشرطة بالأسلحة الثقيلة منها “الجرينوف” لمواجهة الإرهاب”.

وربطت الداخلية حسب الخبر بين الجرينوف وبين تأكيدات الداخلية “في نبأ عاجل على قناة “الحياة” اليوم الخميس أن عقوبة من يقود مظاهرات الإخوان قد تصل إلى الإعدام والحبس 5 سنوات لمن يشارك فيها”.

شاهد أيضاً

عامر حسين: ننتظر إنقاذ برج العرب لمباراة الأهلي.. و”الانتقادات” سبب الأزمة

أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم أن هناك اتصالات مع الأمانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *