تقرير عن ملخض المشهد فى الوطن العربى
11 مايو، 2016
تربوى, مقالات
317 زيارة
منزلاوى ينشر تقرير يلخص لكم المشهد فى الوطن العربى
-
العراق وأزمة المحاصصة الطائفية .
-
اقتحام المتظاهرين لمبني البرلمان واعتداءهم علي اعضاءه .
-
الأزمة السورية وانسحاب المعارضة السورية .
-
مجزرة حلب وتطورات الأزمة السورية .
-
مفاوضات الحوثيين في الكويت .
-العراق وأزمة المحاصصة الطائفية
لاتزال العراق تشهد حالة من التوترات الغير مسبوقة علي خلفية قيام الزعيم الشيعي مقتدي الصدر ومؤيديه بالتظاهر في المنطقة الخضراء، للمطالبة بالغاء نظام المحاصصة الطائفية واختيار حكومة كفاءات وطنية تقضي علي الفساد، وتساعد في دعم التحول الديموقراطي في العراق، الا انه وبالرغم من قيام رئيس الحكومة العراقية بعمل مجموعة من التغييرات في صفوف الحكومة نجح في كسب ثقة البرلمان علي نصفها، وتم تاجيل اقتراع البرلمان علي النصف الاخر لمدة اسبوع، فوجئ المتابعون باقتحام المتظاهرين لمبنى البرلمان والاعتداء علي بعض النواب، لتزداد الازمة اشتعالا من جديد، وكأن الهدف ليس اختيار حكومة كفاءات كما يرغب الصدر، وإنما ان يكون جزءا من العملية السياسية في العراق بعد ان تم استبعاده من قبل ايران والولايات المتحدة، وذلك بالرغم من تصريحاته التى اكد فيها انه لا يريد ان يكون جزءا من النظام ويرفض مشاركة اي عضو من مؤيديه في حكومة التكنوقراط الجديدة.
ولكن يبدو من شكل وحجم التظاهر وردود الفعل الداخلية عليه ان الوضع الحالي لم يعد يرضى ايران وحلفاءها في العراق، وانهم يريدون عراق بلا سنة ولا مشاركة سنية علي اي مستوى من المستويات القيادية خلال الفترة المقبلة، حتى يتنسى لهم تمرير مشاريع الهيمنة والسيطرة علي مقدرات العراق دون ضغط من اي جهة، ولذلك فوجئنا بأن المظاهرات التى كانت تطالب باقالة الحكومة وتعيين حكومة تكنوقراط قد تحولت فجأة الي عقد جلسة للبرلمان لاسقاط رئيس البرلمان الحالي سليم الجبوري المحسوب علي التيار السني، والزعم بأن رجال البرلمان قد نجحوا في اسقاط اول رئيس من رؤساء المحاصصة، علي الرغم من انه تم تعيين شيعي بدلا منه، ليتعمق الانقسام وتعود البلاد الي النقطة رقم صفر من جديد، ولولا التدخل الامريكي وخوفه من اشتعال الامور في العراق في وقت لازالت فيه الامور مشتعلة في سورية وفي اليمن، بل وفي امريكا المنشغله بالانتخابات الرئاسية الجديدة، وأن الحاجة تستدعي تهدئة الاجواء في العراق علي الاقل مؤقتا حتى يتم الانتهاء من الملفات الاخرى، لولا ذلك لانتهى نظام المحاصصة الطائفية ولسيطر الشيعة علي العراق كاملا في غفلة من الدول العربية المنشغلة بما يجري فيها عما يجري في البلدان الاخرى خاصة سورية والعراق.
وكما هو واضح تلعب ايران التى التقطت انفاسها الفترة الماضية بسبب انشغال السعودية في الازمة اليمنية، ونجحت في توطيد اركانها في سورية خاصة بعد خروج روسيا، وعملت علي ترتيب الاوضاع في العراق، بحيث يسهل عليها احكام الحصار علي المملكة، واستكمال مشروع الهلال الشيعي الذي تعمل علي استكماله مهما كلفها ذلك من اموال وضحايا، باعتبار ان ذلك من وجهة النظر الايرانية هو السبيل لقيامها بدور اقليمي رائد في المنطقة، وتخفيف الضغط الدولي المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة وشركاءها الاقليميين في المنطقة.
ويكشف ما يحدث في سورية والعراق عن ان المنطقة العربية مقبلة علي فترة صعبة، وأن هناك ترتيبات خاصة بالمنطقة، وان الفترة القادمة ستكون صعبة علي الجميع، وأن الامر قد يطول مصر التى باتت في مرمى الخطر، خاصة بعد اقتراب الانتهاء من العراق وسورية، والاتفاق علي قيام نظام محاصصي يبقى الخلافات ويقضى علي كيان الدولة، ولم يعد يتبقى غير مصر، وهو ما يعني ان الخطر قادم وأن ما يحدث في مصر الان يساعد كثيرا في تكرار ما حدث في العراق وسورية بشكل او باخر.
اقتحام المتظاهرين بالعراق لمبني البرلمان واعتداءهم علي اعضاءه
وعلي صعيد آخر يعيش العراق حالة من الفوضى العارمة بعد اقتحام المتظاهرين للمنطقة لمبني البرلمان واعتداءهم علي اعضاءه، قبل ان تصدر اليهم الاوامر بالانسحاب، دون تحقيق الاهداف التى خرجوا من اجلها وهي تعديل نظام المحاصصة وتشكيل حكومة كفاءات، ما يعني ان هناك صفقة قد تمت بين امريكا وايران من جهة ومقتدي الصدر من جهة اخرى، حيث فوجئ المتابعون ان الصدر قد غادر العراق صباح ذلك اليوم متوجها الي ايران، ما يعني ان هناك ترتيبات بين الطرفين، تضر ليس فقط بمستقبل الاستقرار والدور السني في العراق وانما كذلك بالسعودية، التى يتم الان الضغط عليها لتقليل دعمها للمعارضة السورية، حتى يتمكن النظام من استعادة المناطق التى تم تحريرها من قبضته مرة اخرى، وتستعيد ايران دورها ومشروعها في المنطقة من جديد.
الأزمة السورية وانسحاب المعارضة السورية
سيطرة الازمة السورية من جديد علي المشهد الدولي، إذ يبدو أن انسحاب المعارضة السورية من مباحثات جنيف قد اثار حفيظة الولايات المتحدة وروسيا لمخالفة ذلك ما تم الاتفاق عليه بينهما من تهدئة الاوضاع مقابل البقاء علي النظام والاكتفاء بمشاركة محدودة للمعارضة في مستقبل الشأن السوري، مما دفعهم الي اطلاق يد بشار الاسد لتوجيه ضربة للمعارضة في حلب، فما يحدث من استهداف عشوائي لطيران الأسد للأحياء السكنية في حلب الواقعة تحت سيطرة الثوار يهدف لكسر شوكة المعارضة؛ نظراً لانسحابها من مهزلة جنيف. مما ادي لان توقف امريكا الضغط على روسيا ما سمح لروسيا بمنح الضوء الأخضر لبشار الأسد باستهداف مناطق سيطرة الثوار في حلب، وهو ما يعد بمثابة سياسة العقاب الجماعي التي تشمل المدنيين أيضاً، وكذلك للدول الداعمة للمعارضة والتى تم رفض قيامها بتسليم صفقة سلاح للمعارضة، ما يعني ان استمرار الازمة السورية وزيادة اشتعالها خلال الفترة المقبلة، ومع ضعف دور الرئيس الامريكي اوباما في المنطقة يتوقع ان يزداد الدور الروسي وان يعاود المشاركة بكثافة في ضربات النظام ضد الشعب السوري للاسراع بحل سياسي يتوافق مع مصالحه في سورية والمنطقة.
مجزرة حلب وتطورات الازمة السورية
استيقظ العالم هذا الاسبوع علي وقع مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الابرياء في سورية، بعد ان قامت طائرات النظام تدعمها طائرات روسية بالقاء براميل متفجرة علي احياء سكنية في حلب، دون ادني مراعاة لحقوق الانسان، ولا للأعراف والمواثيق الدولية التى تعتبر تلك الافعال جرائم حرب تستحق العقاب.
وقد جاءت الغارات بعد اقل من يوم علي مغادرة وفد المعارضة السورية جنيف، اثر رفضه نتائج المفاوضات مع الاطراف الدولية والنظام السوري، بعد ان استشعر رغبة من الجميع في الابقاء علي بشار الاسد ونظامه واعتباره جزء من المرحلة الانتقالية، وذلك دون ادني مراعاة لدماء ألاف الضحايا الذين سقطوا علي يد هذا المجرم الذي هدم دولة بكاملها من اجل الاحتفاظ بكرسي الرئاسة، وبسبب ما يحصل عليه من دعم اقليمي ودولي من قبل ايران واسرائيل والولايات المتحدة وروسيا الذين يعتبرونه صمام امان لمشاريعهم الاستعمارية والاستيطانية في المنطقة.
إذ كان الملاحظ رد الفعل الروسي المستفز والذي اعلن صراحة رفضه ممارسة اي ضغوط علي النظام السوري لوقف مجازره ضد الشعب، مشيرا الي ان تلك الوقائع تاتي في اطار الحرب علي الارهاب في سورية، وذلك في تحد غير مبرر لمشاعر الملايين في مختلف انحاء العالم ممن آلمهم حجم المأساة التى وقعت لاطفال ونساء وشيوخ في سورية.
وعلي ما يبدو ان الموقف الروسي حاصل علي ضوء اخضر امريكي، إذ لم يكن رد الفعل الامريكي بافضل منه نظيره الروسي، وإن أعلن المتحدث باسم البيت الابيض ان الاولوية لهم هي وقف المجازر في سورية، واكتفاءهم حتى هذه اللحظة بهذه الكلمات الفضفاضة التى تعكس ضعف شديد في الموقف الامريكي ازاء الصراع السوري، بالرغم من حدة الانتقادات الموجهة للرئيس اوباما والتى تتهمه بالتسبب في الازمة السورية بسبب عدم قيامه بتوجيه ضربة عسكرية للنظام اثر قيامه باستخدام اسلحة محرمة دوليا لضرب الشعب السوري. بل ورفضه قيام الدول الرافضة للنظام السوري بامداد المعارضة باسلحة نوعيه تتصدي لضربات الطيران الموجعة.
وبذلك تتضح الصورة وتكشف عن توافق امريكي روسي حول ما يقوم به النظام من حرب غير متكافئة ضد المعارضة والشعب السوري لاجبار الجميع علي الرضوخ للرؤية الدولية التى يبدو انها انتهت الي تكرار التجربة اللبنانية والعراقية في سورية، وبحيث يتم تقسيم المناصب العليا ما بين الجميع، فيما يعرف بنظام المحاصصة الطائفية، لعلمهم بأن تلك الصيغة هي افضل صيغة لتحقيق المصالح الغربية والصهيونية في سورية، وبحيث لا تقوم لسورية قائمة مرة اخرى، ولا تقوى علي منازعة ولا مقاومة الوجود الصهيوني في المنطقة.
وعلي ما يبدو ان هذا ما دفع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانتياهو لعقد احدى الجلسات الحكومية فوق هضبة الجولان للتأكيد علي انها ا صبحت سورية، وانه لا مجال للتنازل عنها في اطار اي مفاوضات مستقبلية، بعد ان انتهت سورية المتعارف عليها الي اجل غير مسمي، حيث اصبح عودة سورية موحدة تحت حكومة تعبر عن السواد الاعظم من الشعب امرا في غاية الصعوبة، خاصة بعد اصرار بشار وشبيحة النظام علي الوجود في المستقبل السوري حتى ولو ضحوا بما تبقى من الارض والشعب.
لذلك يتوقع ان تستمر الازمة السورية وان تشهد احداثا مؤلمة جديدة وتطورات جديدة فيما بين مختلف الفرقاء في ظل رفض المعارضة لاي وجود لنظام بشار الاسد في مستقبل سورية، واصرار النظام وشركاءه الاقليميين والدوليين علي ضمان بقاءه باعتباره الضمانة لحصولهم علي مكتسباتهم الخاصة في المنطقة.
مفاوضات الحوثيين في الكويت
سيطرة مفاوضات الحوثيين في الكويت علي المشهد الاقليمي، حيث اخذت العملية وقتا اطول مما كان متوقعا، وان كان الواضح ان الحوثيين يماطلوا بشده في المفاوضات تضييعا للوقت ومحاولة لتحقيق المزيد من المكاسب، وفي هذا الصدد يتوقع الا يتوصل الطرفان الي اي اتفاقات خاصة وانه يبدو ان المنطقة مقبلة علي تغييرات استراتيجية قد تفيد الحوثيين خلال الفترة المقبلة، وتبقي علي الاوضاع في اليمن غير مستقرة.