السبت , أكتوبر 11 2025
الرئيسية / مقالات / نقابة الصحفيين من التفويض إلى الاقتحام بقلم: د. عز الدين الكومي
د. عز الدين الكومي

نقابة الصحفيين من التفويض إلى الاقتحام بقلم: د. عز الدين الكومي

في الوقت الذى يقتحم فيه أمن الانقلاب نقابة الصحفيين في يوم حرية الصحافة لإلقاء القبض على اثنين من الصحفيين بتهم انقلابية ممجوجة مما يؤكد بأن النظام الانقلابى فقد توازنه على الأرض!
مما لاشك أن نقابة الصحفيين نقابة عريقة وقد نعتها السادات بأنها السلطة الرابعة من باب الطرائف الدكتاتورية وهو القائل الديمقراطية لها أنياب!
فقد صمتت النقابة على اختطاف وقتل أبنائها فلم تتحرك ولم تتخذ موقفا يحسب لها ظنا منها أنها ستحظى بالرعاية الانقلابية وأن سجن أبنائها تم بتهم بعيدة عن حرية الرأي!
من يولولون ويتباكون ماذا كانوا يتوقعون من نظام انقلابى جاء على ظهور الدبابات بعد توسلات الأحزاب الكرتونية ونخب العار وجبهة الخراب ظنا منهم أن العسكر سيتخلون لهم عن الحكم!
ألم يعتبر هؤلاء من تجربة العسكر طوال عقود في إسكات كل صوت حر وكسر كل قلم شريف رفض أن يكون مخبرا سريا حتى صار حال الصحفى كحال هذا الشاعرالذى يقول:
لا تبحـثـوا عن كلماتــي لأنـهُ كُســرَ القلـــم :: لا تفتشــواعن حروفــي لأنهـا مشبعـه بالألــم .
لا تسئلــوا عنـي لأن السـؤال عن الميـت لا يُفيــد إلا العـدَم :: لا تشتاقـوا لـي لأن مشـاعري تجمــدت.
لا تتأملـوا بتفاصيلـي لأن قناديـل آمالــي أطفئَــت :: لا تتـذكرونـي لأن ذكرياتـي حُرقـــت!.
بالأمس تم اعتقال صحفيين من داخل النقابة كما أن هناك 77 صحفي تم إعتقالهم بتهم ملفقة ولم تحرك النقابة ساكنا نحوهم!
والسؤال ماذا فعلت النقابة للصحفى الذي قتل على أحد حواجز العسكر في بداية الانقلاب والذين قتلوا بعد ذلك!
والطريف أن كل من فوضوا زعيم عصابة الانقلاب هم من يصفون اقتحام نقابة الصحفيين بالجريمة وأعربوا عن ذهولهم من واقعة اقتحام النقابة وقالوا :أنها خطأ لا يغتفر وحاولوا بعض أذرع الخديوى عباس التماس العذرلزعيم عصابة الانقلاب وأنه لم يكن يعرف بواقعة الاقتحام مطالبين بإقالة وزير الداخلية!.
فقد قال الانقلابى السناوي : نقابة الصحفيين قلعة الدفاع عن الحريات والتنوير ولا أحد من الجماعة الصحفية يوافق على ما حدث أمس ماعلينا، وأن المادة 70 من قانون نقابة الصحفيين تحظر تفتيش أو دخول النقابة إلا بالتنسيق مع النقيب ومجلس النقابة وأن نقابة الصحفيين رمز للحريات التي هى حق لكل مواطن كما أن الدستور أقر إلغاء الحبس في قضايا النشر و أن حرية النقابات المهنية مصانة ومحفوظة حسب نص القانون!
فاتورة البلطجة والوقاحة والبلاك بلوك أثناء حكم الرئيس مرسى لإفشاله ليعود حكم العسكر!
فاتورة الرضا بأن تكون الصحافة أداة للتضليل والتطبيل وتغييب الوعي ونشرالأكاذيب والشائعات!
فاتورة الخديوى عباس ترامادول وأذرعه الإعلامية شؤونه المعنوية!
ومن يولولون من إعلامى العار يصبون جام غضبهم على وزير داخلية الانقلاب لتبرئة زعيم عصابة الانقلاب!
فقد قال صبى الانقلاب ياسر رزق: أن رئاسة الانقلاب لم تعلم بأمر مداهمة مقر نقابة الصحفيين ولم ترضَ عنه و أن الواقعة دليل على أن أطراف في وزارة الداخلية تسيء للنظام وتسيء للدولة ولا تعي مسؤوليتها.
كما قال يحى قلاش: هنرد اعتبارنا واعتبار البلد كلها واللي يشتغل في الصحافة ما يخافش وأنا طالبت بإقالة وزير الداخلية لأنها أقل حاجة هتكون مقبولة وأن وزير الداخلية بيولع في البلد كلها، ولا أعلم لمصلحة من، ولا يمكن أن تترك البلد له كي يديرها بهذه الطريقة العبثية التي لم يفعلها حبيب العادلى!
من جانبها قالت صحيفة الأهرام الانقلابية في افتتاحيتها صباح الثلاثاء: إذا هب الشعب لنيل حريته لن يوقفه أحد ولا أعتى متاريس الأمن وسلاحه اقتحام بيت الصحفيين حاملا رسالة قوية حول رفض ما فعلته وزارة الداخلية، وكيف أن بعض قادتها يصورون للقيادة السياسية أنهم بذلك يحمون أمن الدولة.!
ومما يؤكد تورط النظام الانقلابى برمته في اقتحام النقابة تسريب وثيقة إلى وسائل الإعلام عن طريق إرسالها بالخطأ في النشرة الأمنية التي تُرسل دوريًا إلى الصحفيين توضح خطة داخلية الانقلاب واعتمادها على ضرورة تشويه النقابة و أعضاء مجلسها عن طريق التنسيق مع عدد من لواءات المعاش كي يظهروا على البرامج الإعلامية للدفاع عن موقف الداخلية!.
نحن نعلم أن اقتحام النقابة شيئ عظيم لايمكن السكوت علية اليس كذلك ؟ لكن أليس اقتحام بيوت الله وانتهاك حرمتها وقتل المعتصين فيها وإلقاء المصاحف على الأرض أليست بالشيئ الاعظم من اقتحام النقابة وأشد حرمة؟ ومع ذلك لم نسمع للنقابة صوتا سوى صوت المباركة وتمجيد زعيم عصابة الانقلاب وتبرير سفك الدماء المعصومة!
وبعد ذلك يأتى جمال سلطان ليفترى كذبا وزورا وبهتانا قائلا :على مدار أربع نظم سياسية سابقة السادات ومبارك والمجلس العسكري ومرسي كان الصدام مع الصحافة والإعلام هو الفصل الأخير في كتاب السلطة فعندما يصل الصدام إلى حد استعداء الصحافة وإهدار كرامتها أو تحديها بسطوة الأجهزة وجبروت السلطة يكون النظام السياسي قد آذن بالرحيل.
وأقول كذبت ياسلطان ولامجال للإصطياد فى الماء العكر ألم يلغ الريس مرسي الحبس الاحتياطي للصحفيين و أتي بالصحفية شيماء من السودان علي طائرته الرئاسية ولم يقصف قلماً ولم يغلق صحيفة وبعد ذلك تسوى بينه وبين من قهر الشعب طوال عقود (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. 

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *