ا توجد داخل محافظة بورسعيد أماكن مخصصة لتجارة أو صناعة الأسلحة ولكن يتم شراؤها من خارج حدود المحافظة، بجانب منطقة بحيرة المنزلة المشتركة بين ثلاث محافظات وهى «بورسعيد، الدقهلية، ودمياط»، والتي يتم من خلالها إدخال السلاح لأحياء المحافظة مما دعا الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب لشن حملات مكثفة داخل هذه البؤرة الإجرامية للقضاء بشكل نهائى على ظاهرة انتشار الأسلحة التي باتت واضحة أمام العيان في أعقاب ثورة 25 يناير.
ولكن الواقع يؤكد أن تلك الجهود لم تكمل بالنجاح الكافي، تحوَّلت بحيرة المنزلة والأماكن المجاورة لها إلى مجموعة من المستعمرات الخاصة؛ بسبب كثرة التعديات من أصحاب الأموال والنفوذ؛ ويستأجر أصحاب النفوذ عددا من البلطجية المسلحين بأسلحة آلية، وحفارا خاصا، وتحديد المساحة التي يريدون الانتفاع بها من البحيرة بشكل علنى، ثم يزرعون حولها ورد النيل على شكلٍ أسوار حول المساحة التي يتم استقطاعها من البحيرة، ويدعمون ذلك بالغاب والبوص، ثم ينقل الحفار كمية كبيرة من طمى البحيرة حول تلك المستعمرة لإنشاء جسر لها، ويسمى الصيادون تلك المستعمرات بالأحواش.
العربى محمد، صياد بمنطقة القابوطي، قال أنه لحماية المستعمرة التي تصل مساحتها إلى عدة آلاف من المترات، يلجأ صاحبها لاستئجار جيش مسلح من البلطجية بجميع الأسلحة الممكنة، للاعتداء على من يقترب من المستعمرة، مشيرا إلى أن الأسلحة الموجودة والمخزنة ببحيرة المنزلة ليس لها حصر سواء في الأنواع أو الأعداد.
وفجر «العربي» مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن الأمن وخفر السواحل لا يستطيعون حماية البسطاء ببحيرة المنزلة لأن لانشات مافيا الزريعة أسرع وأحدث من لانشات خفر السواحل وشرطة المسطحات المائية مما يصعب مهمة الأمن في ملاحقة البلطجية والمسلحين.
وقال أحد الأهالي إن تدمير بحيرة المنزلة مستمر حتى الآن على أيدى عصابات منظمة.
وطالب عدد من المواطنين الأجهزة الأمنية بضرورة النظر إلى المناطق العشوائية والتي وصفوها بـالقنابل الموقوتة، والتي تهدد حياة المواطنين الآمنين ومنها “عزبة أبو عوف” والتي تقع على المدخل الغربى للمدينة للقادمين من محافظات الدلتا والإسكندرية، والتي تعتبر موازية لمطار بورسعيد الدولي.
وبدأت تتشكل تلك المنطقة العشوائية في منتصف التسعينيات، من قبل بعض النازحين من مختلف المحافظات، ومعهم القليل من أبناء بورسعيد الذين يسكنون داخل العزبة، فأغلب سكان عزبة أبو عوف يعملون بتربية الماشية والخيل التي تتغذى على الأطنان من مخلفات الأطعمة والقمامة، والتي يجمعها عمال البلدية من المناطق السكنية بأحياء بورسعيد، وجلبها لتلك المنطقة التي يرى بعض المراقبين من أهالي منطقة حرفيين الزهور المقابلة للعزبة أن تربية الماشية مجرد غطاء لممارسة أعمالهم الإجرامية.