الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / منظر في ميدان الثورة بقلم: أحمد أبو زيد

منظر في ميدان الثورة بقلم: أحمد أبو زيد

في زنازين بولاق “أكشن تاني مرة” عن الإنسان أتحدث، قبل أستاذ النظرية السياسية وعن الثائر أتحدث، لا عن الأكاديمي المتميز حمامة السلام بين قوى الثورة، ومهندس مبادرات المصالحة بين معسكر الثورة، و”دينامو” بيان القاهرة، الدكتور الإنسان مدحت الليثي، التلميذ النجيب للمفكر الثائر الدكتور سيف الدين عبد الفتاح.

الرجل الرائع الخلوق الذي لم يمض على حريته 4 أشهر بعد عام من الحبس، يعود لزنزانته المخيفة في قسم بولاق مجددا؛ بتهم الانتماء للثورة، والتحريض ضد النظام، والتحريض على استعادة 25 يناير، فالرجل الذي غادر قاعة محاضراته في كلية الاقتصاد ومعمله البحثي في مركز الحضارة للدراسات السياسية، يدفع الآن ثمن إصراره على مواصلة مشوار 25 يناير، بعد أن ظن الجلادون أن ذكريات السجن

ستغير وجهته.

أسرة الباحث الأريب دفعت ثمن مواقفه ولا زالت تدفع، حيث اعتقل أخواه خلال حبسه الأول، وما زالا محبوسين في زنزانتهما القديمة بسجن الجيزة المركزي بالكيلو 10 ونصف، فيما كان يعول أسرهما بعد خروجه، لكنَّ الجلادين في قسم بولاق أبوا إلا أن يحرموا أسرة الليثي من أعز أبنائها وولي أمرها، ويحرموا الثورة من أحد منظريها في وقت تحتاج الثورة لمن يوحِّد صفوفها استعدادا لجولة جديدة.

الليثي باحث تعرفه كل المؤتمرات العلمية المعنية بالنظم السياسية والفكر السياسي، فهو ابن حامد ربيع بوابة العلم والنظرية، وشقيق سيف الدين عبد الفتاح الأصغر في الثورة والكفاح، ورائد من رواد العلوم السياسية، جمع بين علم الثورة وممارستها، وأبدع في تحليلها.

الإنسان مدحت عرفته رفيق زنزانة في قسم بولاق، قوى العزيمة، شديد المراس، يحبه كل من يعرفه- جنائيًّا كان أم سياسيًّا- بسيط المعشر، قريبا من الجميع، متواضعا مع الناس، مضيافا لهم، مدافعا عنهم، كما جمعتنا زنازين سجن الجيزة المركزي، حيث عرفته ماحيا لأمية الشباب السياسية والتعليمية، يأخذ بيد المقصر، ويشجع المجتهد، ويحنو على المجهدين الذين أرهقهم عذاب السجن وطول لياليه، حنونا على أطفال رفاق الزنزانة كأنهم أبناؤه، يلاعبهم ويُهدي إليهم الهدايا التي تقتنيها أسرته من قليل مال تعيش به، بعد أن داهمت بيته عصابات الداخلية وسرقت ما ادخره ليوم أسود.

الحرية لليثي.. ختام قصة إنسانية أتمنى أن يجتمع عليها كل ثوار يناير، الذين عرفوه في التحرير، أو في ميادين التدريس والبحث، أتمنى أن يجتمع زملاؤه الأكاديميون ورفاقه السياسيون من كل التيارات؛ لأن مدحت الليثي يستحق الحرية، وليس زنازين الموت في بولاق.

 

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *