الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / مصر كما أراها الآن بقلم : مجدي مغيرة
مجدى مغيرة

مصر كما أراها الآن بقلم : مجدي مغيرة

عندما تسود العبثية ، ويغيب العقل والمنطق ، بل عندما نعيش عصر ما بعد العبثية تصير الأمور كما أرويها لكم في الأمثلة الآتية :

1- شاب يجلس في بيت أبيه ، يُصْلح من شأن غرفته ، ويرتب أوضاعها ، ويزين جدرانها ، وأتاه حارس المنزل الذي يتقاضى أجرا كبيرا مقابل الحفاظ عليه وعلى من يسكن فيه ، وطلب منه عدم فعل ذلك ؛ وإلا ……

كما هو متوقع استخف الشاب بتهديد الحارس ، لأنه يطلب أمرا ليس من حقه ، بل هو حق أصيل للشاب لا يجوز للحارس و لا لغيره أن يمنعه أو حتى يسأله لم تفعل ذلك .

يدخل الحارس الغاضب على الشاب بسلاحه .

يفرغ خزنة رشاشه في الشاب .

تطلق أمُّ الشاب زغرودةً فرحاً بمقتل ابنها ، وترقص للقاتل احتفالا بإنجازه يخرج والد الشاب من غرفة نومه هاتفا بحياة الحارس الذي خلصه من صداع ضناه .

يطلب الحارس من الوالدين أن يخرجا من البيت ويتركاه غنيمة باردة له ؛ فيستجيبان ويعلقان على ذلك بقولهما : مش مهم ….المهم إنه خلصنا من صداع ابننا .

2- يسأل أحدهم شيخ المسجد هل يُثابُ الرجلُ إذا جامع زوجته ؟ فيجيبه شيخ المسجد : “نعم ، إذا كان الرجل يأثم إذا جامَع في الحرام ، فكذلك يُثاب إذا جامع في الحلال ” .

يخرج الرجل بعد أن اطمأن لفتوى شيخ المسجد ، وينادي على امرأته وهو في الشارع ، فتأتيه زوجته في الشارع ؛ فيطلب منها خلع ملابسها ؛ ليجامعها .

تندهش المرأة وتذَكِّر زوجها بالحياء ، وبالعيب ، وبالفضائح ، و….. و……و……… .

يستنكر الرجل على امرأته لحرمانها إياه حقا من حقوقه .

ويأتي الأولاد ويعتبون على أمهم تحَجُّرَها وتخلف عقلها ، وقسوة قلبها حينما منعت والدهم حقاً من حقوقه .

يندهش رجلٌ يعبر الشارع مما رأى وسمع ؛ فينكر على الرجل وأولاده.

فيرد الزوج أن ذلك حق من حقوقه ، يفعله في أي مكان ، وفي أي زمان.

ويرد الأولاد على الرجل قائلين : طالما أن ذلك حق من حقوق أبينا ، فلم التستر والاختباء ؟ !

عند ذاك أثنى أدعياء العقل وأدعياء الحكمة وأدعياء الفهم وأدعياء الانفتاح وأدعياء الثقافة على الرجل وبنيه ، معللين ذلك أن الحلال لا يجب إخفاؤه ، بل من حق الرجل أن يمارسه علنا ، ومن حق الناس أن تشاركه بالفرح له وبالاستمتاع برؤيته وهو يمارس حقه .

3- بينما الرجل جالس في بيته ، إذ يأتيه غريبٌ ، ويقدم له مبلغا كبيرا من المال مقابل أن يعطيه زوجته ليستمتع بها ؛ فيوافق الرجلُ على الفور ، معبرا عن فرحته الشديدة بالمال .

تستنكر المرأة فعل زوجها .

ويغضب بعض الأولاد لفعل أبيهم ؛ فيرد على الجميع بالسب والشتم والاتهام بالجهل وقلة الفهم .

ثم يشرح لهم أنه فعل ما فعل ليس لنفسه ، بل لتلك الزوجة العاصية ولهؤلاء الأولاد العاقين ؛ فيصفق له بعض أولاده ، ويثني على عبقريته بعض من نَصَّبوا أنفسهم أوصياء على الزوجة والأولاد .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *