وتبقى شامخة بقلم: ماجدة شحاتة
21 مارس، 2016
مقالات
339 زيارة
أكاد أستشرف مرحلة أخرى من الابتلاء الداخلي للصف؛ ليحدث نوع من الانفلات الكبير، يلفظ على أثره كل من لم يكن يوما منتميا للدعوة إلا من حيث ركوبها حيث ظن أن وراء اﻷكمة نفع كثير، أو أن يكون وجوده عبئا ثقيلا، ولعله يكون أهلا لخير كبير في غير مكانه الذي ظل فيه القائد اﻷمير.
فلكل مرحلة رجالها، وسياساتها وأدواتها، وفي كل خير.
اغتيل اﻹمام البنا ومن حوله كوكبة من الكبار نفسا وعقلا وفكرا، واشرأبت اﻷعناق لمن يخلفه في شرف المقام، وعظيم المكان، وكادت أن تعقد خلافته بكل ثقة لزيد أو عبيد معروفة سيرتهم ومسيرتهم علوا وشموخا.
وجاءت الفتنة عابرة كسحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، اشتد الخلاف وبلغ الاختلاف مداه، وعلا الضجيج، وارتفع صدر المخلصين من الهم بنشيج، كانت فتنة تعليم وتدريب وتصحيح وتصويب من خلال المواقف والمحكات ؛ ليمضي الركب الكريم على نقاء من علل النفسيات وحظوظ النفس.
وتصدر الهضيبي القاضي الذي جاء من خلف أستار الغيب، فيحمل اﻷمانة وقد انقطع الطريق على كل من ظنها تؤخذ غلابا.
انتظمت الصفوف بعد اضطراب، وعادت النفوس بعد شرود واغتراب، وتآلف العقد الفريد من لؤلؤ أغلى مما يزين الجيد، من رجال كانوا أشد صلابة في المحن من الحديد.
وكانت دروسا استوعبت سريعا، واستقرئت جميعا، فانعكست أدبا وألقا ورقيا يليق بتصرف الكبار في المحن.
النعي على مامضى دندنة يتقنها العجزة، والاستعداد للقادم من بين ظلام الحاضر هو ديدن البناة حقا مهما بلغ حجم التأنيب والتثريب والغمز واللمز.
فكونوا أسرع لﻹفاقة بعد أزمة، وأحزم للفصل مما فيه تشتيت، ولا تخذلوا من أحسن بكم الظن على أي حال، وبلغت ثقته تحدي كل طعن بمقال أو فعال، وأصلحوا ذات بينكم فإنما المؤمنون إخوة، ومن يفارق أو يغادر فلعل الله يغني كلا من فضله وسعته، فلتكن مفارقة بمعروف وإحسان فتلك شيمة الأصيل النبيل، وليست مفارقة الوضيع الذليل بجحود ونكران.
سيواصل الركب سيره، يستريح البعض أو يستقيل، ويبقى لكل ذي مروءة الموقف الجليل..
والله غالب على أمره.