الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / سماحة الرهبان بقلم: د. عز الدين الكومي
د. عز الدين الكومي

سماحة الرهبان بقلم: د. عز الدين الكومي

الرهبنة تعني التخلي عن الدنيا والزهد فيها والابتعاد عن البشر والتفرغ للعبادة هذا هو مفهوم الرهبنة كما ورد في المعاجم والمعروف من تعاليم الكنيسة والإنجيل أنه إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر مبالغة!!
لكن فى مصر وفى ظل الانقلاب العسكرى وحكم العسكر وطوال عقود صارت الكنيسة دولة داخل الدولة مثلها مثل جيش كامب ديفيد فلا رقابة
ولامحاسبة لميزانيتها ولا مصادر تمويلها ولا مساحات الاراضي التي استولت عليها من أملاك الدولة والتى تعادل مساحات بعض الدول وضمتها لأديرتها وحولت الأديرة إلى مستعمرات وثكنات عسكرية تتكدس بالأسلحة وتقوم بتدريب بعض الأفراد على عمليات قتالية في بلد غالبيته من المسلمين.
أديرة الكنيسة لم تخضع يوما للتفتيش والمراقبة بعكس مساجد المسلمين التي تخضع لرقابة الداخلية والجهات الأمنية وأقسام الشرطة ولكل من هب ودب!!.
قبل سنة نشبت معركة بين الرهبان بالشوم والأسلحة البيضاء للتعبيرعن المحبة والسلام كشفت عن زيف المحبة والسلام والزهد والتخلى عن الدنيا عند رهبان الدير وتبين فيما بعد أن المعارك التى نشبت بين رهبان المحبة والسلام كانت بقصد النزاع على الآثار التى تم استخراجها من الأراضى التى تم الإستيلاء عليها من قبل الرهبان الزاهدين في الدنيا المتفرغين للعبادة !!.
ونظرا لمواقف تواضروس والكنيسة – التى لاتتدخل في السياسة – وساويرس والنصارى بشكل عام من بيادة النظام الانقلابي الذى غض الطرف عن ممارسات الكنيسة الفجة والتي وصلت لحد الإستيلاء على محميات طبيعية وأراضى تابعة لهيئة الأثار والبيئة والسياحة فتركوا لها الحبل على الغارب .
و رأينا بأم أعيننا تسامح ومحبة وسلام تواضروس وهو يجلس عن يسار قائد الانقلاب العسكري أثناء تلاوة البيان الانقلابى في خيانة غير مسبوقة وقام بتوجيه ثلاثية الشكرالشهيرة للجيش بعد الانقلاب لإزاحته الإسلاميين.
قبل يومين تجددت أزمة الدير المنحوت عندما قام رهبان الديربالإعتداء على محافظ الفيوم الانقلابى ومدير الأمن السفاح القاتل ناصر العبد بالسب والشتم وذلك عندما حاولت المحافظة هدم سور أقامه الرهبان حول أرض ضموها إلى ديرالأنبا مقاريوس السكندري من محمية وادي الريان الطبيعية ولم يكن قصد المحافظة- لاسمح الله – استعادة الأرض المغتصبة بالمحبة والسلام ومساحتها 13 ألف فدان من الرهبان ولكن كان بهدف هدم جزء من السور بما يتيح استكمال العمل في طريق سيربط القاهرة بمحافظة أسيوط في الجنوب.
لكن رهبان الدير رفضوا استقبال المحافظ وحملته التى جاءت لإزالة السور المخالف في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وأكثر من 50 سيارة شرطة على أبواب الدير وقال لهم المحافظ: مستعطفا جئت لشرب الشاى معكم لكن الراهب بولس المقارى المتحدث باسم الدير رفض الاستماع له قائلًا: إن هناك طرقًا بديلة للطريق الإقليمى الدولى. دولة الكنيسة تفرض إرادتها على الدولة!!
لاتعجب إنها المحبة والسلام لاإرهاب ولا كباب ولا وضع الرؤس في التراب !!
واتهم الرهبان قيادات المحافظة بالخيانة -خاين يتهم خاين – كلكم خونة خنتم الله والوطن – وقالوا إنهم هدموا أجزاء من السور في غفله منهم ولذلك شرع الرهبان في إعادة بناء ما تم هدمه وحرقوا أحد بلدوزرات الشركة المنفذة للهدم.
ياللعجب حرق سيارة من سيارات الشرطة اتهم فيها عدد من الشباب حكم عليهم الشامخ يومها ب160سنة!!
وقال أحد الرهبان فور نشوب أزمة الدير إن المحافظ والقيادات الأمنية -الخونة -جلسوا معهم عند بوابة الدير وشربوا الشاي- بالياسمين أكيد- وهموا بالانصراف ثم فوجئواعقب ذلك بأربع “بلدوزارات” هدمت جزءاً من سور الدير وهو ما اعتبره الرهبان خيانة – خيانة عظمى – مؤكدين أن الرهبان سيعيدون بناء السور.
ومن باب حفظ ماء وجه النظام الانقلابى أعلن المحافظ ن تنفيذ هدم السور سيتم خلال 10أيام بحدٍ أقصى وسيتم استرداد المزارات والأراضى التي استولى عليها الرهبان بالمخالفة للقانون .
وأين هذا مما يحدث لأهلنا في سيناء وفى رفح من هدم البيوت على ساكنيها وطردهم في العراء يواجهون مصيرهم دون أدني احترام لآدميتهم في الوقت الذى تتعامل فيه الدولة مع رهبان المحبة والسلام بكل احترام.
وبعد ذلك تسمع أقباط المهجر المتصهينين يتحدثون عن اضطهاد الأقباط وعن مطالبة دولية بحمايتهم وفي الحقيقة الأغلبية المسلمةهى التى تطالب بحماية دولية من أفعال تواضروس وكنيسته.
المتحدث الإعلامى للكنيسة وبكل بجاحة يعلن أنه لا يعترف بدير الأنبا مكاريوس وذلك عند نشر فضائح الرهبان لكن قبل ذلك كان جزءالا يتجزأ من الكنيسة حيث أكد أن ديرالأنبا مكاريوس الرياني لا يعترف به ضمن الأديرة المسيحية وأن هؤلاء الرهبان يقيمون على أراضٍ تابعة للمحميات الطبيعية وأنهم أقاموا منشآت غير مرخصة وأن الدولة لها الحق في اتخاذ ما تراه تجاه هؤلاء الرهبان. دولة القانون !!
والسؤال أين السفاح القاتل ناصر العبد مديرالأمن صاحب البطولات والعنتريات ضد معارضى النظام الانقلابى الدموى والذى أهانه الرهبان بين جنوده وضباطه وكادوا أن يفتكوا به بالمحبة والسلام !! 

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *