وثق المرصد العربي لحرية الإعلام ارتفاع وتيرة الانتهاكات لحرية الرأي والتعبير والتنكيل بالعاملين في الإعلام خلال عام 2018، حيث تحرم داخلية الانقلاب الصحفيين المعتقلين من أبسط حقوقهم الآدمية وخاصة الأغطية والملابس الشتوية مع ارتفاع موجات الصقيع التي تمر بها مصر.
وكانت أسرة الصحفي إسلام جمعة استغاثت لإنقاذه وكافة المعتقلين من القتل البطيء داخل محبسه في سجن ليمان 430 بوادي النطرون بسبب الإهمال الطبي.
واعتبر صحفيون أن 2018 كان عام إحكام سيطرة أجهزة المخابرات على مفاصل الإعلام دون منافس، وإزاحة جميع رجال الأعمال من صناعة الإعلام بإنفاق مليارات الجنيهات لتحقيق رؤية قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وامتلاك أذرع إعلامية. وكانت قناة مكملين أذاعت تسريبات تظهر كيف تدير المخابرات الحربية القنوات التليفزيونية.
هكذا كان المشهد الإعلامي في مصر عام 2018 رحيل إعلاميين وتوقف برامج وإغلاق برامج بدون سابق إنذار فبعد أن عزروه ونصروه أسكت السيسي أذرعه الإعلامية بدعوى استيائه من أدائهم، وكان من بين الذين أوقفت برامجهم لميس الحديدي رغم تنويهها باستئناف برنامجها “هنا العاصمة” بعد إجازة استمرت شهرين، إلا أن هجومها الدائم على الرئيس محمد مرسي لم يشفع لها في البقاء داخل “كادر الانقلاب”، ونسي لا الانقلابيون تحريضها السافر على الانقلاب بعبارتها الشهيرة: “تقيلة عليك يا دكتور مرسي الشيلة متشيلش.. تقيلة عليك يا دكتور قنديل الشيلة متشيلش”.
وبعبارات غاضبة استنكر الممثل الفاشل تامر عبدالمنعم استغناء الإدارة الجديدة لقناة “العاصمة” عنه، وأشار إلى أن هذه المرحلة تشهد إيقاف برامج مختلفة والاستغناء عن عدد من المذيعين المشهورين مضيفا ان هناك عددًا من الإعلاميين ذبحوا كالخرفان بالاستغناء عنهم.
وبحسب مراقبين فإن قرارات الاستغناء عن إعلاميين معروفين بولائهم لنظام قائد الانقلاب وإيقاف قنوات وبرامج ذات طبيعة سياسية، يأتي في إطار مرحلة جديدة لإعادة هيكلة الإعلام ووفق هؤلاء تقوم الهيكلة على تقليل مسحة السياسة بشكل عام وبدء اعتماد سياسة برامجية جديدة ترتكز على المحتوى الترفيهي والاجتماعي.
وأشارت “مكملين” إلى أن عام 2018 شهد تحولا خطيرا على الشاشة الصغيرة؛ فعلى الهواء حرض الإعلامي المؤيد للانقلاب محمد الباز على قتل الإعلاميين الرافضين للانقلاب، ما أثار موجة غضب عارمة داخل الأوسط الصحفية والإعلامية.