الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / أخبار / من غادة عبد الرازق إلى رانيا يوسف.. أين يقف “أشرف بيه”؟

من غادة عبد الرازق إلى رانيا يوسف.. أين يقف “أشرف بيه”؟

في فيلم “الأفوكاتو” الذي كتب قصته وأخرجه رأفت الميهي، ظهر الفنان عادل إمام يؤدي دور محام “أونطجي”، مهرج، يلعب بالبيضة والحجر، يتحايل على القانون ويبحث في ثغراته كي يبرئ متهمين ثبتت عليهم الإدانة بدلائل دامغة، وفي مشهد يحمل رسالة ظهر إمام وهو يسرق درج محل المعلم “كرشة” الجزار، بينما المعلم وصبيانه في حالة إلهاء كاملة بسبب صديقة إمام التي جلست أمامهم على أحد مقاعد المحل.

الإلهاء هو رسالة المشهد فبإمكانك أن تسلب الناس أموالهم أن استطعت إشغال عيونهم وتشتيت أدمغتهم، وظهرت الفنانة غادة عبد الرازق في بداية الصب في مصلحة المواطن، وقد أتاها أمر من “أشرف بيه” رجل المخابرات الحربية المسئول عن توظيف وتشغيل وتوجيه فنانين الانقلاب، وبالفعل وبقليل من الدجل تظاهرت عبد الرازق أنها في حالة سكر شديد، وقامت بتشغيل كاميرا سيلفي وأظهرت جزءا من جسدها، وانقلبت مواقع السوشيال رأسا على عقب، وتراجع الحديث عن الغلاء ومؤامرات العسكر، وحل مكانه الحديث عن غادة ….!

مشهد غادة!

وقبل تعرية غادة بأوامر “أشرف بيه”، كان الحديث عن محاولة اغتيال قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، عن طريق قناص هبط بطائرة فوق مئذنة برج الساعة الشاهق في مكة، وادعاء الشيخ “ميزو” أنه المهدي المنتظر، وقضية أهالي النوبة؛ وهي ثلاثة ملفات تناولها إعلام الانقلاب؛ لتوجيه دفة حديث المصريين بعيدا عن أزمات الاقتصاد، ومقتل مواطن قبطي بقسم شرطة في القاهرة، وكذلك أزمة حبس نقيب الصحفيين السابق، يحيى قلاش، بحسب محللين.

وبعد تعرية غادة بشهور ظهرت الفنانة رانيا يوسف (46 عاماً) في مهرجان القاهرة للعري الدولي، وقد ارتدت فستاناً فاضحاً، ومرة ثانية نجح “أشرف بيه” في استدراج الشارع الفيسبوكي إلى جهة أخرى غير التي كان يجري حولها الإهتمام، وخفت الحديث عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والأمير المنشار محمد بن سلمان، وتراجع الاهتمام بكارثة تحرير الدولار الجمركي، واستعداد حكومة الانقلاب لصبة جديدة في الأسعار، تستهدف ما تبقى من دماء في عروق المصريين.

تقول الناشطة سلوى محمود: “يقطعه الزهايمر خلانى بنسى كتير بس غالبآ أيام رفع أسعار المحروقات وبيع الجزيرتين الأخت الجليلة الفاضلة غادة عبد الرازق طلعتلنا لايف (لايف قوى يعنى) وفرفشت الناس على مواقع التواصل الإجتماعى وخليتهم يبطلوا هري فى الأمور العيب زى الجزيرتين والأسعار وبدأوا يهروا فى موقف الأخت الفاضلة من كاميرا الموبايل وهى طالعة لايف قوى من غير ما تاخد بالها يا ترى فستان الأخت رانيا يوسف ده علشان ينسينا إيه بصوا العصفورة طرااااااااااخ”.

إلهاء من أيام مبارك

المفارقة أن فيلم “الأفوكاتو” الذي فضحت إحدى مشاهده سياسة الإلهاء، تم إنتاجه لنفس الغرض؛ فالمتهم عادل إمام، مثل أمام القاضي مرتضى منصور، الذي صار اسمه بعد هذه القضية مرتبطاً بكل حالة إلهاء ترغبها السلطة، وأن تحكم على ممثل لقبه “الزعيم” بالسجن لمدة عام مع الشغل والنفاذ بسبب فيلم قام ببطولته، هذا ما أثار ضجة إلهاء وقتها كانت حديث الشارع المصري لمدة طويلة، وبرعت في تغفيله عن ما يجري تحت طاولة العسكر.

«الأفوكاتو» كان هو الآخر فيلم إلهاء بامتياز، وبسببه أقيمت أكثر من مائة دعوى قضائية ضد عادل إمام، من محامين كبار اعتبروا أن بطل الفيلم استهزأ بهم ومسح بكرامتهم الأرض، حين تقمص دور محام مهرج، لكن ليس هذا كله فقط ما أثار المحامين، فاسم بطل الفيلم كان “حسن سبانخ”، واختيار الاسم له دلالته عند كاتب السيناريو، وبرع المخرج والمؤلف والمؤدي في تنفيذ أوامر جد أشرف بيه، وجعل الفيلم من المحامين مسخرة، ووضعهم كلهم في بوتقة واحدة عنوانها “الاونطة والتهليب” والضحك على القضاة، هؤلاء القضاة الذين يشكلون بؤرة صديدية خرج من جرحها المتعفن أمثال بطل الإلهاء الأول “مرتضى منصور”.

ويأتي هذا بينما تعيش مصر على وقع أزمات اقتصادية متتالية، من ارتفاع بأسعار السلع والخدمات، وتغول الدولار على الجنيه المصري، وعجز حكومة الانقلاب عن توفير السلع الأساسية والأدوية، رغم ما اتخذته من خطوات بتعويم الجنيه، وتخفيض الدعم، ورفع أسعار الوقود، ولا يحق للمشاهد المصري أن ينصدم، لأن هذا الأمر ليس جديدًا على معظم “الممثلين”، الذين برهنوا أنهم محض أدوات وألعاب بيد الطغاة ودوائر المخابرات، منذ أمد بعيد.

وكم من أجساد استخدمت لترويج سياسات التفريط، في عهد الرئيس أنور السادات، ولإظهار مفاتن “كامب ديفيد”، أو لتقبيح عهد سلفه جمال عبد الناصر، وما أكثر الإلهاء الذي مورس خلال “ثلاثينية مبارك”، غير أن التوظيف الأشد بلاء لهؤلاء “الممثلين” جاء في عهد الانقلابي السفيه السيسي، يوم جعل منهم حفنة طبالين، يصطحبهم في أسفاره كالدمى المشحونة يدويًا، للتمويه على استبداده، وإظهاره نصيرًا للفن والحضارة وحقوق الإنسان، في بلادٍ هالتها مذابحه، وتعرف أكاذيبه جيدًا.

شاهد أيضاً

عامر حسين: ننتظر إنقاذ برج العرب لمباراة الأهلي.. و”الانتقادات” سبب الأزمة

أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم أن هناك اتصالات مع الأمانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *