أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن السعودية تمنع نحو 3 ملايين فلسطيني من أداء الحج والعمرة، مؤكدًا أنها ترفض منح تأشيرات للفلسطينيين في الأردن ولبنان والقدس المحتلة الذين يرغبون في أداء الحج والعمرة؛ لحيازتهم جوازات سفر مؤقتة.
ونقل الموقع البريطاني عن العديد من وكلاء السفر الذين تحدث إليهم، أن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الأردنية أبلغتهم بأن السفارة السعودية في عمان طلبت منهم عدم التقدم بطلب للحصول على تأشيرات لأي شخص يسعى للسفر إلى مكة المكرمة مؤقتًا بجواز سفر أردني.
من جانبه، قال مصدر أردني على دراية بالشئون الدبلوماسية لبلاده، إن القرار السعودي هو جزء من اتفاقية ثنائية مع كيان العدو الصهيوني لشطب “الهوية الفلسطينية وحق العودة للاجئين”، بموجب اتفاق القرن الذي وافق عليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، ومعهم الرئيس الأمريكي ترامب.
السعودية تبيع القدس
وقال المصدر، إن السعودية تضغط على الأردن لتطبيع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، والفلسطينيين في القدس المحتلة، والفلسطينيين الآن في الأراضي المحتلة، ويمكن أن يحدث نفس الشيء في لبنان، ثم لن تكون هناك مشكلة لاجئين فلسطينيين، وأضاف أن هذا كله جزء من اتفاق ثنائي بين إسرائيل والسعودية، لكن الأردن ترفض تطبيع الفلسطينيين.
كما نقل الموقع عن النائب الأردني سعود أبو محفوظ، قوله إنهم طلبوا من وزير الداخلية الأردني ووزير الأوقاف، إرسال لجنة إلى الرياض للتفاوض حول تغيير السياسة، ودعا الملك سلمان إلى التدخل، وأكد “محفوظ” أن القرار “يؤثر على كل عربي ومسلم له الحق في العبادة، لقد سمعنا الشكاوى حول هذا الأمر منذ العام الماضي، وقد فوجئنا بإيجاد ما يقرب من 200 شركة سياحية في الأردن غير قادرة على إصدار تأشيرة إلكترونية للعمرة من السفارة السعودية للفلسطينيين”.
وقال يحيى السعود، وهو عضو آخر في البرلمان الأردني: إنهم طلبوا عقد لقاء مع السفير السعودي في عمان خالد بن فيصل، لكن السفارة لم تحدد موعدًا للاجتماع، وقال: “هناك ضغوط على الأردن.. السعوديون يقولون إن الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر دائمة هم وحدهم الذين يمكنهم الحصول على تأشيرة للحج والعمرة”.
يشار إلى أنه قبل عام 1978، تحمّل المواطنون الفلسطينيون في كيان العدو الصهيوني ثلاثة عقود دون الذهاب إلى الحج والعمرة، وهي حالة انتهت عندما بدأ العاهل الأردني الملك حسين سياسة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية لإصدار بطاقات سفر لهم لأداء فريضة الحج.
وبعد عام 2000، بدأت دائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردنية في عمان إصدار جوازات سفر مؤقتة بدلا من بطاقات السفر صالحة لمدة عام وتكلفتها 50 دينارا أردنيا، حوالي 70 دولارا، وكان جواز السفر الأردني المؤقت أداة لتيسير الحج والعمرة إلى مكة، للمواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الذين يحملون جواز سفر صهيونيًا.
تأشيرة دخول
وقال سليم شلالطة، رئيس لجنة الحج والعمرة للمسلمين في أراضي 48، التي تنظم رحلات إلى المملكة العربية السعودية “منذ عام 1978: “سمح لنا فقط بالذهاب إلى الحج، ولكن في التسعينات سمحت لنا المملكة العربية السعودية بالذهاب إلى العمرة”. وأكد أن السفارة السعودية في عمان حرمت من الحصول على تأشيرة دخول اثنين من زملائه على جوازات سفرهما الأردنية المؤقتة، كما أخبرتهما وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الأردنية الشهر الماضي.
وأضاف: “كنا سنقوم بفحص الفنادق وترتيبات السفر لموسم العمرة الجديد الذي يبدأ في 16 ديسمبر، كما نفعل سنويا، ولكن لم تصدر أي تأشيرات”، وأكد مسئول في مكتب القنصلية السعودية في بيروت بعد ذلك أنه بعد قرار من وزارة الخارجية السعودية في الرياض، قاموا بإبلاغ شركات السياحة في لبنان بأنه لن يتم إصدار تأشيرات الحج والعمرة للفلسطينيين بشأن وثائق سفر اللاجئين الخاصة بهم، القرار الذي أصبح ساري المفعول في 12 سبتمبر.
وقال المسئول: “اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يمكنهم الآن الحصول على تأشيرات دخول على جواز سفر السلطة الفلسطينية”. وأوضح أشرف دبور، سفير السلطة الفلسطينية في بيروت، أن “السفارة على علم بقرار التأشيرة السعودية من خلال قنوات غير رسمية وخطابات من شخصيات محلية فلسطينية، لكنه نفى أن تصدر السلطة الفلسطينية وثائق سفر للاجئين في لبنان يرغبون في السفر إلى المملكة العربية السعودية”.