السبت , أكتوبر 11 2025
الرئيسية / أخبار / فيلم”الجزيرة” وأبعاد الانشقاقات داخل الأجهزة الأمنية لصالح الإرهابيين

فيلم”الجزيرة” وأبعاد الانشقاقات داخل الأجهزة الأمنية لصالح الإرهابيين

عرض التحقيق الاستقصائي الذي بثت قناة “الجزيرة” الجزء الأول منه، بعنوان ” سيناء.. حروب التيه”، شهادات ووثائق متعلقة بالواقع الميداني في سيناء، وكشف النقاب عن بعض مسارات الحرب القائمة بين الجيش المصري وفرع تنظيم الدولة في سيناء، وأدوار المليشيات القبلية المقربة من الجيش، وطبيعة الصراع الدائر هناك.

هل الجيش مخترق؟

طرح تحقيق الجزيرة أسئلة مهمة حول فرضية تمكن تنظيم الدولة في ولاية سيناء من اختراق الجيش المصري والأجهزة الأمنية العاملة هناك، وأورد العديد من الأمثلة والشواهد التي أثارت هذه الفرضية وأسهمت في تعزيزها.

وساق التحقيق عددا من الأمثلة والنماذج التي تؤيد هذه الفرضية، كما تحدث الصحفي والباحث المصري أبوبكر خلاف (خلال التحقيق) عن بعض الشواهد على ذلك، من بينها استهداف طائرة وزيري الداخلية والدفاع  بحكومة الانقلاب، حين كانا في زيارة سرية للعريش، حيث قتل حينها في تلك العملية العقيد طيار محمد رفعت المندوه، وقتل معه أيضا المقدم إسماعيل الشهابي.

وساق أمثلة أخرى عديدة منها حالة عميد شرطة محمد سلمي السواركة، وهو من أبناء قبائل السواركة في سيناء، وتم استهدافه وقتله في 25 يوليو 2014 عندما كان عائدا من عمله، وكان بصحبته العميد عمرو صالح وهو عميد شرطة، وكانا في سيارة مدنية وتم استهدافهما وقتلهما.

وتوقف التحقيق مطولا عند عملية كمين البرث، باعتبارها مثلت الخيط الأول، والعملية التي فتحت بابا من الفرضيات حول قدرة التنظيم على استقاء معلومات دقيقة عن الجيش والشرطة ورسم خرائط داخلية لتلك القوات تمكنه من توجيه ضربات مباشرة ومؤثرة.

كما سلطت تلك العملية الضوء على فكرة تسليح بعض قبائل سيناء، التي لجأ إليها الجيش المصري لمواجهة تنظيم الدولة، على غرار تجربة الجيش الأميركي في العراق عام 2007 في تشكيل مجالس الصحوات.

دليل الفشل

أبو الفاتح الأخرسي، الباحث في الشأن السيناوي قال إن استعانة قوات جيش الانقلاب بمليشيات من القبائل في حربه على تنظيم ولاية سيناء دليل واضح على فشله العسكري.

وأضاف الأخرسي- في حوار تلفزيونى- أن الجيش يدرك حساسية العلاقة بين القبائل والمسلحين، ويسعى لإشعال نار الفتنة بين الجانبين.

وأوضح الأخرسي أن بداية العلاقة بين قبائل سيناء والجيش كانت جيدة، وكانت تسمى منظمة سيناء العربية التي أنشأتها المخابرات الحربية، وتم تكوينها منذ عام 1967، واستمرت في أداء دورها الوطني حتى انتصار أكتوبر.

أما حسن أبوهنية-الباحث فى شئون الجماعات الدينية، فقال أنه ليس هناك استراتيجية واضحة للقوات المسلحة في سيناء،وهناك تضارب فى الأرقام الخاصة بالقتلى والمصابين فى العمليات العسكرية الجارية هناك.

وحول انشقاق بعض الضباط والإنضمام لولاية سيناء،أكد أن الأمر طبيعى خاصة فى ظل المعيشة الصعبة  يواجهها الجنود طوال السنوات الماضية،وعدم شعورهم بالأمان.

انشقاق 4 ضباط

وأثبتت الوثائق والشهادات التي عرضت في التحقيق انشقاق أربعة ضباط منشآت أمنية من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وانضمامهم إلى تنظيم الدولة في سيناء.

وبينت هذه الوثائق أن المنشقين انضموا للتنظيم أثناء تنفيذهم مهمة في سيناء تحت إشراف الجيش، رغم أنه يُفترض أن هؤلاء الضباط خضعوا لتأهيل فكري ضد التطرف، وهو ما يشير إلى وجود خلل كبير في المنظومة الأمنية المصرية في سيناء.

كما أورد التحقيق أن ضابط جيش يخدم في سيناء كشف تجاهل غرفة عمليات الجيش لنداءات الاستغاثة عند وقوع بعض الهجمات على ثكنة عسكرية جنوبي رفح.وقال أحد الضباط- إن أغلب الحالات التي سمعنا عن انضمامها للتنظيم كانت بدوافع كيدية وانتقامية، وردة فعل إما على فصل الضابط من وظيفته، أو نتيجة مشاكل وخلافات مع أحد مرؤوسيه، أو نحو ذلك، ولا يأتي في العادة بناء على قناعة بأفكار التنظيم.

وروى قصة أحد الضباط برتبة رائد اسمه وليد شرباص، تم اعتقاله من المخابرات الحربية وانتشر خبره وسط الأفراد والجنود، حين أثبتت التحريات أنه كان على علاقة بالمسلحين، ويسرب لهم معلومات عن أحد القادة الموجودين في الكتيبة ويدعى أحمد شعبان.

 زكي يزور سيناء ويقصف المنازل

فى المقابل، لم يجد العسكر بعد إذاعة الفيلم سوى استصدار أوامره لقوات الجيش المصري،بدك منازل الأهالى المهجرين في منطقة الأحراش ضمن المنطقة العازلة لمدينة رفح،للتغطية على الأحداث الميدانية المتفاقمة والخطيرة الدائرة في شبه جزيرة سيناء منذ شهور.

يأتى ذلك تزامنا مع الزيارة التى قام بها وزير دفاع الانقلاب محمد زكي، لقوات التأمين المتمركزة بشمال سيناء ،وهى الزيارة الأولى منذ تولية الوزارة،حيث شوهد وهو يلعب كرة القدم مع بعض رجالة من القوات المسلحة.

زيارة الصحفيين الأجانب

ويبدو أن الأمر ازعج المنقلب وحاشيته، ما دفع ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات،لإستحضار عدد قليل من المراسلين الأجانب المعتمدين فى مخابرات العسكر لزيارة أجزاء من سيناء،بدعوى أن المعيشة هناك تتم بسلام.

خرج “رشوان” يزف الخبر أن زيارة شمال سيناء كان يوجد بها 10 صحفيين أجانب.وأضاف ” رشوان” في مداخلة هاتفية في برنامج ” مساء دي إم سي ” الإثنين، أن الزيارة تمت في توقيت أيقنت فيه القوات المسلحة عدم وجود خطر على المراسلين والصحفيين الأجانب من الناحية الأمنية”.

ويكذبه أشرف الحفني- عضو اللجنة الشعبية للعريش،والذى أكد أن هناك حالات كذب إعلامي.

وأضاف فى تصريحات للجزيرة مباشر،أمس الإثنين، أن رشوان يكذب وأن الحياة الطبيعية في سيناء لم تعد.مردفا: البطالة فى ازدياد ،والكمائن تغلق الشوارع،والمهجرين لم يعودوا إلى بيوتهم هيرجعوا؟

وأشار إلى أن وزير الدفاع قام بزيارة جنوده العسكريين، فأين السياسيين والوزراء والنواب من زيارة المدنيين المحاصرين فى سيناء،خاصة فى ظل توقف الصيد الذى يعتمد علية غالبية المواطنين هنا.

كما يدعمة فى الرأى،النائب يحيى عقيل عضو مجلس الشورى عن سيناء ،حيث أكد أن الزيارة جاءت للتغطية على فشل السيسى فى الحملة العسكرية فى سيناء طوال الأشهر الماضية.

وأضاف فى تصريح له، كيف أذهب بالمراسلين الجانب لمواقع بعينها ،فى حين يحاصر الأهالى ويقطع عنهم المياة والكهرباء من أجل التهجير القسرى،والقتل المتعمد ليل نهار.

المليشيات القبلية

وتوقف التحقيق عند المليشيات القبلية التي تشكلت في سيناء بدعم من الجيش لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة في سيناء، حيث انتقل الجيش في أبريل 2017 من الاستعانة بالعناصر القبلية كأدلاء ومساعدين إلى تأطيرهم ضمن مجموعات مسلحة على شكل مليشيا لمحاربة التنظيم.

وقال أبو سالم الترباني أحد العناصر القيادية في المجموعات القبلية المسلحة إن تأسيس القوات القبلية جاء في البداية كردة فعل على قيام تنظيم الدولة بحرق كميات كبيرة من السجائر تعود لتجار القبائل الذين يشتغلون في تهريبها إلى قطاع غزة.

وقال إن العمل في تهريب السجائر لم يكن مرحبا به من قبل تنظيم الدولة، حيث اقتحموا سوق السجائر (الدخان) وأحرقوا أطنانا من السجائر وسيارات ومركبات كانت محملة بالسجائر، وهذا ما أوجد حربا أطلق عليها حرب السجائر في حينها.

وكشف التحقيق أن من أبرز قادة المليشيات القبلية المسلحة في سيناء إبراهيم العرجاني، وهو صاحب تجارة تهريب في سيناء، وينتمي لقبيلة الترابين، وتربطه علاقات وطيدة بجهاز المخابرات، ومقرب من المنقلب عبد الفتاح السيسي، وظهر معه أكثر من مرة.

سالم لافي هو أحد أشهر المهربين في سيناء، ينتمي لقبيلة الترابين، ومحكوم عليه في عدة قضايا جنائية سابقة. القائد السابق للمليشيات القبلية المدعومة من الجيش، وقتل في هجوم مسلح لتنظيم الدولة جنوبي رفح.

ومن بين قادة هذه المليشيات القبلية أيضا موسى الدلح، الذي ينتمي لقبيلة الترابين، وهو مهرب وشريك رئيسي لإبراهيم العرجاني في عدة مشاريع لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، ومحكوم عليه في عدة قضايا جنائية سابقة، وقاد المليشيات المسلحة بعد مقتل سالم لافي.

شاهد أيضاً

عامر حسين: ننتظر إنقاذ برج العرب لمباراة الأهلي.. و”الانتقادات” سبب الأزمة

أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم أن هناك اتصالات مع الأمانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *