السبت , أكتوبر 11 2025
الرئيسية / مقالات / سفهاء وعبيد وغلمان ” الطائف بقلم: السعيد الخميسى

سفهاء وعبيد وغلمان ” الطائف بقلم: السعيد الخميسى

* ترك صلى الله عليه وسلم “مكة ” بعد ما تعرض لأشد أنواع الظلم والعدوان والصد عن دين الله , وذهب إلى “ الطائف ” سيرا على قدميه الشريفتين . لأن الطائف هي ثاني أكبر المدن فى الجزيرة العربية بعد” مكة ” فى حركة التجارة العالمية ومن حيث الكثافة السكانية لعله يجد أرضا خصبة وآذانا صاغية وقلوبا واعية لدين الله , حيث تسكنها قبيلة ” ثقيف ” وهى من أقوي القبائل العربية . ذهب سيد البشرية إلى سادة القوم وعليتهم ونخبتهم لعلهم يستجيبوا لدعوته . ذهب إلى أبناء من ” بنى عمرو ” وكانوا ثلاثة من أشراف وسادة القبيلة وهم : عبد ياليل ومسعود وحبيب أبناء “عمرو بن عمير” . ولكنه لم يجد غير الصد والعنجهية والجاهلية العمياء متجذرة فى نفوسهم الخبيثة , فقال لهم صلى الله عليه وسلم : ” إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى .

” غير أنهم لم يفعلوا وأغروا به سفهاءهم وصبيانهم وعبيدهم وحثالة مجتمعهم يسبونه ويصيحون عليه ويقذفونه بالحجارة حتى سالت دماؤه على كعبيه حتى تلونت بلون الدماء . يخطئ من يظن أن السفهاء والعبيد والصبية قد اندثروا من حياتنا , فأحفاد سفهاء وعبيد ” الطائف “ مازالوا ملء السمع والبصر يدمون بحجارتهم القلوب قلب الأقدام..!.

* وأصل ” السفه والسفاهة ” فى اللغة نقص وخفة العقل والطيش والحركة . يقول صاحب تفسير المنار : “والسفه والسفاهة الاضطراب فى الرأي والفكر أو الأخلاق . ويقول المفسرون البلغاء الحكماء : “ السفيه هو ظاهر الجهل , عديم العقل , خفيف اللب , ضعيف الرأي , ردئ الفهم , مستخف القدر , سريع الذنب , حقير النفس , مخدوع الشيطان , دائم العصيان , ملازم الكفران , لايبالى بما كان ولا بما هو كائن أو سوف يكون . وقد وصفه صلى الله عليه وسلم بالجاهل فى حديثه الشريف : ” من طلب العلم ليجارى به العلماء أو ليمارى به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله فى النار. ” والسفيه هنا هو قليل العقل الجاهل . وعندما سئل صلى الله عليه وسلم : ما الروبيضة ..؟قال : السفيه يتكلم فى أمر العامة . وفي قوله سبحانه وتعالى :” وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ “السفهاء هنا هم الذين عبدوا العجل وذلك لآن العاقل لا يعبد العجل ولا يطلب رؤية الله جهرًا,ولا يفعل هذا إلا من كان به سفه. 
* وتحدث الشعراء والبلغاء والحكماء عن السفهاء . فمنهم من قال : أعرض عن الجاهل السفيه… فكل ما قاله هو فيه . فلا يضر نهر الفرات يوما…. إذا خاض بعض الكلاب فيه . وقال آخر : يخاطبني السفيه بكل قبح … فآبى أن أكون له مجيبا …. يزيد سفاهة فأزيد حلما …. كعود زاده الإحراق طيبا . وقال أحدهم :

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *