بعد البلبلة التي أثارتها الممثلة الإسرائيلية ــ الأمريكية الحاصلة على جائزة الأوسكار، ناتالي بورتمان، إثر رفضها الجائزة المقدمة من قِبل “منظمة جينيسيس”، ورفضها الحضور إلى فلسطين المحتلة للتكريم من قِبل المنظمة نفسها واستلام مبلغ قدره مليونا دولار، ،ارتفعت الأصوات الغاضبة التي بتجريدها من الجنسية.
وقالت وسائل الاعلام ان رفض بورتمان ، 36عاما ، حضور الحفل في فلسطين المحتلة احتجاجا على سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين الفلسطينيين السلميين العزل خلال التظاهرات المتواصلة منذ أربعة أسابيع تقريبا المعروفة باسم “العودة الكبري”.
وقال وكيل أعمال لبورتمان إنها تأثرت بالأحداث الأخيرة في دولة الاحتلال وقطاع غزة ولا تشعر بارتياح لحضور حفل توزيع جوائز “غينيسيس برايز”.
ولم يحدد ما هي “الأحداث الأخيرة”، لكن المتابع للوضع يرى أن الأحداث الأخيرة هي انتهاكات جيش الاحتلال التي ضد المسيرات التي بدأت منذ 30 مارس الماضي، والتي راح ضحيتها 36 فلسطينيا بينهم أطفال، وواجهت دولة الاحتلال فيها انتقادات دولية واسعة”، بحسب وسائل اعلام.
واعلنت مؤسسة “جينيسيس برايز” أنها ستلغي حفل توزيع الجوائز، فيما قال منظمون للحفل إنهم يحترمون قرار بورتمان ويقدرون إنسانيتها.
” لا أؤيد .. ولا أقاطع”
وقال بعض الوزراء في حكومة نتنياهو اليمينية إن الحملة الدولية التي يقودها الفلسطينيون لمقاطعة إسرائيل أثرت على بورتمان على ما يبدو.
واضطر الجدل الممثلة الحاصلة على جائزة الأوسكار، إلى الخروج ببيان مطوّل عبر “إنستجرام”، قالت فيه: “دعوني أتحدث عن نفسي، لقد اخترت عدم حضور الحفل ، لأني لا أريد أن ينظر إلي كداعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة في هذا الحفل”.
وأشارت بورتمان إنها لا تدعم حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات، التي تهدف إلى عزل إسرائيل عن معاملتها للفلسطينيين.
وقالت: “مثلي مثل العديد من الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم، من الممكن أن أكون انتقد القيادة في إسرائيل، دون الرغبة في مقاطعتي للأمة بأكملها”.
وتابعت: “لقد تم انشاء إسرائيل قبل 70 عاما كملاذ للاجئين من الهولوكوست، ولكن سوء معاملة من يعانون من فظائع اليوم لا يتوافق ببساطة مع قيمي اليهودية، لأنني أهتم بإسرائيل، ويجب أن أقف ضد العنف والفساد وعدم المساواة وسوء استخدام السلطة”.
وبينما رحّب كثيرون بالخطوة، معتبرين أن بورتمان تحتج على سياسات الاحتلال الدموية في فلسطين، جاء بيانها ليدحض هذه النظرية، إذ أكدت أنها لا تؤيد حركات مقاطعة إسرائيل عبر العالم، ولا تحبذ عزل إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.
وكانت بورتمان قد أثبتت تأييدها دولة الاحتلال في أكثر من مناسبة، بينها العدوان على غزة عام 2014، وغيرها من الأحداث والجرائم التي ارتكبها الاحتلال، معتبرة الأمر “دفاعاً عن النفس”.
سحب الجنسية الإسرائيلية
وقال النائب في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود الحاكم، أورين حازان، إن ما قامت به بورتمان “جنون مطلق”، مؤكدا أنها لا تستحق أي تكريم في الدولة العبرية.
ودعا حازان وزير الداخلية إلى سحب الجنسية الإسرائيلية من الممثلة ناتالي بورتمان.
وبدورها، قالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، إن الممثلة وقعت “ضحية خداع الدعاية الفلسطينية” المناهضة لإسرائيل.
ودعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، بورتمان إلى زيارة الحدود مع قطاع غزة ومقابلة العائلات هناك، مشددا على أن الإعلام “يشوه الحقيقة”.
فمن هي ناتالي بورتمان؟
ناتالي بورتمان، 36 عاما، ممثلة ومخرجة أفلام ومنتجة تحمل الجنسية الأمريكية والإسرائيلية. وشاركت في أفلام عدة من بينها حرب النجوم.
ولدت في 9 يونيه 1981، لطبيب إسرائيلي وزوجته الفنانة الأمريكية، وتحافظ على جذورها الإسرائيلية.

وأدت بورتمان أدوارا صعبة منذ أول عمل لها عندما كانت في الحادية عشرة، واشتركت في تمثيل فيلم “المحترف”، الذي يحكي قصة قاتل محترف يصبح معلمها الشخصي.
Natalie Portman is truly one of the best actresses working today. pic.twitter.com/xk83JoNIsG
— Michael (@JokerCritic) ١٤ أبريل، ٢٠١٨
وفي عام 2011، فازت بورتمان بالأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “البجعة السوداء”. كما حصلت أيضا على جائزة “غولدن غلوب”.

وكانت بورتمان قد تعرضت لانتقادات اليهود المتشددين لدى عودتها للقدس، مسقط رأسها، عام 2014 لبدء تصوير أول عمل تخرجه للسينما، وكان فيلما مقتبسا عن رواية للكاتب الإسرائيلي آموس أوز “قصة حب وظلمة” التي فازت بجائزة أدبية في عام 2002.
وترجمت الرواية من العبرية إلى 28 لغة أخرى، وهي قصة مؤثرة تتناول فترة طفولة أوز في القدس في الأربعينيات والخمسينيات، قبل إعلان دولة إسرائيل وبعدها.
وأدت بورتمان في الفيلم دور أم أوز، التي انتحرت عندما كان ابنها في الثانية عشرة.
وأثار تصوير الفيلم، في عدة أزقة ضيقة في منطقة نحلؤوت، التي تحولت إلى سابق عهدها خلال فترة الانتداب، غضب بعض اليهود الأرثوذكس المتشددين في الحي.
وتم منح جائزة “جينيسيس” منذ عام 2014 للأفراد للتميز في مجالاتهم المهنية، و”الذين يلهمون الآخرين من خلال إخلاصهم للمجتمع اليهودي والقيم اليهودية”.
وضم الفائزون السابقون عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرج، والنحات أنيش كابور، وعازف الكمان إسحاق بيرلمان، وممثل هوليوود مايكل دوجلاس، الذين تبرعوا جميعا بجوائزهم المالية للأغراض الخيرية.

