مستقبل الصراع في سورية
25 فبراير، 2016
مقالات
447 زيارة
مستقبل الصراع في سورية باتت انظار العالم اليوم متجهة الي سورية بعد أن اشتد الصراع بها ووصل لدرجة غير مسبوقة، خاصة بعد التصريحات السعودية بإمكانية التدخل البري في سورية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وما اثاره من موجة من الاستنكار خاصة من قبل روسيا التى صرحت بأن مقاتلاتها جاهزة للرد علي أي هجوم سعودي تركي علي سورية، وكذلك ايران والنظام السوري الذي سارع برفع الامر الي الامم المتحدة، هذا في الوقت الذي تدك فيه الطائرات الروسية معاقل المعارضة المسلحة في العديد من المناطق السورية، وسط مرأي ومسمع من العالم، خا صة من الولايات المتحدة التى يبدو أن ما يجري في سورية من قبل روسيا وحلفاءها النظام الايراني والسوري يلقى قبولا امريكيا، إذ في الوقت الذي بذلت فيه الادارة الامريكية جهودا مضنية لارغام المقاومة السورية للتدخل البري في سورية، خوفا من نجاح الضربات الروسية في القضاء علي المعارضة واست عادة النظام السوري الذي بدا منتعشا الفترة الماضية بسبب ما استرده من قرى وبلدات سورية، لدرجة وصلت الي تهديده باستمرار القتال حتى يتم استعادة كامل سورية، دون خوف من ضغوط او عقوبات دولية، ما يعني ان المؤامرة ة ر م ا ؤ م ا م ن ا و ة ل و د لا و م ا ظ ن ة ر م ا ؤ م ت س ي ل ة ي ر و س ي ل ع يش ترك فيها المجتمع الدولي بأسره وعلي رأسه الكيان الصهيوني الذي يدير اللعبه مع شركاءه الروس والامريكان.
فكما هو واضح نحن ازاء لعبة توازنات يدفع ثمنها الشعب السوري من دمه ومن امنه ومن استقراره، إذ في الوقت الذي تسمح فيه الولايات المتحدة لروسيا والنظام السوري ب دك معاقل المعارضة واسترداد بعض المناطق التى تسيطر عليها، بالرغم من علمها ان هذه المعارضة معتدلة وانها نفسها تدعمها، ترحب بالتصريحات السعودية الخاصة بإمكانية التدخل البري في سورية، وهذا ما يعني ان الولايات المتحدة وبدعم من الكيان الصهيوني ترغب في الحفاظ علي بقاء النظام متماسكا في مواجهة المعارضة المسلحة، وفي نفس الوقت، ترفض القضاء نهائيا علي المعارضة، بل تمدها بالسلاح ن ا ك ن ا و ، ة ي س و ر ل ا ت ا ب ر ض ل ا ة ه ج ا و م ع ي ط ت س ت ى ت ح الواضح انها تريد ان يبقى الطرفان يضربان في بعضهما البعض علي غرار ما هو حاصل في العراق، وبحيث يستنفذ الجميع قواه وتبقى هي والكيان الصهيوني القوتان الكبيرتان القادرتان علي إدارة دفة الامور في البلاد، وبحيث لا تعود سورية الي سابق عهدها وتهدد من جديد الكيان الصهيوني، أو تسبب له أي مشاكل امنية في المستقبل. وفي هذا الاطار تأتي التحركات السعودية، التى ترى أن ف ي الصمت الامريكي علي الضربات الروسية والايرانية للمعارضة المعتدلة طعن لها و لدورها ولما بذلته خلال الفترة الماضية، بل وهناك تخوفات من ان يؤثر ذلك علي دورها في اليمن، بل وعلي مستقبل المنطقة، لأنه يكرس للانقسام، ويكرر السيناريو العراقي في أبشع صورة، إذ من الم حتمل ان يترك سورية كما سبق وان ترك العراق فريسه في يد الشيعه وأعوانهم من العلويين والاكراد، مما يحتم عليهم التحرك العاجل مع تركيا اكبر المتضررين مما يحدث في سورية قبل فوات الاوان، خاصة وأن طموحات الاكراد في تشكيل دولة باتت تتعدى الحدود العراقية، وهذا ما يو تر الاجواء الحالية، لأن المعركة لم تعد معركة تحرير سورية من ديكتاتورية نظام الاسد، بقدر ما اضحت معركة نفوذ للقوى الاقليمية والدولية التى تعمل علي إعادة تشكيل المنطقة وفق ما يتوافق مع اهوائها وطموحاتها مخططاتها لمستقبل المنطقة. لذلك يتوقع ان تشهد الفترة الم قبلة مزيد من التوترات التى قد تقود في حالة عدم وضع حد للصراع الدائر هناك الي حرب حقيقية ومباشرة بين مختلف اطراف النزاع الاقليمي والدولي، مالم تتدخل الولايات المتحدة وتضع حد للعدوان الروسي علي سورية .