الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / المتابعة وأهميتها … بقلم عبدالله أمين

المتابعة وأهميتها … بقلم عبدالله أمين

قيل عن المتابعة: [أنها من أسس الإدارة، وقواعد التخطيط، وهي مما يعين على تحسين الانتاج].

وقيل عنها كذلك: [إن تفقُّدَ الأمير للأتباع، وَأَخْذِهِ إياهم بالمحاسبة والحزم، وَتَبَتُّن الأعذار، كلُّ ذلك من أسس الإدارة وقواعد التخطيط ومناهج التربية].

في القرآن متابعة: جاء في القرآن في قصة هُدْهُد سليمان عليه السلام قوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)﴾ النمل.

وما أدراك ما الهدهد في جيش قيل عنه:﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ .. من شدة الزحام يُدفعُون ويُصفُّون لكنها دقة المتابعة.

وفي السنة متابعة: جاء في السنة الشريفة متابعته صلى الله عليه وسلم لمن هم تحت وطأة التعذيب، يقوي ظهورهم ويملأ بالأمل نفوسهم، وللمريض يواسيه ويبشره، وللمحزون المكروب يعزِّيه بوعد الله له .. وها هي على الترتيب:

•    قرَّ صلى الله عليه وسلم بآل ياسر رضي الله عنهم وهم يَتَضَوَّرُونَ تحت وطأة العذاب فقال لهم: “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.

•    وَمَرِضَ زيدُ بن أَرْقَمَ برمد في عينيه، فعاده صلى الله عليه وسلم، ولما بَرِئَ زيدٌ خرج، فلقيه صلى الله عليه وسلم فسأله: أريت لو كانت عيناك لما بهما، ماذا كنت صانعاً ؟ .. يعني .. لو بقيتا على حالهما مُرْمَدَتَيْنِ. قال زيد: [صبرت واحتسبت] فقال صلى الله عليه وسلم : لو كانت عيناك لما بهما، وصبرت واحتسبت، لَلَقِيتَ الله عز وجل ولا ذنب لك.

•    وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا جَلَسَ .. يجلس إلى نفرٌ من أصحابه، وكان بينهم رجلٌ له ابن صغير، يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه .. فَهَلَكَ .. فامتنع الرجل أن يحضر لحزنه عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (مَالِي لا أرى فلاناً) ؟ فقالوا : [بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك] فلقيه صلى الله عليه وسلم وَعَزَّاهُ ، ثم قال: (يا فلان: أيهما كان أحبَّ إليك ، أن تُمَتَّعَ به عُمْرَكَ ..أولا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة ، إلا وجدته قد سبقك يفتحه لك)؟. فقال الرجل :[يا نبي الله ، بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها فهو أحب إلىَّ] قال :(فذاك لك).

أخي في الله: إن أردت حصادا قد تم نُضْجُهُ ، فعليك ببذورٍ قد تمَّ انْتِقَاؤُهَا ، ومتابعةٍ قد أُحْسِنَ أداؤها.

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *