يثبت قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي ونظامه أن عدوه الأول هو الشعب المصري بمختلف طوائفه، ودياناته ومعتقداته ورموزه سواء كانت معه أو ضده، فما بين استهداف المسجد تارة، والإنسان تارة أخرى، يجعل السيسي منهما عدوا له في مناوراته العسكرية، وهدفا يصوب عليه رصاصاته الغادرة.
ولعل ما يكرره السيسي في مناوراته من استهداف بعض الرموز الدينية والوطنية، يؤكد هذا، خاصة بعدما شهدت مناورات “النجم الساطع” بقاعدة محمد نجيب العسكرية، تصوير عدو السيسي خلال المناورة من خلال أهداف بيظهر فيها الأعداء بملابس بدوية، وهو الأمر الذي كرره مرات عديدة، حينما استهدف المسجد في مرة سابقة، ليرمز له بالإرهاب الذي يجب محاربته وقتله، وتارة أخرى في استهداف رموز هي مؤيدة له مثل حمدين صباحي.
وباستهداف رموز الوطن ومعتقداته يؤكد السيسي احتقار مكونات هذا الوطن ونسيجه الاجتماعي، ويجعل منه هدفا وعدوا يجب محاربته، ليمارس ضده تمييز عرقي ممنهج هي دولة منحطة بامتياز.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتهم فيه إعلام الانقلاب البدو في سيناء بالخيانة، ويدعون لمحاربتهم، وقتلهم، وإبادتهم، فضلا عن إجراءات القمع والقتل والتهجير التي يمارسها النظام ضد البدو، ومعاملتهم على أنهم ليسوا مواطنين أصليين ودخلاء على المجتمع المصري، ليضرب في صلب عقيدة الدولة المصرية منذ نشأتها.
وازدادت مع فترة السيسي في حكمه الانقلابي سلوك الجيش القمعي في سيناء وممارسات العقاب الجماعي واللي وصل في بعض الحالات لممارسة جرايم حرب ضد الأهالي؛ والتصفية الميدانية والإذلال في الكمائن التي تنصبها أجهزة الأمنن وتشويه سمعة البدو، وتصويرهم بتجار المخدرات.