يعتبر تل ابن سلام من أهم المناطق الأثرية البكر في محافظة الدقهلية، لكونه يضم مجموعة من الآثار الفرعونية والبيزنطية والإسلامية، وهي منطقة أثرية تقع أسفلها مدينة تنيس عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح الإسلامي، والتي لم تبدأ أعمال التنقيب الرسمي بها بدعوى الحفاظ عليها داخل الأرض.
وتكتفي هيئة الآثار بعدد قليل من أفراد الأمن المدنيين لحراسة التل مترامي الأطراف مما جعله نهبًا للمنقبين عن الآثار.
يتبع التل منطقة آثار بورسعيد، على الرغم من أنه يتبع إداريًا وجغرافيًا محافظة الدقهلية، وقامت منطقة آثار بورسعيد بتخصيص 5 حراس فقط غير مسلحين؛ لتأمين ضريح الصحابي عبد الله ابن سلام والمنطقة المحيطة به، والبالغ مساحتها 12 كيلو مترًا مربعًا.
ويظل التل بطلًا لحديث أهالي مناطق المطرية والمنزلة والعصافرة، الذين يتناقلون قصص عن قيام اللصوص بالحفر ليلًا، في التل للوصول إلى آثار مدينة تنيس الموجودة أسفله.
يقول الصيادون إن تل ابن السلام منطقة نفوذ تجار الآثار حيث تجرى أعمال تنقيب غير شرعية ليلًا، وتعقد بها صفقات بيع الآثار ولا يمكن للشرطة دخولها؛ لأنها وسط بحيرة لا تسمح بدخول المراكب وقبل وصول أي حملة للمكان يهرب التجار ومعهم الآثار.
أحمد عبدالله، صياد، يذكر أن منطقة تل ابن سلام من المناطق المحرمة في بحيرة المنزلة، ومحظور على أي أحد الاقتراب منها؛ فمعروف للجميع أنه يسكنها تجار الآثار، ومن يقترب يتم التعامل معه بالسلاح الآلي، وتم ضبط أكثر من مهرب وتاجر آثار ومع ذلك ما زالت عمليات التنقيب مستمرة.
جاد رخا، المسئول عن المنطقة، يؤكد أن المنطقة ما زالت بكرًا ولم تقم وزارة الآثار حتى الآن بالتنقيب بها؛ بحجة الحفاظ على الآثار من عوامل التعرية، وتظل بقيمتها في باطن الأرض، لحين وجود ميزانية وتخصيص أماكن لها، والانتهاء من عمليات التنقيب التي تقوم بها الوزارة في أماكن أخرى.
ورغم تأكيدات الصيادين والأهالي على وجود مهربين للآثار بالمنطقة إلا أن رخا نفى ذلك.
قع تل ابن سلام أو كما يعرف تاريخيًا بمدينة تونة الأثرية داخل بحيرة المنزلة جنوب مدينة تنيس، على بعد 3 كيلو مترات من مدينة المطرية، وتبلغ مساحته 12 كيلو مترًا مربعًا وارتفاعه حوالى 5 أمتار فوق مستوى البحيرة، وكان به مدينة تونة، التي كانت تعد أهم وأكبر المدن التابعة لمدينة تنيس الشهيرة عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح العربي لمصر، وكانت تشتهر بصناعة النسيج، ويذكر المقريزي في مخطوطه أن تونة كان يصنع بها طراز تنيس ويعمل بها كسوة الكعبة أيام الدولة العباسية.
