يعيش أصحاب المدابغ حالة غضب شديد بسبب انخفاض كميات الجلود الواردة إليهم بنسب تجاوزت الـ5 ملايين جلدة، مقارنة بالعام الماضى.
وكشفت شعبة أصحاب المدابغ والجلود بغرفة القاهرة التجارية، عن توقعها تراجع كمية جلود الأضاحي خلال موسم عيد الأضحى الحالي، لتتراوح بين 8 إلى 9 ملايين جلدة مقارنة بنحو 10 إلى 13 مليونا خلال العام الماضي، خاصة بعد أزمة نقل المدابغ من “سور مجرى العيون” إلى “منطقة الروبيكى” بالعاشر من رمضان بالقرب من مدينة بدر.
واشتكى بعض أهالي المدابغ من حالة الركود التى تشهدها سوق المدابغ، نتيجة ارتفاع أسعار الأضحية مما أحجم الكثير عن الذبح، واتجاه البعض إلى شراء صكوك الأضاحي.
وأضافوا فى تصريحات صحفية “المدابغ لو اتنقلت هنروح فين!! يومية العامل 100 جنيه بس.. هنركب بكام ونأكل ونشرب بكام، وندفع كهرباء ومياه بكام؟”.
وأشار عامل بالمدبح إلى صعوبة المواصلات بمنطقة الروبيكي، حيث يستغرق الانتقال من وسط القاهرة إلى مدينة «بدر» الواقعة على طريق (القاهرة-السويس) الصحراوى نحو ساعتين، يتنقل خلالهما ما بين وسيلتى مواصلات على الأقل تصل تكلفتهما من 10 جنيهات إلى 50 جنيها في بعض الأحيان. وفق مصر العربية.
فى السياق نفسه، قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، إنه “أيا كانت نوعية الحوافز التى تقدمها الحكومة للعمال فى النهاية تصب فى صالح المستثمر والعميل حتى لوكانت مقدمة للعامل لأنه يجب أولا توفير المناخ المناسب للعامل فى منطقة بدر.
وأضاف النحاس، في تصريحات صحفية، أن العامل يريد أن يرى عائلته الموجودة فى القاهرة يريد توفير مدارس لأولاده، الأمراض التى من الممكن ان تواجهه فهل سيكون له تأمين صحى، أدوية، بمعنى هل سيتم تذليل العقبات أمامه؟
وتابع: “يجب أن يكون هناك نوع من أنواع الحرفية من المسئولين لتهيئة المناخ العام للعامل والحالة المزاجية والمناخية حتى يكون ذهنه صافيًا حتى يبتكر، وهذا الفارق بين العامل فى الصين ومصر، فهناك يتم تهيئة العامل نفسيا حتى يقدم منتجًا جيدًا”.
وأشار إلى انه يجب أن يكون هناك مركز تدريب أو معهد فنى متطور يكون هدفه تطوير الصناعة وتحديثه وابتكار وتعليم العمالة حتى يتم تطوير المنتجات الموجودة من الأساس حتى نواكب التكنولوجيا فى جميع أنحاء العالم ويتم صنع أجود أنواع الجلود.
وتضم منطقة مجرى العيون بمصر القديمة مركز صناعة الدباغة فى مصر نحو ألف مدبغة، على مساحة 70 فدانا هى كامل مساحة منطقة مجرى العيون، 90% منها مدابغ صغيرة ومتوسطة، وتضم عمالة مباشرة قدرها 25 ألف عامل، فيما تقوم بتغذية عمالة غير مباشرة بمحلات تجارية وخدمية قدرها 9 آلاف عامل.
كانت محافظة القاهرة أزالت المرحلة الثانية من الورش ومدابغ الجلود بمحيط سور مجرى العيون بالقاهرة القديمة في شهر نوفمبر الماضي، وسط تواجد أمني كثيف، بحضور المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة والمهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة بحكومة الانقلاب.