قبل أيام شهد مطار القاهرة واقعة تدخل في دنيا العجائب، وأظنها لم تحدث من قبل.. وزير الشباب المصري بحكومة الانقلاب خالد عبدالعزيز ذهب الي المطار لاستقبال نظيره الفلسطيني لاصطحابه بعد ذلك الي شرم الشيخ حيث مؤتمر تنظمه جامعة الدول العربية عن “الإرهاب والتنمية المجتمعية” حضره رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل.
وفوجئ وزير الشباب المصري بما لا يخطر بباله أبدا حيث تم منع نظيره الفلسطيني جبريل رجوب من الدخول، وهو بالإضافة إلى كونه وزيرا للشباب ورئيس اتحاد كرة القدم فهو أيضا أمين سر حركة فتح ومقرب جدا من أبو مازن الرئيس الفلسطيني! وحاول وزير الشباب المصري الذي أصبح “قي نصف هدومه من الكسوف” بالتعبير الدارج إنقاذ الموقف، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل، وكان الرد: هذه تعليمات الأمن! وأراهن إنها أوامر من جهاز سيادي يسمى المخابرات العامة وهو المشرف على العلاقات المصرية الفلسطينية منذ أيام اللواء عمر سليمان.
وهذا المنع الأمني تكرر كثيرا من قبل، لكن الذي يجعله واقعة فريدة من نوعها هذه المرة ذهاب الوزير المصري لاستقبال ضيفه الممنوع من الدخول!!
وأصدر متحدث باسم السلطة الفلسطينية بيان احتجاج شديد اللهجة أضاف فيه سببا آخر يجعل تلك الواقعة تدخل في دنيا العجائب ويتمثل في أن الجامعة العربية هي المنظمة لهذا المؤتمر وكل الحاضرين ضيوف عليها، فلا يجوز منعهم لأنهم ليسوا ضيوفا على مصر! وكان من نتيجة هذا الإجراء انسحاب الوفد الفلسطيني من اللقاء بعدما قرر مقاطعته احتجاجا على ما جرى!
وبقي أن تعلم أن القاهرة زعلانة من “ابو مازن” لانه طرد من عضوية فتح “محمد دحلان” الذي تحيط به مليون شيهة سياسية ومالية لكنه مقرب جدا من مصر ودول الخليج والسعودية والأردن والعدو الصهيوني قبلهم!
وإوعى تظن حضرتك أن هذه الخلافات استراتيجية أو نتيجة مواقف متباينة من الصراع العربي الإسرائيلي، بل كلهم في مركب واحد، وتوزيع الأدوار أراها سبب الخناقة “زي الحرامية الذين يختلفون حول تقسيم حصيلة السرقة”.!!