السبت , أكتوبر 11 2025
الرئيسية / أخبار / كاتب صحفي: “الفجور” الذي يفعله نظام السيسي سيُسأل عنه يوم القيامة .. اللهم اشفنا من الحمقى يا رب العالمين !

كاتب صحفي: “الفجور” الذي يفعله نظام السيسي سيُسأل عنه يوم القيامة .. اللهم اشفنا من الحمقى يا رب العالمين !

استنكر  الكاتب الصحفي “محمد على إبراهيم” – المعروف باسم “كاتب مبارك” – قيام المحيطين بالنظام ووسائل الإعلام التابعة له بنشر تسريبات للمعارضين والتشهير بهم وسجنهم دون أسباب قوية أو تهم مثبوتة، موضحًا أن ذلك نوع من الفجور الذي سيُسألون عنه يوم القيامة.
وقال “إبراهيم” في مقاله المنشور بصحيفة “المصري اليوم”: “من غير المعقول أن كل معارض يتم التشهير به أو سجنه أو عمل تسريب له.. لن نستطيع أن نتغير ونحن نسمع رأيًا واحدًا.. وصوتًا أوحد.. وترهيبًا بدون ترغيب.. اللهم اشفنا من الحماقة والحمقى يا رب العالمين.. التشهير يكون بعد الحكم الباتّ النهائي، أما ما دون ذلك فهو فجور وتجريس ستُسألون عنه يوم القيامة.. وأنتم عنه غافلون”.
وفيما يلي نص المقال كاملًا: 

 سامح فهمى وآخرون.. الظلم ظلمات!
يكره الله الظلم ويرفعه في القرآن الكريم لمرتبة التحريم.. يقول تعالى: «بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمَن يهدي مَن أضل الله وما لهم من ناصرين» صدق الله العظيم.. هذا تشخيص رباني وفعل إلهي للذين يظلمون إرضاءً للأهواء أو الشهوات أو في الحالات التي سأعرض لها كتقديم المظلومين قرابين للسلطة أو الثوار أو درءًا للشبهات.. كل الذين مارسوا ظلمًا متدينون.. جميعهم يعلمون «إن الله لا يهدي القوم الظالمين»، و«إنه لا يفلح الظالمون»، و«وما للظالمين من أنصار».. عشرات الآيات تنهانا عن الظلم، ولكن يبدو أن النفس الأمارة بالسوء يتغلب فجورها على تقواها، فتطيح بخصومها تشويهًا وتعريضًا وتشهيرًا..
أنا شخصيًا لى تجربة شهيرة مع التشويه والتشهير.. وإذا كنت خرجت منها بريئًا، فإنها براءة ناقصة.. لم تنصرني على مَن ظلمني.. لم تعوض أولادي وعائلتي عن نظرات الريبة والشك التي كانت تطاردهم في كل مكان.. لم تنصف ابنتي التي تأخرت ترقيتها الجامعية، لأن هناك مَن صدّق وآمن بأن الذين يحفظون كتاب الله وتعلو جباههم زبيبة الصلاة يمكن أن يظلموا أباها.. هؤلاء الغُرّ المُحجَّلون، ومعهم الأشاوس الثوريون وحكام ما بعد يناير، كرهوا كل مَن انتمى لمبارك، ونصبوا مشانقهم وهموا بسيوفهم وأذاقونا العذاب ألوانًا.. ولم نرَ كلمة اعتذار من أحد، اللهم إلا من هذه الجريدة التي فتحت لي أبوابًا، بعدما كان الزملاء وكل مَن ساعدتهم وخدمتهم كبارًا وصغارًا ينفرون مني كالأجرب أو الأبرص.. ونحمد الله..
اليوم أسترجع معكم قصة وزير برَّأته محكمة النقض بعد ست سنوات طوال ذاق فيها الأمَرَّين.. دخل السجن ونام على «البرش».. رفضوا أن يعالجوه من الانزلاق الغضروفي.. أبوا أن يقدموا له مرتبة طبية.. تدهورت حالة كليته.. باختصار، عانى ومعه آخرون الأمَرَّين.. خرج لانقضاء مدة الحبس الاحتياطي.. لكنهم طاردوه، وظلت القضايا متداولة إلى أن حصل على حكم باتّ نهائي بالبراءة.. إنه “سامح سمير فهمي”، وزير البترول الأسبق..
ولا أدري كيف تحمّل – وهو المُرفَّه المُنعَّم – كل هذا العذاب ما لم يكن قد تزود وتحصن بقوة روحانية.. لا يعرف كثيرون مَن هو هذا المهندس، الذى كان والده رئيس مجلس إدارة شركة أتوبيس شرق الدلتا.. رأيته لأول مرة عام 1968 وهو يأتي لاصطحاب شقيقته السيدة “داليا فهمي” للمنزل.. «داليا» زميلة دراسة بالمدرسة الإنجليزية وكلية الألسن، وتخرجنا معًا في 1972.. تمت خطبتها لـ”خالد جمال عبد الناصر”، بعد موافقة الزعيم الراحل، الذى سأل نجله عن والدها المهندس “سمير فهمي”، وخشي أن يكون إقطاعيًا وهو يرى أبناءه يركبون سيارات خاصة بسائق.. ورد ابنه عليه قائلًا: «اسأل عليه يا ريس».. وهكذا دخلت عائلة “سمير فهمي” تحت عيون صقور العصر الناصري، الذين كان أسهل شيء لديهم إلقاء المتهمين في السجون..
بعد ثلاثة أشهر وضعوا ملف “سمير فهمي” على مكتب “عبد الناصر”، وعليه كلمة واحدة «نظيف».. لم يفرح “عبد الناصر” بزواج ابنه لأنه رحل في سبتمبر 1970، وتم تأجيل الزفاف عامًا ونصف العام، ليتخرج «خالد»، الذي رحل هو أيضًا مبكرًا قبل سنوات ليلحق بوالده..
عائلة “سامح فهمي” تضم شقيقه التوأم، “هادي فهمي”، و«طارق» و«داليا»، أرملة “خالد عبد الناصر”.. كانوا نجوم نادي هليوبوليس.. «طارق» كابتن كرة اليد، و«هادي» يلعب كرة الماء، و«سامح» يمارس رياضات متنوعة.. هؤلاء تعلموا في الولايات المتحدة ومصر.. ولم نشعر يومًا سواءً في بيتهم بمصر الجديدة أو في سهراتنا أنهم يتميزون عنا في شيء.. متواضعون.. كرماء.. أبناء أصول.. مرت السنون.. أصبح «سامح» وزيرًا، وزارني في مكتبي أكثر من مرة، وكذلك «هادي» توأمه..
وعندما مرض “خالد عبد الناصر” وزرناه، لم أصدق أن هذا الشاب القوي يرقد طريح الفراش لا يقوى على أن يرفع ذراعه.. ولعل كثيرين لا يعلمون أنه – وهو أستاذ مرموق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة – كان يساعد الطلبة المحتاجين، ويجلس ساعات طوالًا ليشرح للبعض ما استعصى عليهم فهمه..
(1) ولك حق عزيزى القارئ لتسألني: ما لزوم هذه المقدمة الطويلة.. وأجيبك قائلًا: كل متهم يسأل نفسه دائما ماذا بعد البراءة؟ مَن يعوضه هو وغيره عن سنوات البهدلة وسوء السمعة.. مَن يخرج للناس يوضح لهم لماذا مرمغوا إنجازاته في التراب؟..
وكأنه لم يفعل شيئًا، ولم يكتشف خيرات لمصر يتحدثون عنها الآن وكأنهم صانعوها والذين جلبوا الاستثمارات لمصر.. كلا وأقسم بالله.. إنها إنجازات رجل قدموه قربانًا لثورة غاضبة من عصر، فألقوا إليهم رجاله.. ساووا الفاسد بالطاهر.. المنحرف بالمستقيم.. مَن سيعوض عائلته عن سهام الاتهامات الباطلة التي رشقوها في صدورهم وظهورهم.. ومَن يعدل كفة الميزان لـ”سامح فهمي” وآخرين عن اتهامات فندتها محكمة النقض وقالت فيها: «إن ما أثارته النيابة العامة غير سديد، وإنها لم تجد في الطعون ما يستحق الالتفات إليه، وإن الاتهام بإهدار المال العام والتربح للغير ليس له أي دليل»..
“سامح فهمي” وآخرون سقطوا ضحايا لاتهامات صدقها الجميع وهللوا لها – ومازالوا – عند سقوط أي متهم.. لو أننا نعمل بما يُرضي الله لما تلقف الجميع هذه الادّعاءات وطبلوا وزمروا لها وجرسوا المسؤول الذي كان يومًا ملاذهم في تعيين الأقارب ومحاسيب حكام يناير وأهالي دائرته بمصر الجديدة.. الحمد لله أن صداقتي به لم تكن لمنفعة شخصية أو مأرب.. لكن ما آلمني أنني رأيت صحفيين كبارًا استفادوا منه أكبر استفادة وسعوا لتعيين أولادهم وأقاربهم لديه، وكانوا كالعادة أول مَن تنكر له ورقصوا مثل سالومي لكل الوزراء الجدد..
للأسف، إن ظلم الأبرياء لم يقتصر على عصر بعينه، بل امتد طوال تاريخنا القديم والحديث.. فكم من مسؤول ظُلم في عهد “عبد الناصر” و”السادات”.. حتى “مبارك” لم يسلم من ظلم أجهزته للبعض مثل سجن “محيي الدين الغريب” وزير المالية الشريف أعوامًا، ثم ظهرت براءته.. والمطربة “ليلى غفران” والملحن “بليغ حمدي” وغيرهم.. ينبغي علينا أن نُحكم عقولنا قبل أن ننساق وراء التشويه والتشهير.. للأسف، كانت هناك أحكام لإرضاء الرأى العام بعد ثورة هدفها النَّيْل من رموز “مبارك” وليس إصلاح الأوضاع.. لو تفرغت الثورة للإصلاح لكان أفضل لها ولنا.. كما شاركت في حملة التشويه كل الرموز الإعلامية التي استفادت من الوزير وغيره، خصوصًا زميليه “أنس الفقي” و”د.أحمد نظيف”.. ولا أذيع سرًا اليوم وأنا أفصح عن أن التشكيل الوزاري الجديد ضم في ترشيحاته كفاءات هائلة قدموها للمهندس “شريف إسماعيل”، وتم رفضهم لأنهم كانوا أعضاء في أمانة السياسات.. أي كما قالت الأجهزة: رجال جمال مبارك!!
(2) للأسف كل الإعلاميين شاركوا في حملة التشويه، إما لتصفية حسابات أو لترويج بضاعتهم أو تنفيذًا لأوامر.. لا أحد يهمه التستر على فساد أو تربح.. أعدموا الفاسدين، فهم أخطر من الإرهابيين.. لكن هوجة القبض على الناس وإلصاق التهم بهم اعتباطًا إرضاء للشعب وامتصاصًا لغضبه أو لتصفية حسابات أو تقديم «أكباش فداء» لفشل الحكومة وسياستها.. كل هذا يزيد من مرارة الظلم..
السؤال الآن: هل تكفي حسبنا الله ونعم الوكيل؟ التشهير كان مانشيتات، والبراءة لم يذكرها أحد، ولو على عمود في صفحة داخلية.. الإعلاميون والسياسيون والصحفيون لا يعترفون أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته.. نحن في بلد يهوى البلاغات الكيدية من الصحفيين المغمورين والمحامين «الواقعين»، بالإضافة إلى الحاقدين والمُدلِّسين والغاضبين من النظام الأسبق، والذين أصبح لا هَمّ لهم إلا التشفي والتنفيس في الكل..
ليس هناك لوم على أشباه الرجال والموتورين، ولكن اللوم على مَن سمح بتلويث سمعة الجادين والمحترمين.. احبسوا الفاسدين وأعدموهم.. لكن يا حبذا لو كان هناك تعديل فى الدستور يسمح بتعويض كل مَن ثبتت براءته في النقض.. لا بد للمظلوم أن يحصل على حقه ممن ظلمه وشهَّر به وبعائلته..
يقول المولى عز وجل: «ومَن يتقِّ الله يجعل له مخرجًا» صدق الله العظيم..
من غير المعقول أن كل معارض يتم التشهير به أو سجنه أو عمل تسريب له.. لن نستطيع أن نتغير ونحن نسمع رأيًا واحدًا.. وصوتًا أوحد.. وترهيبًا بدون ترغيب.. اللهم اشفنا من الحماقة والحمقى يا رب العالمين.. التشهير يكون بعد الحكم الباتّ النهائي، أما ما دون ذلك فهو فجور وتجريس ستُسألون عنه يوم القيامة.. وأنتم عنه غافلون.

شاهد أيضاً

عامر حسين: ننتظر إنقاذ برج العرب لمباراة الأهلي.. و”الانتقادات” سبب الأزمة

أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم أن هناك اتصالات مع الأمانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *