كشف عاملون بالبنوك الحكومية في مصر عن قيام عدد من المودعين في الآونة الأخيرة، بسحب مدخراتهم وودائعهم بالجنيه المصري، سواء على هيئة ودائع، أو دفاتر توفير، بعد التراجع الشديد في قيمة الجنيه، وبالتالي تراجع قيمة مدخراتهم، وعدم موازاة الفوائد السنوية والشهرية التي يحصلون عليها مع معدل التضخم المتضاعف بشكل شبه يومي.
وتبلغ قيمة ودائع المصريين في البنوك، ألفي و116 مليار جنيه.
وأبدى محللون اقتصاديون مخاوفهم من استمرار تعرض مدخرات المودعين في البنوك للتآكل؛ بسبب استمرار البنك المركزي المصري في تخفيض أسعار الفائدة.
وتأكيدا على الأمر، قالت مصادر اقتصادية بدولة الكويت، بحسب صحيفة “الرأي”، المحلية، أن بعض عملاء البنوك المصريين بدأوا بالاستفسار من شركات الصرافة في الكويت حول إمكان القيام بسحب مدخراتهم المودعة في حساباتهم بالبنوك (المصرية)، وإعادة تحويلها بالقيمة نفسها إلى الكويت.
وأضافت المصادر، بحسب “الرأي”، أن بعض شركات الصرافة المحلية (في الكويت) تلقت في الآونة الأخيرة العديد من الاستفسارات من قبل المصريين المقيمين بخصوص رغبتهم في تحويل أرصدتهم المودعة في البنوك المصرية إلى الكويت، مستفسرين عن مدى قانونية هذا الإجراء، وكلفته من ناحية تبيان شريحة رسوم التحويل المقررة في مثل هذه الحالات.
ويأتي هذا التفكير، في وقت حذر فيه نائب رئيس مجلس إدارة شركة بنتون المالية، ماجد شوقي، من أن تعويم العملة في مصر يعني تخفيض قيمة الجنيه، متوقعا أن ينخفض بنسبة 30%.
فيما قال رئيس “الاتحاد الدولي لأبناء مصر في الخارج”، محمد الجمل، إن “هناك أزمة ثقة وتخوف على هذه المدخرات، فالسياسة النقدية في مصر متخبطة، وما يقوله المسؤولون عن حرية التحويل من مصر للخارج بالدولار أو اليورو لا يتوافق أحيانا مع ما نلمسه على أرض الواقع، فإذا نجحنا في صنع حالة من الثقة.. من الممكن أن تحل الأزمة، وبعدها من الممكن إقناع المصريين في الخارج بتحويل مدخراتهم”، وفق وصفه.
ويقول مراقبون إن مما أجج مخاوف المصريين في الخارج ما صرح به الإعلامي المقرب من عبدالفتاح السيسي، عمرو أديب، من اقتراحه بتطبيق التجربة القبرصية واليونانية في اقتطاع جزء من مدخرات وودائع المواطنين بلغت نسبة 70%؛ لحل الأزمة المالية التي مرَّ بها البلدان.
وقال: “أنا هقول جملة، وأرجو الناس تاخد بالها منها، ومحدش يترعب.. قبرص قامت في يوم الصبح، وقالت: اللي له مدخرات مش هياخد منها غير 30% بس.. هو إحنا أحسن من دول يعني؟”، وفق تساؤله.
وغير بعيد، حاول قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، استقطاب ودائع المصريين في البنوك، من خلال صندوقه الذي أسماه “تحيا مصر”، من خلال إطلاق شهادات ادخارية بالاتفاق مع البنوك، بعد رصد أموال المواطنين، التي زادت على تريليوني جنيه، دون أن يستجيب المصريون له.