لم يستطع أهالي محافظة إدلب اتمام التجهيزات اللازمة لاستقبال العيد، بعد أن عكر صفوها طيران العدو الروسي ولوث هوائها وروى أرضها الخضراء بالدماء ، الذي تقصّد استهداف سوق مدينة إدلب المكتظ بالمدنيين وقت الذروة، بغية قتل أكبر مايمكنه ويسيل الدماء في المحافظة التي تحتضن الألاف من أبناء الثورة ومن كل المحافظات، بعد أن تحولت ادلب ملاذ للجميع من القصف و التهجير.
سقطت صواريخ الغدر من طيران الإجرام الروسي على سوق الخضرة في وقت خرج فيه الأهالي لشراء حاجيات العيد، وفرحة الأطفال كانت الطاغية، مع اقبال العيد والعلائم تشير لوجود هدنة يغيب الطيران الحربي عن الأجواء، قبل أن تصل صواريخ الطيران وتنفجر وسط السوق مدمرة العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، و مخلفة مجزرة كبيرة لايمكن أن توصف بكلمات من هول الحدث وفظاعته.
كل من شاهد مكان القصف أزهل للوهلة الأولى من هول مارأى ،حيث تحولت المباني إلى كتل كبيرة من الركام وعشرات من السيارات قد احترقت والمحلات التجارية بعضها دمر والآخر تضرر بشكل كبير، تلطخت ثياب العيد بدماء الأطفال والنساء، وتطايرت الأشلاء لمسافات بعدية عن الموقع المستهدف، عناصر الدفاع المدني والإسعاف والأهالي سارعوا للموقع وبدأت عمليات إجلاء الضحايا الذين كانوا بالعشرات للمشافي الطبية في المدينة وريفها.
وبعد أكثر من 10 ساعات على العمل ورفع الأنقاض واسعاف المصابين وإحصاء المجهولين وجمع الأشلاء، تكشفت معالم مجزرة مروعة راح ضحيتها في إحصائيات ليست نهائية عن استشهاد 63 مدنياً، بينهم أكثر من 30 طفلاً وامرأة، إضافة لـ 70 جريحاً، وأكثر من 12 مفقوداً حتى الساعة، بينهم عائلتين تحت الأنقاض تمكنت فرق الدفاع المدني من إخراج امرآة على قيد الحياة بعد منتصف الليل وسط استمرار عمليات البحث.
هذه المجزرة التي ارتكبتها طائرات العدوان الروسي قبل يوم العيد بـ 24 ساعة، حولت عيد الأضحى في المحافظة لمأتم حزناً على فراق لشهداء، فباتت شوارع إدلب مزينة بثياب العيد وألعاب الأطفال ملطخة بالدماء والأشلاء، لتتحول أكثر من 60 عائلة من فرح العيد إلى حزب على فراق أبنائها، والعشرات من العائلات تنتظر عودة جريحها سالماً معافى.
عيد اليوم لم يكن بأفضل مما سبقه على الشعب السوري الثائر، فقد تعمدت قوات الأسد مراراً وعلى طول ستة سنوات من الثورة على تعكير فرحة السوريين، والعمل على سرقة كل فرحة وكل بسمة يقتنصها الشعب السوري بالقتل والتدمير واسالة الدماء، وسط صمت العالم الإسلامي أجمع عن كل مايحدث في سوريا من انتهاك للحرمات ولشعائر الدين الخنيف، وحرمة دماء المواطن السوري.