الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / إسلاميات / وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ” الرؤية الحقيقية “

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ” الرؤية الحقيقية “

  • لابد ان نعلم ان التذكرة تكون للذين آمنوا ، ليبقوا على إيمانهم ثم ينطلقوا به إلى الآآخرين ، ولا نستطيع أن نعيش بلا تذكرة ، لأن ضغط المحنة عبئ الأحداث يغير فى النفوس ، والمؤمن كالفرس مربوط فى أخيتِه ، يجول ويجول ثم إليها يرجع ، فعلينا ألا نتخلى عن هذا الأمر لأنه واجب كبير ، حتى أن القرآن أعاده بصيغة أخرى جميلة فقال عن المؤمنين ا:” وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” فطلبات الحق ثقيلة والجهاد مرير والتحدى عسير والقلةب تتقلب والنفوص يدخلها اليأس لذا وجب التواصى بالحق والتمسك به ، ثم التواصى بالصبر على التمسك بهذا الحق .

  • فى هذه الأثناء تكون الأخوة فى الله تعالى عاصم من الزلل بعد الإيمان بالله الذى يعطى المنطلق وينير الطريق ويعطى القوة لاستمرار السير ، فالأخوة مما امتن الله على عبده بها فقال : ” هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين ، وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ” ، فعلى الأخوان الحرص على التآخى ، ولتكن أسِرنا وعاءً لهذه الأخوة ، نتفقد بعضنا ونتواصى ونتعاهد على الاستمرار فى السير على الطريق ، وليكن مرنا إن صعب اللقاء كما كان فى مكة ثم المدينة ، مؤاخاة بين اثنين اثنين .

  • الابتلاء: علينا أن نعلم أيها الأحباب أن الحياة دار ابتلاء وامتحان أخبرنا بذلك القرآن ، ” هو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ” ، ثم إن الله أخّر النصر ليحدث الابتلاء فقال : ” ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ، ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض ” ، فالابتلاء أمر قائم ليس مفاجئاً ، كم تدارسناه وقرأنا آياته ، يقول تعالى :” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يقتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلكم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ” ، وأخبرنا ربنا من قبل فقل : ” أم حسبتم أن تدخاوا الجنة ولمّا يأتكم مثلُ الذين خلوْا من قبلكم مستهم البأساءُ والضراءُ وزلزلزوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله .. ألا إن نصر الله قريب ” ، وإذا مر بالنفوس ألم أو تسرب إليها شئٌ من الاحباط فقد حدث هذا مع من هم أفضل منا ، فقال تعالى :” حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِوا جاءهم أمرُنا فنُجى من نشاء ” ..فالبتلاء حقيقة لابد من وقوعها ، وليست مفاجئة لنا ، ” وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء ” ، فلا ننزعج اليوم من التضحيات والفداء والتشريد والاعتقالات ولا نقول فى أنفسنا أنّى هذا ولماذا ، يقول تعالى :” ولنبلوكم بشئ من الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون “، وقال تعالى :” ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوً أخباركم ” ، فما نمر به امتحان يحتاج منا الصبر حتى ننجح فيه وليس هو بالامر المباغت المفاجئ الغريب .

  • الآخرة : إننا يا سادة لم نخلق للدنيا ، بل خلقنا للآخرة ، ولكن الدنيا بوابة وقنطرة نعبر من خلالها إلى الآخرة ، وما عند الله خير وأبقى ، كما قال من آمن من السحرة :” فاقضِ ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا ، إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ، والله خير وأبقى ” ، وكل الناس مغادر للدنيا على هيئات مختلفة ، ولا يخلد أحد ، فعلينا أن ننشغل بالاستعداد للانتقال الى الدار التى بها يكون المستقر والقرار ، وما جزاء الجهاد والصبر على البلاء عند الله إلا الجنة ، ” هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ، ومساكن طيبة فى جنات عدن ، ذلك الفوز العظيم ، وأخرى تحبونها نصرٌ من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ” .

  • النصر : إن النصر فى الدنيا لا يكون إلا بإذن الله تعالى ، وذلك لأى فئة مؤمنة كانت أو كافرة ، كما أخبر ربنا أن الروم غُلبت فى أقصى الأرض ثم إنهم من بعد غلبهم سيغلبون ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، فالنصر من عند الله ، يأتى فى الوقت الذى يريده وبالكيفية التى يريدها وعلى العباد الذين يريدهم ، ” ما ظظننتم أن يخرجوا ، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ” ، فعلى العبد العمل والبذل وعلى الآخرة إحداث النصر ، ليحدث الاختبار والابتلاء .

  • القدر : على العبد أن يعلم أن الأمور تسير بأمر الله تعالى ـ وأن الأحداث أقدار الله هو الذى يقدرها ، والمتغيرات التى تتم فى الكون مفاجئة للجميع هى خارج إرادة أمريكا والغرب وكل البشر ، قال تعالى :” إنا كلَ شئٍ خلقناه بقدر ” ، فالأمور لن تخرج عن أقدار الله تعالى ، وهو الذى يملك الزمان والمكان والغيب بيده تعالى وحده .

  • الاستمرار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع لنا الرؤية التى نسير عليها ، فقال لما اشتدت عليه الخطوب وبدى أن البعض قد يتخلى عنه : ” والله لا أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ” ، فقد وضع لنا رسول الله الاستراتيجية التى نسير عليها ، هى التمسك بالحق وبالطريق حتى يأتى الله بنصره ، أو نموت على نفس الطريق حتى ولو لم نرَ النصر ، فالمطلوب منا ان نستمر على الطريق ونتمسك به ، لذا فعلينا دوام العمل ودوام الامل مع حسن الظن بالله والثقة فى نصره ، ولا ينبغى ان نقيس الغد بادولت اليوم ، ” فلا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ” ، ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح ، ولا يضيح حق من ورائه مطالِب ، وانما النصر صبر ساعة .

  • الحذر والكتمان : طلب منا ربنا العمل ومع العمل الحذر فقال :” خذوا حذركم فانفروا ” ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ” .

  • العمل القليل : العمل القليل الدائم يوشك ان يكون كثيرا ، وان الثورات والمعارك فالبا ما يكون فيها جزء منهزم واخر صامد ، فيصنع الله من الصمود النصرَ ، فلابد من بقاء شعرة الاتصال بالامل والنصر لا تنقطع لاى سبب ، فان الله يغير من حالى الى حال فى لحظة ، ” لا تزال طائفة من امتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتى امر الله وهم كذلك “

  • انه جهاد ، ولا جهاد بغير تضحية … نحن فى محنة ، فعلينا الثبات والصمود وانتظار الفرج من الله ، فخير العبادة انتظار الفرج ، وانتظار الفرج هو من باب حسن الظن بالله ، وليس امامنا من بديل آخر إلا ذلك او الاستسلام ، والله يختبر فينا حسن الظن به والثقة فى تأييده لنا ، ولقد صبر الذين من قبلنا و أصابهم البلاء ، فلما اصابهم الضجر والتعب وطلبوا الدعاء قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إنكم قوم تستعجلون ” ، ولنعلم أن النصر عندنا عقيدة وليس امنية ، ” وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ” .

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *