الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / إسلاميات / الشهر الثالث (1 ) وأعــــــــــــدوا : الثائر يحافظ على معنوياته

الشهر الثالث (1 ) وأعــــــــــــدوا : الثائر يحافظ على معنوياته

الشهر الثالث  (1 ) وأعــــــــــــدوا

عنوان الأسبوع : الثائر يحافظ على معنوياته

ولكن كيف رفع الاسلام معنويات رجاله ؟

ا- لقد غرس الاسلام فى نفوس جنوده عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر ، وأن النفس لن تموت إلا بأجلها ، ” قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ” ..” لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ” ..” أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة” ..” فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون “

ب – وأمر الاسلام بالشجاعة ووالثبات والإقدام :” يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ” ” فما كان قولهم إلا ان قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين “

ج – وأمرهم بالطاعة والجندية :” إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله و إذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ” 

د – رفع مكانة الشهيد وأعلى منزلته ” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ” 

والحرب النفسية للآعداء تستهدف تحطيم المعنويات ، لأن الذى يخسر جولة من المعركة ، و يستطيع المحافظة على  معنويات جنوده سليمة غير منهارة فلابد أن يعيد الكرة على عدوه وينتصر عليهم ، ولذلك كان نابليون يقول :” خسارة المعركة أهون من خسارة المعنويات ، فخسارة المعركة تُعَوَّض ، وخسارة المعنويات تعنى النهاية “.

والحرب النفسية لكى تحقق اهدافها تستهدف بث الإشاعات المغرضة ، وتعمل على تفرقة الصفوف ، وتجعل اليأس والقنوط يدب فى النفوس ، وتضخم قوة العدو ، وتخوِّف من استمرار مقاومته ، وتهىء الناس للاستسلام !!

ولذلك قال الله تعالى تعقيبا على الهزيمة فى غزوة أحد   ” وتلك الايام نداولها بين الناس ” بمعنى أن هذه جولة وليست نهاية المطاف ، وقال تعالى :.” الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم ” …” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقتلوا حسبنا الله ونعم الوكيل ” 

تلك هى معالجات الاسلام لرفع المعنويات واستمرار الجهاد .

إن مواجهة الأحداث الجسيمة تحتاج إلى قوة نفسية عظيمة ، لا تنهزم عند المواجهة   ولا تتراجع عند الضغوط ، ولا تتشكك عند تقلب الأوضاع ، بل تُبدى تمسكاً بمبادئها أكثر فى مواجهة التشويه ، وتعلن رفضها بوضوح لمنهج فرض الواقع بالقوة   وتشرع فى بيان محاسن ما معها غير مكترثة بحملات الدعاية المضادة ليل نهار ، وتقف ثابتة راسخة فى وسط الإعصار الذى يجرّف الأرض ويجرف العوام ، تجاهد بكل ما آوتيت من عزيمة ، وتعد كل ما تستطيع من قوة ، و تقول للجميع بكل ثقة ” اعملوا على مكانتكم إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون ” . فيكون جزاؤهم  ” فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً”

القرآن مع النبى وأصحابه  البعض يظن أن الأمر سهل وميسور ، وما هى إلا فترة محدودة نقاوم الباطل فينهزم وننتصر ، ثم نقضى بقية أعمارنا هكذا نتنعم بطيبات الدنيا ، ويتنحى من طريقنا عدونا ، ولا نرى عنت ولا عناء !!

لو كان الأمر سهلا ما قص الله على نبيه كل هذا القصص ، ولا أعاد وكرر ، ولا أجمل وفصّل ، ولا رغَّب وصبَّر ، بل كانت تكفى إشارة عابرة ، لكن القصص هو أطول محاور القرآن قاطبة !!   ثم يقول له بصراحة ووضوح :” وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ” …” وكذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ، وقد آتيناك من لدنا ذكرا” … ” لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب “

ثم يُجلّى الأمور أكثر :” وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقاً فى الارض او سلما فى السماء فتأتيهم بآية ، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين “…” ليس لك من الامر شىء”

ثم يقول له “اصبر وما صبرك إلا بالله  ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون “

ثم يصارحه :” من كان يظن ألن ينصره الله فى الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السمآء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبن كيده ما يغيظ” أى من يظن هذا الظن فليشنق نفسه فى سقف بيته ، فهل سيأتى بالنصر قبل موعده ؟!

معالجة قرآنية لحظية للنبىّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ينقلهم من مستوى إلى آخر ، ويُقلب معهم أوجه الصراع ومنعطفاته ، ويبشر حيناً ، ويُصبّر حيناً ، و يشدد حيناً ، ويرفق حيناً ، ويرغِّب حيناً ، ويرهِّب حيناً ، وهكذا يرتقى القرآن بالمجاهدين حتى يبلغ بهم المنازل التى يرضاها لهم ويحبها منهم . 

هذا الوضوح جعلهم لا يبالون بشىء ، و يتقبلون كل أمر برضا ، و فى انتظارٍ دائمٍ للفرج بعد الضيق ، وللنصر بعد الهزيمة ، فلم ييأسوا ولم يجزعوا ، ولم تخُر عزائمهم وكان حديثهم عن النصر دائما ” قل عسى أن يكون قريبا ” .

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *