الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / إسلاميات / الشهر الثاني : للشباب (2 ) لماذا امتلاك القوة

الشهر الثاني : للشباب (2 ) لماذا امتلاك القوة

يقول الإمام المؤسس فى رسالة إلى أي شىء ندعو الناس تحت عنوان : (حراسة الحق بالقوة)

وما أحكم ذلك القائل : (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق ، وما أجمل أن تسير القوة والحق جنبا إلى جنب ..)  وفى (رسالة نحو النور) نجده يقول تحت عنوان : (الإسلام والقوة والجندية) : وتحتاج كذلك الأمم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية  ولا سيما فى هذه العصور التى لا يضمن فيها السلم إلا بالاستعداد للحرب والتى صار شعار أبنائها جميعا : (القوة أضمن طريق لإحقاق الحق)

و فى رسالة الجهاد يقول : ” إن الأمة التى تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا ، والنعيم الخالد فى الآخرة وما الوهن الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم ، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ….فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة ، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد فى سبيله .”

يقول تعالي ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز) سورة الحديد-آية 25

فالحق لا بد له من حديد يحميه ويرد عنه سهام شياطين الإنس والجن .. فحق بلا حديد سهل المنال .. وسهل أن تنتهك حرماته .. وسهل أن يُمنع من تحقيق أهدافه ورسالته .. وهو عرضة للسخرية والاستهانة من كل معاند ! وفي الأثر عن عثمان رضي الله عنه، قال: إن الله ليزع ـ أي ليردع ـ بالسلطان مالا يزع بالقرآن !

خلاصة القول : أن القرآن والحديد رسالتان متوازيتان تسيران جنباً إلى جنب .. لا مضاء لأحدهما إلا بالآخر .. وهما للحق كالجناحين للطائر لا يمكن له الطيران والعلو في السماء إلا بهما معاً .. فإن أصيب في أحد جناحيه خرَّ إلى الأرض ووقع .. ولا بد له من أن يقع !

فحديد من غير قرآن؛ ظلم، واستعلاء في الأرض بغير حق .. وقرآن من غير حديد، ضعف، وهوان .. والحق كما يأبى الظلم، والاستعلاء في الأرض بغير حق، كذلك يأبى الضعف والهوان.

قال ابن كثير : ” فيه بأس شديد، يعني السلاح كالسيوف والحراب والسنان ‏والنصال والدروع ونحوها”‏  والحديد لا يصير سيوفا وحرابا ونصالا إلا بالتصنيع، وكذلك قال تعالى ‏ممتنا بتعليم الصناعة الحربية لعبده داود عليه السلام :”وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ‏فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ” [الأنبياء :80]

يقول صاحب الظلال في تفسيره لقوله تعالى (ترهبون به عدو الله وعدوكم , وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم

إلى أن الغرض الأول من إعداد القوة هو إلقاء الرعب والرهبة في قلوب أعداء الله الذين هم أعداء العصبة المسلمة في الأرض الظاهرين منهم الذين يعلمهم المسلمون  ومن وراءهم ممن لا يعرفونهم , أو لم يجهروا لهم بالعداوة , واللّه يعلم سرائرهم وحقائقهم . وهؤلاء ترهبهم قوة الإسلام ولو لم تمتد بالفعل إليهم . والمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء , وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة ليكونوا مرهوبين في الأرض ; ولتكون كلمة اللّه هي العليا , وليكون الدين كله للّه (بتصرف(

كما أنه لا داعي إلى استدعاء ما يعرف ب”قوة الحق في مقابل حق القوة”، فإننا في عالم الواقع ولسنا في عالم الأماني، وعالم الواقع يقول لنا إن قوة الحق إذا لم يصاحبها حق القوة تبقى عبارة عن أفكار نظرية لا يمكن أن تجد لها مكانا على أرض الواقع، أو في أحسن أحوالها تتطور إلى حالة صوتية لا تستطيع الحد من استعلاء الباطل المدجج بالقوة، ولا أن تردعه عن الاعتداء.

و القوة لازمة لهذه الأسباب :-

١تزيل العقبات من طريق الدعوة الإسلامية

٢ترد المعتدين بغير الحق

٣تمكن للحق فى الأرض

٤تُخرس ألسنة المنافقين

٥ترهب مسبقاً مَن يفكر فى الاعتداء

٦تُحفظ بها الحرمات

٧تُقام بها الحدود

٨هى أقرب طريق لإفشاء السلام

٩لتثبيت الأمن فى المجتمع

١٠–   لينحاز الناس الى الحق

**بين امتلاك القوة واستعمالها

امتلاك القوة شيء، واستعمالها شيء آخر، فهما أمران منفصلان، ومن المهم جدا التفريق بينهما، لأن الخلط يؤدي إلى حالة من الارتباك في التعامل مع الموضوع، إما بالإفراط أو بالتفريط، فقد يفهم البعض من امتلاك القوة ضرورة استعمالها بلا توقف أو ربما بلا حدود، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية يصعب معها الوصول إلى الأهداف المرسومة. كما أن بعضاً آخر قد تدفعه حساسيته تجاه الجهاد – كصورة لاستعمال القوة – إلى رفض امتلاك القوة أصلا، وهو ما يؤدي حتماً إلى ترسيخ حالة الضعف عند المسلمين، وبالتالي تكريس الوضع القائم واستحالة تغييره رغم كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.

ويبقى فى النهاية قرار القيادة وتجاوب الصف معها هو الترجمة العملية ، ونقطة التحول الكبرى تجاه هذا الخيار اللازم  ” حتى تكون كلمة الله هى العليا ” .

 

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *