عدما فشل في إجابة سؤال علماء السنغال عن “فضل الانقلاب في الاسلام” أيقن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر المؤيد للعسكر، أن وفوده إلى إفريقيا لن تأتي بخير، فيمم وجهه إلى أوروبا ترويجاً للجنرال السيسي وتدعيماً لانقلابه الدموي، فعرض على الأوروبيين دخول الجنة بغير عذاب، بشرط غير مكتوب وهو مساندة النظام العسكري في مصر.
وأستدل “الطيب” على فتواه بأن الأوروبيين ينطبق عليهم حكم “أهل الفترة” ولن يعذبهم الله، لأن دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، بلغتهم بطريقة “مغشوشة”، على حد قوله.
هرتلة الطيب!
“الطيب” المؤيد لجنرالات الدم أوضح في برنامجه، الذي يذاع على التلفزيون المصري وقنوات فضائية أخرى، أن “الناس في أوروبا الآن لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره، ولذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفترة، لأن العلم لم يحصل عندهم، فكيف يعذب الله – سبحانه وتعالى- شعوبا مثل الشعوب الأوروبية، وهي لم تعرف عن محمد (ص) أي صورة صحيحة، وكذلك الحال مع الوثنيين في أدغال إفريقيا الذين لم تبلغهم الدعوة أو بلغتهم بصورة مشوهة ومنفرة وحملتهم على كراهية الإسلام ونبي الإسلام”.
وأشار شيخ العسكر إلى أن “هناك تقصيرا من علماء الإسلام في تبليغ رسالة الدين السمح إلى غير المؤمنين به أو الوثنيين، وهذا التقصير من ناحيتين: حين سكت عن توصيل الرسالة للناس ومن شاء فليؤمن بعد ذلك ومن شاء فليكفر، وحين تم تصوير الإسلام بصورة رديئة مجزأة وملفقة”.
وفى مفاجأة قوية أصدرت مشيخة الأزهر بيانًا تعلن فيه “تأجيل” زيارة الطيب، التى كانت من المقرر أن تبدأ فى شهر رمضان، والمعنى بها بعض دول أفريقية وعلى رأسها السنغال ومالى.
إجرام بلا حساب!
وفيما يبدو أن الطيب يلعب لعبة باباوات القرن الـ 18 عشر الذين احترفوا بيع صكوك الغفران والجنة للأغنياء، ومثلما برأ عصابة السيسي من دماء المصريين في رابعة والنهضة وباقي المجازر، تجاهل أنه في ٢٠١٥ فقط، أسقطت أمريكا ٢٣,١٤٤ قنبلة على رؤوس البشر في العراق و #سوريا و أفغانستان و باكستان و اليمن و الصومال.
وأن الطيران الأمريكي الأسبوع الماضي نفذ ٦ غارات على صوامع مدينة منبج، قبلها وبشكل ممنهج قصفت الطائرات الأمريكية صوامع الحبوب في الرقة لتجويع أهالي المدينة، تماما كما فعلت في الفلوجة تمهيداً لغزوها من قبل الميليشيات الشيعية.
غض الطيب الطرف عن جرائم أمريكا في المنطقة في التلاتين سنة الأخيرة تجاوزت بمراحل جرائم الصهاينة في نفس الفترة، في الفترة ما بين ٢٠٠١ “غزو أفغانستان” و ديسمبر ٢٠١١ “الإنسحاب البري من العراق” قتل بتقدير مؤسسة لانسي أكثر من ٦٠٠ ألف عراقي، و ٧٠ ألف أفغاني، أما التقديرات الحقيقية على الأرض فتتحدث عن ٢ مليون عراقي على الأقل.
المسؤول المباشر عن قتل و تجويع و تشريد ملايين المسلمين هو صاحب نوبل للسلام؛ باراك أوباما، آسر قلوب العسكر وشيخ أزهرهم، الذي دائماً ما يردد أن “أوباما يقول عن الإسلام ما لم يقله الشيوخ” أو “ليت المسلمون يفهمون” أو “أوباما يقول الحق في الإسلام”، في ترويج واضح لسماحة ورشاقة الإسلام الأمريكي؟!
صفعة السنغال
تراجع الطيب عن زيارة السنغال، جاء بعد انتشار مقطع فيديو لسؤال علماء السنغال نظرائهم في الأزهر حول كيف يرى الإسلام فضل “الانقلابات” فعلمونا إياه إن وجد، ويأتى هذا السؤال ليفضح دعم “الطيب” للانقلاب العسكرى على الشرعية، ومباركة الدماء التى سالت على الأرض بعد مطالبة الاحرار برحيل العسكر وعودة الرئيس الشرعى محمد مرسى.
وهو ما جعل الأمور تتشابك، وتكشف نظرة أفريقيا لما يحدث فى مصر، رغم تسويق العسكر وإعلامه لغير ذلك.
ففى نفس السياق تداولات أخبار فى بعض المواقع، عن غضب شديد من قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، من موقف علماء السنغال، مما جعله يصدر أمرًا إلى شيخ الأزهر ، أحمد الطيب، بإلغاء الزيارة، التى من المفترض أن تكون امتداد لدور الأزهر فى العالم الإسلامى، لكن هذا ليس فى قاموس العسكر طالما لا يعترف بالانقلاب العسكرى فى مصر.
وتابعت المصادر أن شيخ الأزهر سوف يقوم بزيارة إفريقيا، لكن دون السنغال ومالى، وستشتمل على نيجيريا وبعض الدول الآخرى، مؤكدين أن الأمر الذي صدر من مكتب قائد الانقلاب العسكرى، يؤكد أنه اذا اكتشف الأمر على الصعيد الدولى، يجب إلغاء الزيارة برمتها.
وانتشرت فضيحة الانقلاب وأزهر الطيب معًا في مختلف البلاد الاسلامية وتداول نشطاء عرب وغير عرب الفيديو الذي يهاجم فيه أحد علماء السنغال الأزهر ووقوفه بجانب الانقلاب العسكري.
وهو ما دعا سلطة الانقلاب باتخاذ قرارها بإلغاء رحلة أحمد الطيب للسنغال، ويكشف ذلك كف أن مؤسسة الأزهر أصبحت فرعًا لمؤسسة الانقلاب، وأن الطيب لا يملك من أمر نفسه شيئًا.