الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / إسلاميات / الاسبوع الرابع : مقاومة الانقلاب واجب دينى وأخلاقى

الاسبوع الرابع : مقاومة الانقلاب واجب دينى وأخلاقى

الافتتاحية: الآيتان 112- 113 من سورة هود

 قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾(هود:112-113)

يقول الدكتور وهبة الزحيلي: “والمعنى: فالزم وثابر يا محمد ومن آمن معك على طريق الاستقامة في الاعتقاد والأعمال، وتطبيق أوامر القرآن في العبادات والمعاملات، وهي درجة تتطلب جهاد النفس، والترفع عن الأهواء والشهوات. ولا يعني أمر الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بالاستقامة أنه لم يكن مستقيما، ففقد كان على العكس في غاية الاستقامة، وإنما المقصود هو الدوام والاستمرار على ما هو عليه، وذلك طريق النصر على الأعداء. والتزام جادة الاستقامة ليس بالأمر الهيّن، وإنما يتطلب جهادا متواصلا. روى الطبراني في الكبير في حديث صحيح عن عقبة بن عامر وأبي جحيفة: أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «شيّبتني هود وأخواتهافقال له بعض العلماء: فما الذي شيّبك من هود؟ قال له: قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ. وبعد الأمر بالاستقامة، نهى الله تعالى عن ضدّها وهو الطغيان، وهو البغي وتجاوز حدود الله في قوله سبحانه: ﴿وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ أي إن الطغيان مزلقة إلى الهلاك، والله تعالى بصير بأعمال العباد، لا يخفى عليه شيء، فيجازي عليه. وهذا تحذير واضح من الانحراف والمخالفة. ثم نبّه الله تعالى إلى خطر الميل مع الظالمين، فقال: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أي ولا تميلوا مع الظالمين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم، أو استعانة بهم، أو اعتماد عليهم، فتصيبكم النار بركونكم إليهم، فذلك ظلم، وليس لكم من غير الله أنصار أبدا ينفعونكم، ويمنعون العذاب عنكم، ثم لا ينصركم الله في حال الظلم، لأن الله سبحانه لا يحب الظلم لأحد، ولا ينصر الظالمين، كما قال تعالى: ﴿وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ﴾ (البقرة: 270) وقال أيضا: ﴿وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ (الحج: 71، فاطر: 37)”(التفسير الوسيط، بتصرف)  وعن معنى الركون إلى الظالمين وحدوده يقول الشيخ عبد المنعم تعيلب رحمه الله: “والنهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومدّ العين إلى زهرتهم. وذكرهم بما فيه تعظيم لهم”(فيض الرحمن).

دروس مستفادة من الآيات:

  • الاستقامة تعنى لزوم الحق فى الاعتقاد والعبادة والأخلاق والمعاملات، ومن جملةالاستقامة عدم الركون للظالمين.

  • الركون للظالمين يعنى الميل إليهم والاعتمادعليهم و مداهنتهم وإظهار الرضا بأعمالهم، وترك مقاومتهم.

  • …………………………………………..أذكر دروساً أخرى.

الانقلاب اعتداء علي الهوية: الانقلاب العسكرى فى مصر  يمثل صورة صارخة من صور الاعتداء على الهوية الإسلامية وذلك لأسباب كثيرة منها  ما يلي:

  • محاربة أى دور للمسجد فى الحياة العامة: وهذه السياسة تعد امتداداً لسياسة  الأنظمة العسكرية السابقة منذ عهد محمد على حتى الآن ولكنها لم تبلغ هذه الذروة  ولم تصبح بهذا السفور وتلك الفجاجة إلا مع هذا الانقلاب العسكرى الدموى، ومن مظاهر إزاحة المسجد من الحياة العامة وتقليص دوره فى عهد الانقلاب؛ إغلاق حوالى خمسين ألف زاوية بحجة عدم استيفاء شرط المساحة، وإلغاء تراخيص جميع الخطباء واصدار تراخيص جديدة بمعرفة جهاز أمن الدولة بهدف إحكام السيطرة علي المساجد وتوجييهها توجيهاً أمنياً، وتوحيد الخطبة بالمساجد ليتحدث الخطباء بلسان واحد هو لسان السلطة الغاشمة ومعاقبة من يخرج على النص بالنقل خارج المحافظة، وربط الحافز بالالتزام بالخطبة الموحدة وغير ذلك من الإجراءات التى تفرغ خطبة الجمعة من أهميتها فى توجيه المسلمين وتشكيل ثقافتهم وتحويلها إلى بوق للنظام القمعى، و من المظاهر أيضاً منع الدروس العامة بالمساجد  إلا لمن يحمل تصريحاً أمنياً، ومنع العلماء النابهين من الخطابة  وإلقاء الدروس بالمساجد، ومنعهم كذلك من إقامة المقارئ وحلقات التلاوة بها، والتضييق علي الكتاتيب الملحقة بالمساجد وإغلاق معظمها سواء بسبب التضييقات الأمنية، أو بسبب تغييب القائمين عليها، أو بسبب إهمال الإنفاق عليها ومصادرة ممتلكاتها. ومن المظاهر كذلك التضييق على الجمعيات الإسلامية  ولجان الزكاة خاصة الملحقة بالمساجد ومصادرة ممتلكاتها وتقليص دورها فى رعاية الفقراء مادياً ومعنوياً؛ فخسر المجتمع بذلك رافداً مهماً من روافد الخير والبر طالما حمل على عاتقه مهمة تجفيف منابع الفقر ومحاربة المرض والتخفيف من معاناة الفقراء ورعاية طلاب العلم وكفالة الأيتام وغير ذلك من المشروعات النافعة  حتى  اضطر بعض ذوى الحاجة من المسلمين إلى اللجوء للجمعيات الكنسية التى فتح الانقلاب لها الأبواب علي مصاريعها لممارسة أنشطتها الموجهة كنسياً  فى ظل هذا الحصار الخانق على المساجد.

  • محاربة المظاهر الإسلامية: وهذه أيضاً سياسة قديمة لكنها وصلت إلى حد غير مسبوق، لم تبلغه حتى فى عهد الاحتلال؛ فالمعروف أن بعض القادة العسكريين للحملة الفرنسية تظاهر باعتناق الإسلام مبالغة فى إظهار الاحترام لثقافة الشعب المصرى رغم سعيه إلى تغيير هذه الثقافة بكل الوسائل، وقد كان سماسرة الغزة الثقافى كما يسميهم الشيخ الغزالى يهاجمون الثقافة الإسلامية على استحياء فى العهود السابقة، يشتدون حيناً ويخفت صوتهم حيناً آخر؛ لكنهم لم يصلوا إلى هذه الدرجة من الجرأة  والسفور إلا بعد الانقلاب العسكرى ومهاجمة قائد الانقلاب للإسلام واعتباره مصدراً للعنف والتطرف، واتهام الأمة الإسلامية بأنها مصدر للعنف وتهديد الأمن والاستقرار فى العالم، والدعوة إلى ما أطلق عليه ثورة دينية تهدف لتخليص المسلمين من موروثاتهم المقدسة التى لا تروق لقائد الانقلاب وسادته الغربيين، فبدأت أبواق الانقلاب فى الجهر بأن مصر علمانية بالفطرة، وأنها ليست إسلامية،  بل زعم بعضهم أن الإرهاب العالمي بدأ بفتح مكة، وزادت وقاحتهم فى التهجم علي الصحابة والأنبياء بل على الذات الإلهية، و ارتفعت الأصوات بالدعوات الغريبة مثل خلع الحجاب، والدعوة إلى إصدار تشريعات تجرم ارتداء النقاب، وارتفع صوتهم جهيراً بضرورة تدريس الثقافة الجنسية للطلاب، والمطالبة بحقوق الشواذ، بل وصل الحد إلى تقديم أحد ممثلى الأفلام الإباحية كقدوة للشباب فى التلفزيون الرسميى.

  • تجفيف منابع الثقافة الإسلامية: وهى أيضاً سياسة قديمة لكنها تجاوزت كل الحدود فى ظل الانقلاب العسكرى، فتم اغلاق القنوات الإسلامية؛ ثم إعاد ة فتح بعضها لتؤدى دوراً مرسوماً  قبل أصحابه القيام به خدمة للانقلاب وتخديراً للشعب ونشراً للفوضى الفكرية والحيرة بين الناس، وصرفاً لهم عن مقاومة الظلم والظالمين، وتبريراً للقعود، وتثبيطاً للهمم، وتفريقاً للصف، ومن وسائل الانقلاب كذلك لتجفيف منابع الثقافة الإسلامية التضييق على الأزهر الشريف  وتأميم خطاب مشيخة الأزهر ودار الإفتاء والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئاسة جامعة الأزهر لصالح الانقلاب، وخدمة لأغراضه فى شيطنة المخالفين وتكفيرهم وإخراجهم من الملة وتبرير قتلهم ومصادرة أموالهم، بالإضافة إلى تضييق الخناق على جامعة الأزهر  ومنع بناء معاهد أزهرية جديدة بل إلغاء بعض المعاهد القديمة وإغلاقها بالفعل، ومن وسائل الانقلاب كذلك فى هذا السبيل محاصرة الكتاب الإسلامى إلى حد جمع كتب علماء الإخوان من مكتبات بعض المدارس  وإحراقها.

  • تشويه صورة الإسلام فى الوجدان الشعبى: وقد تترس الانقلابيون بالهجوم على الإخوان للنيل من الإسلام ذاته وتصويره تصويراً شائهاً؛ فالإسلام الذى يريده الانقلابيون وسادتهم الغربيون هو الإسلام الذى يرضى بالهون والعيش الدون، ويسلم الوطن ومقدراته وثرواته للغرب ووكيله العسكرى، ويعيش على هامش الحياة، الإسلام الذى يريده الانقلابيون هو إسلام الدراويش الذى لا ينصر مظلوماً ولا يقاوم ظالماً، ولا يقيم حقاً ولا يهدم باطلاً، ولا يشجع فضيلة ولا يطارد رذيلة، أما الإسلام الصحيح الذة جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذى يعلم الإنسان أنه خليفة لله فى الأرض وأن خلق حراً لا يحق لأحد أن يستعبده أو يستغله  فهو الإسلام الذى يحاربه الانقلاب ويشوهه ويقدمه علي أنه فكر منحرف يدعم العنف والإرهاب. وتحت هذا الستار يتم تشويه الدعاة والمصلحين  وكل من يقدم الإسلام الصحيح للناس.

الانقلاب تدمير لمنظومة القيم:

  • الانقلاب يدمر قيم العدالة والحرية: فقد انهارت منظومة العدالة تماماً فى ظل الانقلاب؛ وسقط القضاة فى قبضة العسكر؛ وأصبحت الأوامر العسكرية تصدر فى صورة أحكام قضائية، وقد استخدم العسكر القضاة كأداة لسحق قوى الثورة، وذلك من خلال إصدار الأحكام الجائرة القاسية على عشرات الآلاف من الثوار في تهم ملفقة لا يقوم عليها دليل ولا تساندها قرينة، ولا يقبلها منطق ولا يسوغها عقل، ولا يطمئن إليها ضمير، ولا يقرها عرف ولا قانون، ولا يقبل بها منصف، مع الافتقار إلىى أدنى ضمانات المحاكمة العادلة؛ وما ناحية أخرى تبرئة القتلة والمجرمين ولصوص المال العام، وتوفير الحماية لرجال الأمن الذين يمارسون القتل والترويع والنهب يومياً ضد المواطنين العزل وهم يكدون من أجل لقمة عيش كريم فى ظل ظروف اقتصادية طاحنة. وهذه الممارسات تدمير لمنظومة العدالة، وفقدان القضاء مهابته وقدسيته والثقة به فى قلوب المواطنين وهو من أكبر التهديدات لكيان الدولة نفسه، وهو من أكبر الجرائم التى يقترفها الانفلابيون فى حق الوطن والمواطن. ولايقل عنها خطورة محاربته لقيم الحرية وحقوق الإنسان الذى أصبح لا يساوى فى زمن الانقلاب أكثر من ثمن الرصاصة التى تطلق عليه مهما كان مركزه العلمى أو حاجة المجتمع إليه.

  • الانقلاب يدمر قيم الولاء والانتماء والوطنية: وخاصة فى شبة جزيرة سيناء؛ فممارسة القتل اليومى ضد المواطنين العزل، والتهجير القسرى وتدمير البيوت وتجريب الزراعات وتغوير آبار الماء والقضاء على كل مظاهر الحياة جرائم لم يرتكبها الاحتلال، وبالتالى فإن هذه الممارسات تزرع فى قلوب أبناء سيناء أحقاداً عميقة تجاه الجيش بل تجاه الدولة، وتمهد بذلك لانفصالها فى مرحلة تالية، وهذه الممارسات الانقلابية هى ممارسات كارثية لأنها تدمر قيمة الولاء والانتماء للوطن وحب ترابه والاستعداد للتضحية من أجله بعد أن سحقت الإنسان واستباحت الحرمات واستولت علي الممتلكات وحولت حياة المواطن إلى جحيم لا يطاق.

  • الانقلاب يدمر قيم السلام الاجتماعى: فالسلام الاجتماعى يقوم علي مجموعة من القيم المتساندة منها التعاون والتكافل واحترام الآخر واحترام الحقوق والحريات، واحترام الإرادة الشعبية، وقيم الديمقراطية والتداول السلمى للسلطة، والتوزيع العادل للسلطة والثروة، وغيرها ولا يخفى أن الانقلاب قد دمر هذه القيم جميعاً بعدوانه على حقوق الإنسان وخاصة حق الحياة بارتكابه المجازر المروعة وما يزال الدم المصرى يسيل كل يوم، وكذلك بإهداره الإرادة الشعبية، وتدمير التجربة الديمقراطية بالانقلاب على الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه من الشعب والبرلمان المنتخب من الشعب وفرض سلطة الأمر الواقع بقوة السلاح، والأنكى من ذلك إشاعة الكراهية بين فئات الشعب المصرى وإغراء بعضهم ببعض والتحريض علي الفتنة والحرب الأهلية، ولقد وفق الله تعالى الإخوان فكانت حكمتهم ثم ما تحلو به من صبر هئل بمثابة الصخرة التى تحطمت عليها خطط الانقلابيين وإن كانت محاولاتهم ما تزال مستمرة.

  • الانقلاب يدمر قيم العمل والإنتاج والإجادة: لقد قام الانقلاب بعسكرة الحياة المدنية وتأميم كل مرافق الدولة والاستيلاء على ما تبقى من ثرواتها، وهيمن الجيش على مجمل النشاط الاقتصادى، وقرب أصحاب الولاء وأقصى كل المخالفين، وأزاح الطبقة الوسطى بعنف نحو قاع المجتمع وهى الطبقة التى مثلت وقود الثورة المصرية فى الخامس والعشرين من يناير، وكل هذه الإجراءات وغيرها أدت إلى تدمير قيم العمل والإنتاج والإجادة وانتشار قيم التسلق والنفاق والوصولية بشكل لم يسبق له مثيل، وأصبحت بيئة العمل غير آمنة و محاطة بصعوبات أكثر ، وفقد أكثر من ستة ملايين عامل وظائفهم خلال سنتين، وهربت رؤوس الأموال، وساد مناخ من عدم اليقين والريبة والتوجس والترقب والخوف من المستقبل وكل ذلك له آثاره المدمرة علي الجانب الاقتصادى والاجتماعى للمواطنين ولا نجاة للمجتمع من هذه الآثار إلا بكسر هذا الانقلاب والتخلص من سيطرة الجيش علي الحياة المدنية.

مقاومة الانقلاب فريضة شرعية وضروبة بشرية:

                  لكل الأسباب السابقة وغيرها كثير تصبح مقاومة الانقلاب فريضة شرعية وضرورة وطنية، أو تصبح واجباً دينياً وأخلاقياً؛ بل هى واجب الوقت الآن من جميع النواحى الشرعية والأخلاقية والإنسانية و الوطنية؛ فكل مؤمن بالله يجب عليه أن يقاوم الانقلاب الذى يحارب الدين ويطارد المتدينين، وكل وطنى غيور على وطنه يجب عليه أن يقاوم الانقلاب الذى يفرط فى الأرض والعرض، وكل من يحتفظ بإنسانيته يجب أن يقاوم هذا الانقلاب الذى أهدر قيمة الإنسان وانتهك حقوقه وحريته وداس كرامته، بل أهدر حقه فى الحياة والوجود، وكل من يريد أن يعيش فى مجتمع تحكمه الأخلاق والقيم فعليه أن يقاوم هذا الانقلاب الذى دمر منظومة القيم، وكل من يريد مستقبلاً لأولاده فعليه أن يقاوم هذا الانقلاب الذى صادر الحاضر ورهن المستقبل، وكل من يريد أن يحيا كريماً فعليه أن يقاوم هذا الانقلاب الذى يمارس الإهانة والترويع ليل نهار، وهكذا نجد أن مقاومةالانقلاب واجب الوقت الذى يأخذ الأولوية القصوى ويتسع نطاقه ليشمل الإسلامى والليبرالى واليسارى والرجل والمرأة والكبير والصغير والغنى والفقير والحزبى وغير الحزبى بل يشمل المسلم وغير المسلم لأن أنياب الانقلاب طالت الجميع؛ وعلى الجميع أن يقاومه حتى يكسرونه، كل من منطلقه إيمانياً كان أو وطنياً أو مصلحياً.

ما ضاع حق وراءه مطالب.

رغم ضراوة الحرب التى يشنها الانقلابيون على الوطن والمواطن، ورغم تماهى الانقلابيين مع المشروع الصهيونى والمصالح الغربية على حساب المصالح الوطنية، ورغم الصمت الدولى والدعم الإقليمى ورغم مغادرة الكثيرين لميدان الثورة إلا أن إيمان المؤمنين، وعزيمة الصادقين، و اليقين فى هداية الله للمجاهدين، ونصر الله للمتقين، و معية الله للمؤمنين، وتوريثه الأرض للصالحين كل ذلك يمد الثوار بطاقات جديدة لمواصلة السير حتى النصر؛ فما ضاع حق وراءه مطالب، وما تمدد الظالمون إلا فى فراغ الاستكانة للظلم، و وما تجبر المتجبرون إلا عندما دخل المظلومون شرنقة الخوف وعاشوا فى وهم السلامة التى لم يحصلوا عليها أبداً وقد أدركتهم المهانة، وما واصل المجرمون عدوانهم على الناس إلا بسبب خذلان بعضهم لبعض وصدق من قال: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه” (متفق عليه) وعن أبى هريرة رضى الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره “(متفق عليه) ” وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته (رواه أحمد). وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاء رضي الله عنه عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:” مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة(رواه أحمد). فمهما طال ليل الظلم فلابد من فجر العدل، ومهما اسود ليل الاستبداد فلابد من شروق شمس الحرية، ومهما انتفش الباطل فإنه زهوق ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإٍسراء:81) ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ (سبأ:49).

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *