الأسبوع الرابع للشباب : الثقافة الثورية وحياة المجاهدين
21 يونيو، 2016
إسلاميات, تربوى
920 زيارة
الفقرة الأولى: جولة فى فكر الإمام حسن البنا
من رسالة الجهاد
” ولست تجد نظاماً قديماً أو حديثاً دينياً أو مدنياً ، عني بشأن الجهاد والجندية واستنفار الأمة ، وحشدها كلها صفاً واحداً للدفاع بكل قواها عن الحق ، كما تجد ذلك في دين الإسلام وتعاليمه ، وآيات القرآن ، وأحاديث الرسول العظيم – صلى الله عليه وسلم – فياضة بكل هذه المعاني السامية ، داعية بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلي الجهاد والقتال والجندية وتقوية وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها من برية وبحرية وغيرها علي كل الأحوال والملابسات “.
” والمسلمون الآن كما تعلمون مستذلون لغيرهم محكومون بالكفار قد ديست أرضهم وانتهكت حرماتهم ، وتحكم في شؤونهم خصومهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم ، فضلاً عن عجزهم عن نشر دعوتهم , فوجب وجوباً عيناً لا مناص منه أن يتجهز كل مسلم وأن ينطوي علي نية الجهاد وإعداد العدة له حتى تحين الفرصة ويقضي أمراً كان مفعولاً “.
“ولعل من تمام هذا البحث أن أذكر لك أن المسلمين في أي عصر ، قبل هذا العصر المظلم الذي ماتت فيه نخوتهم ، لم يتركوا الجهاد ولم يفرطوا فيه حتى علمائهم والمتصوفة منهم والمحترفون وغيرهم ، فكانوا جميعاً علي أهبة الاستعداد ، كان عبد الله بن المبارك الفقيه الزاهد متطوعاً في أكثر أوقاته بالجهاد ، وكان عبد الواحد بن زيد الصوفي الزاهد كذلك ، وكان البدر العيني شارح البخاري الفقيه المحدث يغزو ويدرس العالم سنة ويحج سنة ، وكان القاضي أسد بن الفرات المالكي أميراً للبحر في وقته ، وكان الإمام الشافعي يرمي عشرة ولا يخطئ كذلك كان السلف رضوان الله عليه ، فأين نحن من هذا التاريخ؟ ” .
” أتي علي الناس حين من الدهر وهم يغمزون الإسلام فرضية الجهاد وإباحاته ، حتى تحققت الآيات الكريمة : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت:53) . فها هم الآن يعترفون بأن الاستعداد هو أضمن طريق للسلام . فرض الله الجهاد علي المسلمين لا آداه العدوان ولا وسيلة للمطامع الشخصية ولكن ضمان للسلام وآداه للرسالة الكبرى التي حمل عبئها المسلمون ، رسالة هداية الناس إلي الحق والعدل ، وإن الإسلام كما فرض القتال شاد بالسلام فقال تبارك وتعالي : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) (لأنفال:61)”
” وأنت إذا قرأت وقائع الصحابة رضوان الله عليهم ومسالكهم في البلاد التي فتحوها ، رأيت مبلغ عزوفهم عن المطامع والأهواء وانصرافهم لغايتهم الأساسية الأصلية ، وهي إرشاد الخلق إلي الحق حتى تكون كلمة الله هي العليا ورأيت مبلغ الخطأ في اتهامهم رضوان الله عليهم بأنهم إنما كانوا يريدون الغلب علي الشعوب والاستبداد بالأمم والحصول علي الأرزاق ” .
” شاع بين كثير من المسلمين أن قتال العدو هو الجهاد الأصغر وأن هناك جهاداً أكبر هو جهاد النفس ، وكثير منهم يستدل لذلك بما يروي : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر ، قالوا وما الجهاد الأكبر ؟ قال جهاد القلب أو جهاد النفس ) .
وبعضهم يحاول بهذا أن يصرف الناس عن أهمية القتال والاستعداد له ونية الجهاد والأخذ في سبيله . فأما هذا الأثر فليس بحديث علي الصحيح ، قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر في تسديد القوس : هو مشهور علي الألسنة وهو من كلام إبراهيم بن عبلة ، وقال العراقي في تخريج أحاديث الأحياء : رواه البيهقي بسند ضعيف عن جابر ، ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر ؛ علي أنه لو صح فليس يعطي أبداً الانصراف عن الجهاد والاستعداد لإنقاذ بلاد المسلمين ورد عادية أهل الكفر عنها ، وإنما يكون معناه وجوب مجاهدة النفس حتى تخلص لله في كل عملها “،
” أيها الإخوة : إن الأمة التي تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة , وما الوهن الذي أذلنا ألا حب الدنيا وكراهية الموت ، فاعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ، واعلموا أن الموت لابد منه وأنه لا يكون إلا مرة واحدة ، فان جعلتموها فى سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة، وما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم ، و تدبروا جيداً قول الله تبارك وتعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران:154) .
فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة , رزقنا الله وإياكم وكرامة الاستشهاد فى سبيله ” . حسن البنا
الفقرة الثانية :
الثقافة الثورية حياة المجاهدين
التربية الجهادية نمط حياة ، وأسلوب معيشة ، وطريقة تعامل ، واستعداد كبير للأخذ بالعزائم والتعالي عن الرخص ، وارتياد المعالى وترك السفاسف ، وإلزام النفس بما تنفر منه لمشقته ، وترويضها على البعد عما ترغب فيه لشهوته أو لسهولته ، وتعويدها على العطاء لا الأخذ ، وعلى التغافر لا التشاكى ، وعلى التسامي لا التساقط .
فالطعام القليل ، والمرقد الخشن ، والتدريب العنيف ، والقيام الطويل ، والنوم القليل ، والتدبر العميق ، والذكر الكثير ، و دوام المحاسبة على التقصير ، وتلقى التعزير بالقبول له، والرضا به .. وغير ذلك ، كل هذه الأمور من معالم التربية الجهادية الحقة .
لذلك لابد أن نخرج اليوم فى فقرتنا هذه بمجموعة أعمال نتفق عليها نكسر بها مألوفات حياتنا ، و لتكون بدايات نتدرب عليها ، ونضيف إليها ، فحياة الجندية قائمة على الالتزام والانضباط ، فنلتزم بما اتفقنا عليه ، ومن أراد الزيادة زاد الله له من الأجر، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون .
الأهداف العامة للمنهج الثوري :
-
التعبئة الجهادية ( إيمانياً ونفسياً وحركياً ).
-
رفع درجة الجاهزية والاستعداد
-
تلبية المتطلبات الثورية ( التنفيذ ) .