الخميس , أكتوبر 9 2025
الرئيسية / إسلاميات / الأسبوع الثالث للشباب : فضل الخروج في سبيل الله

الأسبوع الثالث للشباب : فضل الخروج في سبيل الله

الفقرة الأولى :    فضل الخروج في سبيل الله

  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  

 ” لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ”  رواه البخارى

قَوْله : ( خَيْر مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )

قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ

 أَحَدهمَا أَنْ يَكُون مِنْ بَاب تَنْزِيل الْمَغِيب مَنْزِلَة الْمَحْسُوس تَحْقِيقًا لَهُ فِي النَّفْس لِكَوْنِ الدُّنْيَا مَحْسُوسَة فِي النَّفْس مُسْتَعْظَمَة فِي الطِّبَاع فَلِذَلِكَ وَقَعَتْ الْمُفَاضَلَة بِهَا ، وَإِلَّا فَمِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ جَمِيع مَا فِي الدُّنْيَا لَا يُسَاوِي ذَرَّة مِمَّا فِي الْجَنَّة

 وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ هَذَا الْقَدْر مِنْ الثَّوَاب خَيْر مِنْ الثَّوَاب الَّذِي يَحْصُل لِمَنْ لَوْ حَصَلَتْ لَهُ الدُّنْيَا كُلّهَا لَأَنْفَقَهَا فِي طَاعَة اللَّه تَعَالَى . قُلْت : وَيُؤَيِّد هَذَا الثَّانِي مَا رَوَاهُ اِبْن الْمُبَارَك فِي كِتَاب الْجِهَاد مِنْ مُرْسَل الْحَسَن قَالَ ” بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا فِيهِمْ عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة ، فَتَأَخَّرَ لِيَشْهَد الصَّلَاة مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقْت مَا فِي الْأَرْض مَا أَدْرَكْت فَضْل غَدْوَتهمْ ” وَالْحَاصِل أَنَّ الْمُرَاد تَسْهِيل أَمْر الدُّنْيَا وَتَعْظِيم أَمْر الْجِهَاد ، وَأَنَّ مَنْ حَصَلَ لَهُ مِنْ الْجَنَّة قَدْر سَوْط يَصِير كَأَنَّهُ حَصَلَ لَهُ أَمْر أَعْظَم مِنْ جَمِيع مَا فِي الدُّنْيَا فَكَيْفَ بِمَنْ حَصَلَ مِنْهَا أَعْلَى الدَّرَجَات ، وَالنُّكْتَة فِي ذَلِكَ أَنَّ سَبَب التَّأْخِير عَنْ الْجِهَاد الْمَيْل إِلَى سَبَب مِنْ أَسْبَاب الدُّنْيَا فَنَبَّهَ هَذَا الْمُتَأَخِّر أَنَّ هَذَا الْقَدْر الْيَسِير مِنْ الْجَنَّة أَفْضَل مِنْ جَمِيع مَا فِي الدُّنْيَا .

وَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقَابُ قَوْسٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ وَقَالَ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ .

قَوْله : ( لَقَاب قَوْس فِي الْجَنَّة ) … فِي حَدِيث أَنَس فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه ” لَقَاب قَوْس أَحَدكُمْ ” .

قَوْله : ( خَيْر مِمَّا تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمْس وَتَغْرُب ) هُوَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي الَّذِي قَبْله ” خَيْر مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ”

 – وفي رواية : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّوْحَةُ وَالْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

 الفقرة الثانية : ثقافة ثورية          حوار ونقاش حول : حرب البرغوث على الكلب

{ وعلى سبيل التشابه يمكن القول أن المقاومة تشن حرب البرغوث على الكلب ، ويعاني عدوها العسكري من السلبيات التي يعانيها الكلب: مساحة كبيرة للدفاع عنها، عدو شديد الصغر ومنتشر في كل مكان وسريع الحركـة

بحيث يصعب القبض عليه. فإذا دامت الحرب ما يكفي من الزمن – كما تقول النظرية – فإن الكلب لا بد

أن يسقط في ساحة المعركة بسبب الإجهاد وفقر الدم ، دون أن يجد ما يعضه بأنيابه أو أن يحكه بقوائمه.

ومن الناحية العملية، فإن الكلب لا يموت بسبب فقر الدم، بل لأنه يضعف باستمرار – بسبب انتشاره إذا استعملنا المصطلحات العسكرية، وبسبب ضعف شعبيته إذا استعملنا المصطلحات السياسية، وبسبب زيـادة الكلفة إذا استعملنا المصطلحات الاقتصادية – وفي النهاية، فإنه لا يعود قادراً على الدفاع عن نفـسه.

وفي هذه الفترة، يكون البرغوث قد تكاثر وتحول إلى وباء، بفضل مجموعة طويلة من انتصارات صغيرة، استطاع في كل واحد منها أن يمتص قطرة من الدم، وعنـدها يركز قواه كي يحضر إلى الانقضاض الحاسم . )

 

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

تعليق واحد

  1. الكلاب مصيرها واحد ، و أسلوبها واحد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *