الحلقة الأولى : مقاومة الانقلاب ضرورة سياسية واقتصادية واجتماعية
10 يونيو، 2016
إسلاميات, تربوى
833 زيارة
الافتتاحية: سورة القصص (الآيات 1-6)
قال تعالى: ﴿طسم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص:1-6).
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: “هذه السورة مكية، نزلت والمسلمون في مكة قلة مستضعفة، والمشركون هم أصحاب الحول والطول والجاه والسلطان. نزلت تضع الموازين الحقيقية للقوى والقيم، نزلت تقرر أن هناك قوة واحدة في هذا الوجود، هي قوة الله وأن هناك قيمة واحدة في هذا الكون، هي قيمة الإيمان. فمن كانت قوة الله معه فلا خوف عليه، ولو كان مجردا من كل مظاهر القوة، ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة ولو ساندته جميع القوى ومن كانت له قيمة الإيمان فله الخير كله، ومن فقد هذه القيمة فليس بنافعه شيء أصلا. ومن ثم يقوم كيان السورة على قصة موسى وفرعون في البدء، وقصة قارون مع قومه- قوم موسى- في الختام.. الأولى تعرض قوة الحكم والسلطان. قوة فرعون الطاغية المتجبر اليقظ الحذر وفي مواجهتها موسى طفلا رضيعا لا حول له ولا قوة، ولا ملجأ له ولا وقاية. وقد علا فرعون في الأرض، واتخذ أهلها شيعا، واستضعف بني إسرائيل، يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، وهو على حذر منهم، وهو قابض على أعناقهم. ولكن قوة فرعون وجبروته، وحذره ويقظته، لا تغني عنه شيئا بل لا تمكن له من موسى الطفل الصغير، المجرد من كل قوة وحيلة، وهو في حراسة القوة الحقيقية الوحيدة ترعاه عين العناية، وتدفع عنه السوء، وتعمي عنه العيون، وتتحدى به فرعون وجنده تحديا سافرا، فتدفع به إلى حجره، وتدخل به عليه عرينه، بل تقتحم به عليه قلب امرأته وهو مكتوف اليدين إزاءه، مكفوف الأذى عنه، يصنع بنفسه لنفسه ما يحذره ويخشاه! والقصة الثانية تعرض قيمة المال، ومعها قيمة العلم. المال الذي يستخف القوم وقد خرج عليهم قارون في زينته، وهم يعلمون أنه أوتي من المال ما إن مفاتحه لتعيي العصبة من الرجال الأقوياء. والعلم الذي يعتز به قارون، ويحسب أنه بسببه وعن طريقه أوتي ذلك المال. ولكن الذين أوتوا العلم الصحيح من قومه لا تستخفهم خزائنه، ولا تستخفهم زينته بل يتطلعون إلى ثواب الله، ويعلمون أنه خير وأبقى. ثم تتدخل يد الله فتخسف به وبداره الأرض، لا يغني عنه ماله ولا يغني عنه علمه وتتدخل تدخلا مباشرا سافرا كما تدخلت في أمر فرعون، فألقته في اليم هو وجنوده فكان من المغرقين.
لقد بغى فرعون على بني إسرائيل واستطال بجبروت الحكم والسلطان ولقد بغى قارون عليهم واستطال بجبروت العلم والمال. وكانت النهاية واحدة، هذا خسف به وبداره، وذلك أخذه اليم هو وجنوده. ولم تكن هنالك قوة تعارضها من قوى الأرض الظاهرة. إنما تدخلت يد القدرة سافرة فوضعت حدا للبغي والفساد، حينما عجز الناس عن الوقوف للبغي والفساد. ودلت هذه وتلك على أنه حين يتمحض الشر ويسفر الفساد ويقف الخير عاجزا والصلاح حسيرا ويخشى من الفتنة بالبأس والفتنة بالمال. عندئذ تتدخل يد القدرة سافرة متحدية، بلا ستار من الخلق، ولا سبب من قوى الأرض، لتضع حد للشر والفساد… بدأت السورة بعرض الظروف القاسية التي ولد فيها موسى وتجرده في طفولته من كل قوة ومن كل حيلة وضعف قومه واستذلالهم في يد فرعون.. وذلك كله هو الذي يؤدي هدف السورة الرئيسي ويبرز يد القدرة سافرة متحدية تعمل وحدها بدون ستار من البشر وتضرب الظلم والطغيان والبغي ضربة مباشرة عند ما يعجز عن ضربها البشر وتنصر المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة وتمكن للمعذبين الذين لا حيلة لهم ولا وقاية. وهو المعنى الذي كانت القلة المسلمة المستضعفة في مكة في حاجة إلى تقريره وتثبيته وكانت الكثرة المشركة الباغية الطاغية في حاجة إلى معرفته واستيقانه”( فى ظلال القرآن، بتصرف).
دروس مستفادة من الآيات:
-
نصر الله للمؤمنين المستضعفين سنة جارية إلى يوم القيامة بعد استنفاد الأسباب البشرية.
-
من خصائص الاستبداد العلو فى الأرض بالباطل، والتفريق بين الناس وجعلهم شيعاً و تسخيرهم لخدمة أهوائه.
-
……………………………………………أذكر دروساً أخرى.
مقاومة الانقلاب واجب وطني:
هناك أسباب كثيرة تجعل مقاومة الانقلاب واجباً وطنياً منها ما يلى:
-
فى ظل الانقلاب تم تقزيم دور الوطن حتى صرح قائد الانقلاب بأن مصر الآن شبه دولة، وقد صدق وهو كذوب، ففى ظل الانقلاب لم يعد لمصر أى دور إقليمى بل أصبحت لا تملك قرارها الداخلى، وأصبح قرارها يصنع فى عواصم عربية لدول صغيرة مثل الإمارات فضلاً عن العواصم الغربية ذات اليد الطولى على الانقلاب ورجاله بدعمهم والسكوت على جرائمهم.
-
فى ظل الانقلاب تم التفريط فى التراب الوطنى الذى حرسته الأجيال السابقة بالدماء ومن أمثلة ذلك التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، وإخلاء رفح المصرية من سكانها لصالح العدو الصهيونى، كما تم التفريط فى ثروات الوطن بحثاً عن شرعية مفتقدة لنظام انقلابى مجرم ومن أمثلة ذلك التفريط فى حقوق مصر المائية لأثيوبيا، والتفريط فى الغاز المصرى فى البحر المتوسط لقبرص واليونان وإسرائيل، وكذلك تم التفريط فى السيادة الوطنية باستخدام شركة حراسة صهيونية خدم رؤساؤها كقادة فى جيش الاحتلال لتأمين قناة السويس، وإخضاع المطارات المصرية للرقابة الأمنية من بعض الدول الغربية كروسيا وبريطانيا وفرنسا.
-
فى ظل الانقلاب تم عسكرة مجمل الحياة المدنية، والسيطرة شبه الكاملة على الاقتصاد القومى، ومصادرة الحياة السياسية بشكل كامل، وتسخير كل مؤسسات الدولة واشتنزاف كل مواردها فى شن حرب شعواء على عدو متوهم صنعه الانقلاب ليكون مبرراً لوجوده ومبرراً لفشله فى آن واحد وهى التى سماها الحرب على الإرهاب.
-
فى ظل الانقلاب يتم ممارسة إرهاب الدولة بشكل ممنهج ضد المواطن الأعزل عقاباً للشعب المصرى على دوره فى ثورة يناير ومطالبته بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، يتساوى فى ذلك إرهاب الجيش فى سيناء الذى يقتل المواطنين ويدمر البنية التحتية ويخلى سيناء من سكانها وذلك لمواجهة إرهاب غامض من صناعة الانقلاب نفسه الذى يجتهد فى إلباسه عباءة إسلامية وإرهاب الشرطة المدنية داخل المدن بداية من المطاردات والتصفية الجسدية خارج إطار القانون وانتهاء بقتل رجال الشرطة للمواطنين البسطاء فى الشارع لأتفه الأسباب ومروراً بالانتهاكات التى لا تحصى لحقوق الإنسان فى السجون وأماكن الاحتجاز ومؤسسات الأحداث وأقسام الشرطة.
مقاومة الانقلاب ضرورة سياسية.
هناك أسباب عديدة تجعل مقاومة الانقلاب ضرورة سياسية منها ما يلى:
-
إهدار العسكر للإرادة الشعبية وتدميرهم للتجربة الديمقراطية وتأميمهم للحياة السياسية وذلك بانقلابهم على الرئيس المنتخب والبرلمان المنتخب و الدستور المستفتى عليه من الشعب فى انتخابات حرة لم تشهد مصر لها مثيلاً طوال تاريخها القديم والحديث، وبذلك فقد أهدر الانقلاب حق الشعب المصرى فى الاختيار الذى أكده فى ست استحقاقات انتخابية حرة متتالية.
-
الفشل الذريع للسياسة الداخلية للعسكر؛ فقد اعتمدت هذه السياسة على الحلول الأمنية، وتصعيد القمع، ومصادرة الحريات، و استنزفت جهود الدولة ومواردها ومؤسساتها فيما يطلق عليه الأمن السياسى بإطلاق يد جهاز أمن الدولة يعيث فساداً فى كل ربوع الوطن، و فى نفس الوقت منى الانقلاب بالفشل الذريع فيما يسمى الأمن الجنائى وهو المهمة الأساسية للأجهزة الأمنية، فزادت نسبة الجريمة زيادة كبيرة خاصة جرائم القتل والسرقة والسطو المسلح وتجارة المخدرات والآثار والتحرش والاغتصاب وغير ذلك؛ كما زادت جرائم رجال الشرطة ضد المواطنين فى المنازعات العادية بعد أن أعطاهم قائد الانقلاب أماناً عاماً من العقاب، وتصريحاً عاماً لقتل المصريين وتركيعهم وإعادة بناء جدار الخوف من جديد.
-
الفشل الذريع للعسكر فى السياسة الخارجية؛ فقد أثمرت هذه السياسة العقيمة مزيداً من التبعية والانبطاح أمام الإرادة الغربية والمشروع الصهيونى، ومزيداً من موالاة الأعداء ومحاربة الإخوة فى العقيدة والعروبة والجوار؛ فإسرائيل فى عرف الانقلاب دولة صديقة لا مانع أن تمنحها مصر صوتها فى الأمم المتحدة للحصول على أحد المقاعد الدولية، وتخلى رفح من سكانها وتغرق حدود غزة بمياه البحر للحفاظ على أمنها، وحماس فى نظر الانقلاب منظمة إرهابية يجب اجتثاثها، وشعب غزة كله يجب معاقبته على احتضانه للمقاومة وحصاره حتى يركع ويسلم لإرادة بنى صهيون، وذلك بتدمير الأنفاق التى يحصلون منها على حاجتهم من الغذاء وإغلاق معبر رفح بصورة شبه دائمة، وعرقلة جهود كسر الحصار وإعادة الإعمار وإنشاء ميناء ومطار غزة. كما أثمرت هذه السياسة دعم الانقلاب لكل الأنظمة الفاشية والثورات المضادة فى المنطقة، كدعم بشار الأسد فى سوريا وهو يقتل النساء والأطفال بالسلاح الكيماوى ويدك المساجد والمدارس والمستشفيات ويسوى المدن بالأرض، ودعم حفتر الانقلابى فى ليبيا ضد الثوار الليبيين، ودعم الحوثيين المنقلبين فى اليمن ضد الثورة اليمنية. والترحيب بالوجود الروسى والإيرانى فى سوريا، ومعارضة حماية تركيا لحدودها وسيادتها الوطنية. وهكذا أدخلت هذه السياسات مصر فى عداوات مع الشعوب لا ناقة لمصر فيها ولا جمل إلا بحث الانقلاب عن شرعية مفتقدة ودعمه لكل الأنظمة الانقلابية المجرمة ضد ثورات الشعوب.
مقاومة الانقلاب إنقاذ للاقتصاد:
تعد مقاومة الانقلاب انقاذ للاقتصاد الوطنى لأسباب عديدة منها ما يلى:
-
تضخم الامبراطورية الاقتصادية للعسكر فى ظل الانقلاب لتبتلع ما تبقى من الاقتصاد الوطنى، حيث امتد نشاط العسكر فى ظل الانقلاب إلى كل مجالات الاقتصاد؛ إذ هيمن العسكر على مجالات كثيرة مثل المقاولات والاستيراد، والاستيلاء على سوق العقارات وغيره حتى وصل الأمر إلى تجارة التجزئة فى المواد الغذائية عبر منافذ منتشرة فى الشوارع؛ وبذلك تضرر رجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات بشكل مباشر عبر هذه الإجراءات وبشكل غير مباشر من مناخ عدم الاستقرار والركود والتضخم وانهيار العملة المحلية وغير ذلك.
-
الارتفاع الجنونى فى الأسعار، خاصة أسعار المواد الغذائية والملابس والأدوية وأسعار جميع الخدمات من مواصلات وغيرها، وارتفاع فواتير استهلاك المياه والكهرباء بشكل غير مسبوق؛ وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنية من ستة جنيهات ونصف فى عهد الرئيس مرسى ليكسر حاجز الإثنى عشر جنيهاً؛ مما نتج عنه ارتفاع أسعار كل السلع المستوردة أو السلع المصنعة محليا ويدخل فى انتاجها مكونات مستوردة، تمثل هذه السلع نسبة كبيرة فى دولة تستورد ستة أعشار غذائها، وتستورد أغلب المصنوعات أومكوناتها من الخارج.
-
توسع العسكر فى فرض الضرائب على المواطنين بشكل غير مسبوق؛ ومن ذلك ضرائب المرور على الطرق التى استولى عليها الجيش ووضع عليها الحواجز والبوابات لتحصيل الرسوم علي السيارات الملاكى والأجرة والنقل والمعدات المختلفة، وغيرها بدرجة مبالغ فيها أصبحت تثقل كواهل أصحاب الأعمال الذين يدفعون هذه الضريبة يومياً، فى ظل الظروف الاقتصادية الأخرى التى يعانون منها، مما دفع الكثيرين إلى تجميد نشاطهم وتسريح العمال.
-
إهدار العسكر لحقوق العمال، إذ تم تسريح حوالى ستة ملايين عامل فى ظل الانقلاب؛ وتطبيق قانون الخدمة المدنية الذى يهدر حقوق العمال رغم عدم إقراره من برلمان العسكر فى دلالة واضحة على طبيعة الانقلابات العسكرية وحكمها الغاشم؛ وتدنى أجور موظفى الدولى بالنسبة لزيادة الأسعار إذ لم تطرأ على هذه الرواتب أى زيادات فى الوقت الذى تم زيادة رواتب الجيش والشرطة والقضاء الكبيرة أصلاً عدة مرات؛ بل زيادة رواتب القيادات العسكرية للهيئات المدنية دون بقية الموظفين؛ ومن الأمثلة الصارخة على ذلك حصول مائة من جنرالات العسكر المتقاعدين الذين يعملون فى وزارة النقل على رواتب جملتها خمسين مليون جنيه شهرياً مقابل ثمانية مليون جنية لجميع الموظفين بالوزارة ومرافقها.
مقاومة الانقلاب حماية للمجتمع:
تعد مقاومة الانقلاب حماية للمجتمع لأسباب عديدة منها ما يلى:
-
قام الانقلاب وأذرعه الإعلامية بتهديد السلام الاجتماعى، والوحدة الوطنية، وعملوا على تفكيك النسيج الاجتماعى، والتحريض على الفتنة والعنف والحرب الأهلية، وإشاعة الكراهية ضد بعض فئات الشعب المصرى خاصة الإخوان المسلمين لدورهم فى قيادة المشروع الإسلامى ومقاومة المشروع الغربى والهيمنة الغربية، ودورهم المحورى فى ثورة يناير فى كل محطاتها الثورية، ومحاولتهم تحرير القرار الوطنى من التبعية الغربية خلال تجربة الحكم، ودورهم فى مقاومة الانقلاب العسكرى. ومقاومة الانقلاب حماية للمجتمع من التردى فى هذه الهوة السحيقة التى يدفعه الانقلاب إليها دفعاً.
-
قام الانقلاب بالسيطرة علي كل مؤسسات المجتمع المدنى، فسيطر على النقابات المهنية وطرد منها مجالسها المنتخبة بحجة تطهيرها من الإخوان، وسيطر على المؤسسات الإعلامية بسيف الانقلاب وذهبه، وسيطر على الأحزاب السياسية من خلال الأجهزة الأمنية والمخابراتية، وحاصر كل المنظمات الحقوقية عدا التى قبلت مهمة تبرير جرائمه، وأغلق الجمعيات الإسلامية وصادر ممتلكاتها وما يلحق بها من مدارس ومستشفيات. وبالتالى أصبح المجتمع بين المطرقة والسندان، بين مطرقة النظام وسياساته الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة التى زادت من أعباء المواطنين بشكل غير مسبوق وبين سندان حرمانهم من الخدمات التى كانت تقدمها لهم هذه المؤسسات. فظلم الانقلاب الناس مرتين : الأولى بحرمانهم من حقوقهم وعدم قيامه بواجبه تجاههم، والثانية بقطعه الطريق على المساعدات التى كان يقدمها المجتمع المدنى لهم.
-
قام الانقلاب بتهميش كل فئات المجتمع عدا أركان هذا النظام من قادة العسكر والشرطة والمخابرات والقضاء والإعلام، وأصبح المواطن لا يستطيع الحصول على حقه إلا من خلال الرشوة والمحسوبية بشكل غير مسبوق، مع تردى جميع الخدمات المقدمة للمواطن خاصة الخدمات التعليمية والخدمات الصحية، وزيادة ظاهرة البلطجة بعد استخدام الشرطة للبلطجية فى مقاومة الثورة نظير إطلاق يدهم فى المجتمع يعيثون فيه فساداً، فقد أصبح البلطجية فى ظل الانقلاب جهازاً شبه رسمى بينه وبين جهاز الشرطة بروتوكول غير مكتوب يكتوى بناره المجتمع. ولا خلاص للمجتمع من هذه الأوضاع إلا بمقاومة الانقلاب.