الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / إسلاميات / الأسبوع الثاني “للشباب”: معركة حطين … وشمولية التربية والتدريب

الأسبوع الثاني “للشباب”: معركة حطين … وشمولية التربية والتدريب

 الى الشباب :  الفقرة الأولى :   شمولية التربية الجهادية في أهدافها وغاياتها

 و صياغة المجموعة كلها وإعدادها للمعركة.

  • تربية عبادية : إن التربية العبادية تقوم بتربية الفرد على إقامة الصلاة مع الجماعة، والصوم، والحج، والذكر، وقراءة القرآن، وطلب العلم، والاستعداد للآخرة، وتدرك هذه التربية أن من أخل بهذه الأشياء لا يمكن أن يقوم بواجب الجهاد ولذلك يقول العلامة يوسف القرضاوي :

من خان حي على الصلاة      يخون حي على الكفاح

فالإنسان الذي يسمع حي على الصلاة -في صلاة الفجر- ثم لا يقوم لأن الوقت بارد -مثلاً- أو لأنه لم يأخذ قسطه من النوم، فهذا الإنسان لا يمكن أن يستجيب لداعي الجهاد بأي حال من الأحوال:

  • تربية علمية : أيضاً: هي تربية علمية تهدف إلى معرفة الإنسان بالشرع عقيدةً وأحكاماً، وإلى معرفته بواقع الأمة القريب والبعيد، والخطط التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، وفقه هذا الواقع بصورة صحيحة، ومتابعة الأحداث بشكل جيد، ومعرفة الثقافة العسكرية وأوضاعها في الأمم كلها.

كيف يتربى اليهود على الثقافة الجهادية ؟

وكيف يتربى النصارى على الثقافة الجهادية ؟

وكيف تتربى الأمم كلها؟      وكيف يتربى المسلمون؟!

ولا مانع من أن يستفيد المسلمون مما عند الأمم الأخرى مما يكون موافقاً للشرع وليس فيه مخالفة.

إذاً: لا بد أن تكون التربية تربية علمية، تربط الناس بالعلم: العلم بالشرع، وبالواقع، بما يحتاج إليه من الأمور الجهادية وغيرها.

  • تربية سلوكية :    وهي -أيضاً- تربية سلوكية، تقوم على التزام الناس بالخلق الفاضل، فالذين يتربون ويتدربون ميزتهم الابتسامة والخلق الفاضل، والعدل بين الناس، وإعطاء الناس حقوقهم، وتجنب الفواحش ، والإنسان الذي أخفق أمام نفسه فلم يستطع التخلص من عيوبه كيف يستطيع أن ينتصر على عدوه؟! هيهات هيهات..!
  • تربية نفسية

هي -أيضاً- تربية نفسية تقوم على ربط الإنسان بمعالي الأمور، ورفعه عن السفاسف، وتنمية الأهداف الكبيرة في النفس، وتربيته تربية جهادية من خلال الوسائل المختلفة، بحيث تتحول الحياة إلى حياة جهادية، ، وربط الشباب بمثل أعلى يقاتل في سبيله، ونزع  الارتباط بقضية الشهوة، سواءً تمثلت في الأغنية، أو في نظرة، أو في أي أمر من أمور الشهوات، وجعلهم يفكرون بأهداف الأمة العليا ويحزنون لحزنها،

 

الفقرة الثانية : ثقافة ثورية

معركة حطين … وشمولية التربية والتدريب

كان المسلمون يعيشون في حالة الضعف والفرقة والذل والهوان ما الله تعالى بها عليم، ثم عادوا إلى التزامهم بالكتاب والسنة، وسرت فيهم روح الجهاد وأعدوا الأمة كلها للجهاد في سبيل الله عز وجل، وخلال بضع عشرات من السنين غير الله تعالى حالة القوم بعد أن غيروا ما بأنفسهم، فكان النصر المؤزر في حطين على يد البطل المظفر المعروف صلاح الدين ، فكيف كان ذلك؟

بعد أن انتشر في المسلمين الظلم، وشاع بينهم التعصب المذهبي والجهل، وانتشر التصوف، ولهى السلاطين في منازعاتهم وشهواتهم وانشغالاتهم وملذاتهم، حتى أن أحد الوفود الذين ذهبوا من الشام إلى بغداد يستنجدون بالخليفة، و معهم كيس مملوء بالجماجم وشعور النساء والأطفال، فنثروها لإثارة الحماس، فكان جواب الخليفة أنه قال لوزيره: دعني من هذا لا تعكر مزاجي، أنا في شيء أهم من هذا، إن حمامة البلقاء لي ثلاثة أيام لم أرها. فالخليفة مشغول بحمامته التي لم يرها منذ ثلاثة أيام، ولذلك لا يهمه أن تنثر أمامه جثث وأشلاء المسلمين في كل مكان.

بعد ذلك بدأ صلاح الدين بتهيئة المسلمين للجهاد في سبيل الله، فأسس المدارس و أشرف عليها ، وعرفت هذه المدارس في التاريخ باسم المدارس النظامية، وكان هذا سبباً في انتشار العلم بين الناس، والاهتمام بالكتاب والسنة، ومعرفة الأدلة الشرعية.

وبدأ صلاح الدين حركة إصلاحية تجديدية على كافة المجالات السياسية والتربوية والاقتصادية، ونشط في تدريب الجماهير تدريباً جهاديا، وبث الروح في نفوس الأمة حتى تزايدت العناية بذلك، وأقام نور الدين زنكي ساحات وميادين للتدريب في دمشق، وألف كتاباً في الجهاد، وكان التدريب يقوم على  الإعداد المعنوي والروحي و التدريب الجهادي ,وفي هذه الساحات والميادين تربى صلاح الدين الأيوبي وكان نور الدين نفسه يساهم في ميادين التدريب، وكانت هذه الساحات والميادين متكاملة البرامج والرجال، فكان فيها مجلس عام للقيادات التربوية يحضره كبار العلماء، وتناقش فيه كافة الموضوعات بعيداً عن التعصب المذهبي أو الحزبي، وكان نور الدين يجلس أمام العلماء كفرد عادي، ولقد ترتب على هذه الجهود تغيير ما بأنفس الناس من أفكار وتصورات وقيم واتجاهات؛ حتى برز جيل مسلم يختلف عن الأجيال السابقة.

فالتربية الجهادية تربية شمولية: للأطفال ، وللنساء، كذلك شمولية للكبار من الشيوخ الذين يُعتبرون بحكم أنهم جاوزوا فترة الشباب انتهت مهمة التربية، كلا، بل حتى الموت وهم يتربون على معاني الجهاد في سبيل الله، روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن شماسة أن فقيماً اللخمي قال لـعقبة بن عامر رضي الله عنه: { أراك تختلف بين هذين الغرضين( مكانين للرماية )  وأنت شيخ كبير يشق عليك -؟  قال عقبة: لولا كلاماً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعان هذا الأمر -لم اشتغل به- سمعته يقول: من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا }.

إذاً: فـعقبة يستمر على الرمي لئلا ينساه؛ لأنه يدرك أنه حتى الشيخ كبير السن يجب أن يكون مستعداً للجهاد.

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *