الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / ولهذا يجب أن تبقى بقلم:ماجدة شحاتة
ماجدة شحاتة

ولهذا يجب أن تبقى بقلم:ماجدة شحاتة

إن قوة اﻹسلام إنما تنبثق من قوة الرابطة التي تجمع أهله. عرف ذلك عدو اﻹسلام فعمل على تفريق وتشتيت وتمزيق هذه الرابطة، فأسقطت الخلافة في مؤامرة محكمة ومدبرة، فانفصمت آخر عرى تربط اﻷمة كوحدة في مواجهة الأخطار.

جاءت جماعة اﻹخوان كحاجة وضرورة ملحة، وكبديل يعكس فهم وبعد نظر واستقراء اﻹمام البنا؛ ليحفظ كيان اﻷمة ولا يخضع لحكومات أو سياسات عميلة.

كان على القوى المتصهينة أن توجد البديل اﻵمن؛ قطعا للطريق على محاولة بعث أو إحياء الخلافة، أو رابطة مثيلة في أهدافها وغاياتها.

نجح المحتل باﻷصالة في ترويج نظمه العميلة، والتغطية على ضياع الخلافة بتصنيع جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر اﻹسلامي، وكلها طبقا لمواصفات الخدمة تعمل على تكريس الاحتلال باﻷصالة أو الوكالة، نحو مزيد من التفكيك وتقطيع اﻷواصر بين اﻷمة الواحدة.

أثبتت الوقائع واﻷحداث أن جماعة اﻹخوان كبناء جامع هو بمواصفات نوعية، فهما ووعيا وعملا للإسلام واستعادة مجده، وبعث حلم الخلافة في ملايين المسلمين على طول اﻷرض وعرضها.

تحققت في جماعة اﻹخوان مقومات الوحدة التي يمكنها- حال تمكنت- أن تشكل قوة قادرة على تجميع وتوحيد بلا كثير عناء، فقد امتدت في أكثر من سبعين دولة، وحققت ثقة وحضورا كان جديرا بالتفاف كل المسلمين حولها دعما وتمكينا.

كان ولا بد بعد الثورات وتصدر الجماعة المشهد أن تعاق حركتها، وتشل مسيرتها بكل الطرق؛ حتى تسقط أمام الشعوب عن عمد وسبق إصرار وترصد.

جاءت الاتهامات للجماعة في عدوى محمومة، شارك فيها الجميع، حتى أبناء الجماعة لم يقصروا!!. وتحت لافتة “النصيحة” ومشجب “النقد”، تم تشريح الجماعة تشهيرا وتشويها وتحريضا وتعريضا، ورميت الجماعة بكل السهام “مغرضة ومحبة” بقوس واحد، دون هوادة ولا كلل.

لم تكن النصيحة أو النقد إلا حقا روج أباطيل حول الجماعة، وكانت جسرا عبرت عليه قوى تتربص وتترصد، ترقب في هدوء معركة تقطيع وتمزيق أوصال الجماعة، لتكون أثرا بعد عين، أو أن يتداعى البنيان ليسفر عن آخر ليس كما يحلم البعض- في ظل نفس معطيات الاستهداف العالمي للأمة بحرب وتركيع- لن يكون إلا مسخا مشوها، أو وجودا صوريا لجماعة كان لها تاريخ!!.

حالم من يتصور أنه بتفكيك أو هدم الجماعة يمكن توليد كيان أعلى جودة، فإنهاء جماعة اﻹخوان- كآخر حصن تتحصن به اﻷمة في مواجهة عدوها- هدف لا يقل خطرا عن إنهاء دولة الخلافة رغم علاتها.

إن إعادة تكوين وتشكيل كيان يضرب بجذوره في النفوس والعقول، ثم يتمدد على مساحات شاسعة من الجغرافيا راسخا رسوخ الجبال، هو عمل يستغرق عقودا ليمكنه أن يشق طريقه وسط اﻷعاصير. ومن ثم يتحقق للعدو أن يبطئ حركة النهوض وتأخيرها، والتمدد أكثر في جغرافيا اﻷمة فسادا واستبدادا.

إن حماية كيان اﻹخوان بمقوماته من “التوهين” أو التفكيك يصبح ضرورة وفريضة حين يكون هو حائط الصد دون مزيد من انتكاس اﻷمة وارتكاسها في مستنقع التبعية.

آن لكل من لا يرى أبعاد الحملة ضد اﻹخوان أن يفيق، خاصة في ظل تداعي شراذم اﻷرض وشذاذ آفاقها على اﻷمة، ليدرك أن واجب الوقت ليس الرمي بسهم التشكيك والتشويه في أطر ناعمة، ولكنه اﻹبقاء على الجماعة على ما فيها من أخطاء وعلل؛ ﻷنه لا بديل له إلا التفكك والتشظي والتشرذم. وما واقع اﻷمة ببعيد بعد إسقاط الخلافة، والذي ارتبط بتشويه حتى كاد أن يكون مطلب أمة.

 

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *