الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / إسلاميات / هل الايمان مسكنات ؟

هل الايمان مسكنات ؟

هل الايمان مسكنات ؟ 13/1/2015

ينظر البعض الى ان القيادة والجماعة اخفقت فى ادائها فى التعامل مع احداث الثورة ، وانه كلما اشتد الامر فليس عند القادة والمسئولين والمربين الى الحديث عن الايمان بالله والثقة به والثبر حتى يأتى الفرج ، فتلجأ القيادة الى المسكنات الايمانية لتعوض الاخفاقات العملية ونحرج النفوس المتطلعة الى الانجاز .
فهل فعلا الايمان مجرد مسكن ؟ مثلما قال البعض انه افيون الشعوب ومخدر الجماهير ؟
ان هذه النظرة للايمان نظرة قاصرة وخاطئة ، لان الايمان ليس بمسكن ، بل الايمان علاج وفعل مؤثر ، يعطى للمرء الرؤية ويوضح له الهدف والغاية ويبين طبيعة الطريق وحقيقة الصراع ، كما ان الايمان يًعد الشخصية المجاهدة الثائرة ويمدها بأسباب الثبات والصمود ويعذيها بالصبر والأمل ، وهذه أهم عوامل النصر .
والايمان يبين حقيقة الفاعل فى الكون ، ومن الذى يدير الأمر ويقدر الأقدار ويسير الأحداث ، هل هو الشر متمثلة فى كيد الأعداء وخطط المخابرات ، وتخلى الأصدقاء وتهاون العاملين ، أم أن الأمر لله يسيره كيف يشاء ، وأنه على كل شئ قدير وانه بكل شئ عليم .
ولنراجع التاريخ فى كل عصوره واوقاته ، هل كل ما اراده الأعداء تحقق ؟ وهل كل خططهم نجحت ؟
ولننظر الى الواقع كم من حادثة غير متوقعة حدثت ، وكم من مفاجأة للعدو أتت له من حيث لا يحتسب ، وكم من خطة فشلت ، وعودوا الى ما حدث للامريكان فى فيتنام وبيروت الغربية والصومال وايران والعراق وافغانستان ، وانظروا الى حماس فى غزة ، وارجعوا الى فرنسا فى الجزائر وايطاليا فى ليبيا ، لنعلم ان للكون رباً يسير أموره بقوانين ونواميس .
وهذا الكلام لا يتم ولا يكتمل ، الا اذا اخذنا منه حقيقة التوكل على الله انه الفاعل المطلق فى الكون ، ثم نأخذ بكل الاسباب ونؤديها بدقة واحسان ، وهذا من تمام التوكل ، فاذا غمر الايمان القلوب بعث فيها العمل المتجدد المتواصل لبلوغ الهدف ، وصار الايمان دافعا وليس مسكنا ، وعلاجا ناجعا وليس مخدرا ، فقط نحتاج ان نفهم حقيقة الايمان ، فنفهم منه حقيقة الدنيا ووظيفة الانسان وطبيعة الصراع .

شاهد أيضاً

وفي الصوم زاد.. من تراث الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *