الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / تربوى / السيسي :بين البقاء والرحيل

السيسي :بين البقاء والرحيل

فى ضوء ما يطرح من أقاويل من قبل بعض الاعلاميين وبعض كتاب الصحف والشخصيات السياسية حول رحيل رأس السلطة التنفيذية وعملية صياغة البديل يتناول هذا التقرير ملامح فكرة البديل وكيفية التغير الذى يراه اصحاب هذا الرأى على النحو التالى .
الأراء التى تطرح حول فكرة تغيير الحاكم :
جاء المقال الأول للكاتب جمال الجمل حيث عرض فيه بعض الامور والمواقف لجهات معينة لم يُعلن عنها تحاول الاطاحة بالنظام القائم عن طريق صنع ثورة شعبية على غرار ماحدث ضد الدكتور مرسي في 30 يونيو واشار الى ان المعلومات تشير الى وجود انقسام فى السلطة العليا اى بين السيسي والدائرة الامنية القوية التى تحيط به على اساس ان عملية التخطيط تشمل رجال اعمال وجهات امنية ومناطق اقليمية مثل محافظات صعيد مصر التى بحسب الكاتب ستنطلق منها “ترتيبات الثورة العنيفة المقبلة ” وعن الشخصية التى قد تحل محل السيسي اشار “فهناك من تحدث عن رئيس مدني من شخصيات الجنوب، وهناك من تحدث عن استمرار أصحاب الخلفية العسكرية..! ”
ولكن الكاتب لايتفق مع تلك الشواهد التى سردها فى مقاله بحسب ماأوردها اليه البعض لانها ربما تكون “تسريبات مقصودة من أجهزة رسمية لقياس ردود الأفعال، وزرع فزاعة جديدة في النفوس، تخيف الناس من احتدام الصراع، ومن الدخول في دوامة فوضى، وطاحونة عنف تضر الجميع، وهو احتمال قائم في ساحة عشوائية يغيب فيها المنطق، ويتراجع العقل خلف خطوط التأثير”.
وهناك من راى ان الهدف قد يكون اعادة الالتفاف الى السيسي شعبيا بدعوى انه مستهدف من الخارج او ربما لالهاء الناس فى “قضية تستحق هذه المرة بعد العديد من القضايا الساذجةلأن الرأى العام فى هذه الحالة سوف يعيش حالة ترهل وعدم اكتراث بأى تطور أو نهوض بالمجتمع، مادامت الاضطرابات قادمة، والأزمات تلوح فى الأفق، ما بالنا إذن برأس المال، أو المستثمرين، أو السياح، أو البورصة، أو العملة المحلية، أو غير ذلك من أمور كثيرة سوف تنتكس جميعها بمرور الوقت، فى ظل استمرار هذا الطرح ، وهذا التفسير يحتمل أو يتوقع أن يكون ذلك بمثابة تمهيد للقيام بإجراءات قاسية، أو عنيفة خلال الفترة القليلة المقبلة، مع المعارضين، أو المناوئين، أو الممتعضين من أسلوب الحكم، للحفاظ على أمن البلاد، وما أكثرهم فى هذه الآونة “وربما هذا السيناريو ما حدث بالفعل فى قضية كانت مختلفة واثارت الرأى العام وهى التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للسعودية .
وهناك من يري ان ما يحدث هو تخطيط من شبكة مصالح نظام مبارك الموجودة فى السياسة والاقتصاد والامن للعودة الى الساحة مرة أخرى ، بل ومحاولة طرح نموذج يتقبله الناس فى اول انتخابات رئاسية تأتى سواء كانت مبكرة أو فى موعدها الطبيعى ليتقبل الناس فكرة ترشح أحد رموز نظام مبارك فيها.
وفى نفس السياق كانت الفكرة التى طرحها السيد حمدين صباحى فى حوار له مع الاعلامى ابراهيم عيسي حول فكرة “صنع البديل ” من خلال تكوين جبهة وطنية وحزب سياسي وبناء شبكة اجتماعية حيث اشار الى ان “السيسي له مساره وسياساته واختياراته فاذا تم السماح للشباب بالخروج والانتهاكات توقفت وتحققت العدالة الغائبة والحريات المنتهكة سيكمل ام اذا بقى الحال على تلك السياسات القديمة والوسائل القديمة والكفاءات المنخفضة فان مصر يجب ان تقدم مرشح جديد لن يكون حمدين صباحى ، واشار الى ان حكم جماعة باسم الدين فشل وحكم السياسات القديمة فشل والحكم الحالى لن يحصل على ثقة الشعب اذا استمر فيما هو فيه وفكرة البديل ليست البحث عن اشخاص وانما سياسات جديدة تحقق اهداف 25/30 وتحتاج قوة منظمة لتحقيقها وهى القوة التى ستدخل الانتخابات وتتفاعل مع الشعب واعتبر ان اكبر مشكلة تواجههم هى التنظيم ، اما عن تحركات جبهته فإن نقطة الانطلاق لصناعة البديل هى المشاركة وتبدأ من المحليات والنقابات ولذا اعلن انهم سيخوضوا الانتخابات المحلية بأكبر جبهة من الاحزاب ، واكد ان عنصر الحسم هو الناس ولذا لابد من التعامل معهم وتقديم الخدمات لهم واشار الى ان الشعب يجب القوى على الضعيف ولذا يسعى حزب الكرامة للتوحد مع التيار الشعبي باحزابه السبع وعدد من الشخصيات الوطنية لتقوية بنائه الداخلى للتفاعل اكبر مع الشعب .
وتعليقا على هذا رأى الاعلامى عمرو أديب انه قبل رحيل مبارك كان هناك عدد من الشخصيات التى يمكن ان تحل محل مبارك منهم الدكتور محمد البرادعى واللواء عمر سليمان ام الان فلايوجد بديل يمكن قديمه للساحة السياسية واعتبر ان” هناك اتجاه واضح داخلي وخارجي لاستبدال السيسي وليس إسقاطه، وهي دي السياسة في أفظع صورها، وبصراحة إحنا أدينا فرصة لأن تكون البلد سداح مداح، الدولار بـ9.5 ونواب البرلمان بيضربوا بعض بالجزمة، لا توجد حتى فرصة واحدة ليرى المواطن انجازات للسيسي، نحن الآن في وقت استغلال الموقف الصعب الذي نعيش في ظله، ومن حق أي حد أن يعمل كده، الوضع اللي إحنا فيه مقلق للغاية” .
اما فيما يخص الطرح الاعلامى حول فكرة الرحيل او قيام ثورة على النظام الحالى فقد اشار الاعلامى عمرو اديب الى ان هناك :” ناس كتير كانت مهللة ومطبلة قرروا يبيعوا السيسى ويغسلوا إيدهم منه تمامًا……لسه عندنا الثورة فوبيا، وبعض الناس حسوا إن ما يحدث الآن شبه 25 يناير، وأنه واضح أن الراجل ده مش مكمل، وخافوا وقرروا ينطوا من الأتوبيس”وان من اوجه الخلاف الأخرى “منهم اللى خاف، ومنهم من كان متخيل أنه هيبقى قريب أكتر وديه مشكلة السيسى لأنه لم يعطى أحد شئ ولم يقسم التورتة، وهو لم يلعب سياسة حتى الآن ويتحدث من المبادئ والدين، ومنهم من رأى أنه هناك ثورة قادمة”. وأوضح أن القوى التقليدية الحالية تتمثل فى الجيش والإخوان الذين انضم إليهم ثوار يناير وما يسمى بالليبراليين والمجتمع المدنى، مضيفاً: “هؤلاء قوى لهم علاقة بالنخبة أكثر من الشارع ..هؤلاء لن يخلفوا النظام، والموجة البديلة عبارة عن موجة من الرعاع والغوغاء، وهذا ما حدث فى الصومال وسوريا والعراق وليبيا وأجزاء باليمن وليس بعيد عن مصر”.
أما الاعلامية لميس الحديدى فقد قالت فى برنامجها “هنا العاصمة ” ” نحن أسرى تهديد أن البلد هتقع، لا البلد مش هتقع، حتى وإن كان في ناس غاضبة أو معارضة أو حتى أن كان في مظاهرات، لأن البلد دي فيها مؤسسات لحماية هذا البلد، عندنا برلمان وحكومة ورئاسة وقضاء، المؤسسات مكتملة، ممكن نختلف معاها عادي جدا، ونعارضها عادي جدا، هذا مناخ صحي عادي، أرجو إن إحنا بلاش نعيش إحساس الرعب من ثورة ثالثة” .
بعض الملاحظات على الآراء السابقة :
يتضح من بعض الاراء السابقة أن هناك بعض الاراء التى طرحت من قبل قوى معارضة او هكذا تحسب نفسها لصنع بديل عقب انتهاء تلك الفترة الرئاسية ، هذا فى حال استمر الوضع على ماهو عليه ، وهى نفس الفكرة التى طرحها فى وقت سابق الدكتور سعد الدين عن احتمالية أن تنتهي فترة حكم السيسي بنهاية ولايته الحالية، وترشيح مرشح عسكري بديلا له لفترة رئاسية واحدة، ثم تعود مصر إلى البديل المدني ممثلا ربما فى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والدكتور أيمن نور، وعمرو موسى وبخاصة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح”.
لكن هناك اختلاف حول ماتعنيه فكرة البديل فهناك من يبحث عن بديل فى صورة “أشخاص ” وهناك من يري البديل سياسات جديدة للاوضاع القائمة لان انتهاج السياسات القديمة هو سبب حالة التردى السياسي التى تشهدها البلاد ومن هنا فان البديل شخص جديد بسياسات جديدة تدعمه جبهة وطنية موحدة .
النقطة الاخرى ان فكرة البديل لاتعنى اسقاط النظام وانما انتظار انتهاء فترة رئاسة الحاكم الحالى عبد الفتاح السيسي ثم تقديم البديل لان عملية التفكير فى تغيير النظام باجنحته وصياغة نظام بديل ليس من صالح تلك القوى لانه يضعها فى مواجهة مع القوى التقليدية الرئيسة وابرزها الجيش .
فى الجهة المقابلة ربما تكون فكرة البديل التى تطرح من صنع النظام لاعادة شعبيته بادخال فكرة وجود عنصر خارجى او داخلى يستهدف النظام او ربما تكون محاولة لتسكين الشعب بمعنى انه سيرحل قريبا وان الاوضاع ستتغير ولاداعى للفوضي او المعارضة فى ظل الوضع الضبابي الذى تشهده البلاد .
واعتقد ان اصحاب الاراء السابقة يرون فكرة الثورة والخروج على الحاكم لن يكون بصورة ثورة 25 يناير او حتى احداث 30 يونيو وتحالفاتها لان الشعب ورغم كل ما يعانيه غير مستعد للخروج، وبالتالى استخدام الشعب كعامل حسم فى تلك المعادلة لصالح القوى المعارضة غير مؤكد بتاتا ، كما ان طبيعة تلك القوى المعارضة والمشاركين فيها وخلفياتهم تلعب دور كبير فى حدوث الاصطفاف سواء على الصعيد النخبوى او الشعبي وبالتالى اى تحركات نتيجة ما يحدث من قرارات رئاسية اوغيره سيكون بمثابة احتجاجات ذات تأثير محددود للغاية على النظام وعلى شخص الحاكم الذى يعمل لحماية حكمه وليست لاسقاط النظام او حتى تحقيق سيناريو الرحيل ، ولعل ماطرحته جريدة الشروق من ان هناك:” سلسلة لقاءات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار معاونيه وبخاصة مسئولى الملف الأمني لبحث تداعيات المظاهرات، التي شهدتها القاهرة وعددا من المحافظات يوم الجمعة الماضية تحت شعار “جمعة الأرض هي العرض “و إن الرئيس أعرب عن غضبه من السماح بتمدد المظاهرات يوم الجمعة، وأكد لمساعديه أنه لن يقبل بتكرار مشهد الجمعة الماضى مرة أخرى يوم الإثنين ٢٥ أبريل في ظل دعوات متزايدة في أوساط الشباب وقطاعات سياسية متنوعة للتظاهر احتجاجا على ترسيم الحدود”وهو ماردت عليه الرئاسة ببيان ينفى صحته ويطالب الجريدة بتحرى الدقة . دليل على ان النظام بمؤسساته واركانه لن يسمح بتكرر سيناريو 25 يناير على الاطلاق لانه المصلحة وتفعيل بنود الحماية للمناصب والامتيازات تقتضي ذلك .
ولكن تبقى كافة الاحتمالات ممكنة ودهاليز السياسة الخفية أكثر بكثير مما هو معلن لكن المؤشرات ورغم الانفعال الشعبي الاخير حول قضية تيران وصنافير تظل فى صالح بقاء النظام باشخاصه وسياساته ومؤسساته ، وعملية الخروج والدخول من والى النظام تمت وتتم بحسابات دقيقة واى مساحة للحركة لاى قوى معارضة يتم التحكم فيها ، بجوار ما سبق فإن غالبية سيناريوهات الرحيل تأتى فى اطار “المؤامرة”من الداخل والخارج على الرئيس بحسب ماترى بعض الاراء وهذا يجعل الطرح المقدم من بعض الاعلاميين وكتاب الصحف موجه الى حد بعيد فقد كثر الحديث مؤخرا فى الصحف المصرية والاعلام عن فكرة المؤامرة واسقاط البلاد فى الفوضي وربطه بتطورات الوضع فى المنطقة وهو حديث مأخوذ عن مقولة رأس السلطة التنفيذية عبد الفتاح السيسي “أهل الشر ” وهو حديث مصنع لتبرير تصرفات النظام وتدهور الاوضاع المستمر ، وما يغذى هذا على الصعيد المقابل حالة الوهن التى سيطرت على القوى المعارضة على اختلاف مشاربهم وحالة اللامبالاة التى سيطرة على عموم الشعب المصري .

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *