الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / أخبار / حماس تكتسح انتخابات جامعة بيرزيت.. وسياسيون: استفتاء جديد على خيار المقاومة

حماس تكتسح انتخابات جامعة بيرزيت.. وسياسيون: استفتاء جديد على خيار المقاومة

منذ العام 1996 تباينت نتائج اقتراع الطلبة في انتخابات جامعة بيرزيت، بين من يرى أن هذه النتائج تمثل انعكاسًا للواقع الفلسطيني ومدى الرضى عن فصائل العمل الوطني، وبين من يرى أنها مجرد اختيارات للطلبة لأسباب نقابية بحته تتعلق بأداء الكتل الطلابية داخل الجامعة خلال العام، وآخرون يجمعون بين الرأيين.

وتنافس على انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت هذا العام 6 كتل طلابية، هي: “كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة “حماس”، كتلة الشهيد ياسر عرفات الذراع الطلابي لحركة “فتح”، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحالف جامعة بيرزيت الطلابي كممثلًا لحزب “فدا والجبهة الديمقراطية”، تجمع المبادرة الطلابي الذراع الطلابي لتجمع المبادرة الفلسطينية، وكتلة فلسطين للجميع الذراع الطلابي لجبهة “النظال الشعبي الفلسطيني”.

وفي الانتخابات التي أُقيمت أول أمس الأربعاء 27 أبريل 2016، فازت كتلة “الوفاء الإسلامية” الذراع الطلابي لحركة “حماس”، في انتخابات مجلس الطلبة في “جامعة بيرزيت”، بحصولها على 3481 صوتًا أي بواقع 25 مقعدًا، مقابل 3035 صوتا لكتلة “الشهيد ياسر عرفات” الذراع الطلابي التابع لحركة “فتح” والتي حصدت 21 مقعدا، وجاء “القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي” الذراع الطلابي لـ “الجبهة الشعبية”، في المرتبة الثالثة، بحصوله على 668 صوتا (5 مقاعد)، بينما لم تتجاوز باقي الكتل الطلابية نسبة الحسم وحاجز المائة صوت.

وبالعودة إلى نتائج الانتخابات في آخر عشرين عامًا، يظهر تفوق كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة “حماس”، على كتلة الشهيد ياسر عرفات الذراع الطلابي لحركة “فتح”، حيث  فازت “الوفاء” 8 مرات في أعوام (1996، 1998، 1999، 2000، 2004، 2006، 2007، 2015) مقابل 7 مرات للشبيبة في أعوام (1997، 2005، 2008، 2009، 2012، 2013، 2014)، مع استثناء سنوات الانتفاضة 2001-2003 التي لم تعقد فيها الانتخابات، وعامي 2010 و2011 التي قاطعت فيها “الوفاء” الانتخابات بسبب الاعتقالات والملاحقات.

وبلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 76.61%، كما بلغت الأوراق الملغية 173 والأوراق الفارغة 51.

لماذا خسرت فتح ؟
في تصريحات صحفية، للكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هشام ساق الله، إلى موقع “فلسطين أون لاين”، اعتبر أن “المشكلة لا تكمن في كتلة الشبيبة الفتحاوية التي عمل طلابها ما استطاعوا إنما في اللجنة المركزية لحركة فتح ومواقفها الغير صائبة، وعدم وجود رؤية واضحة للحركة”، وفق تقديره، وقال ساق الله: “لو فازت كتلة الشبيبة في هذه الانتخابات فسيكون هذا بمثابة حمل كاذب ولا يدل على الواقع الحقيقي لحركة فتح”.

وأضاف مخاطبًا أبناء الحركة الطلابية الفتحاوية “أحزنني عملكم وجهدكم ومحاولاتكم بالدفاع عن هذه القيادة الضعيفة المهترئة التي تعيش حاله من الانفصام بالشخصية، حيث يطالبون أبناء الحركة بالفوز بانتخابات الجامعات المختلفة وهم يقومون بأداء سيء على الأرض من خلال تصريحات متناقضة مختلفة وصراعات داخلية وتآمر”، وتساءل “كيف يمكن أن تفوز حركة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت وقادتها في اللجنة المركزية يستمعون لمطربين صهاينة ويتشدقوا بعلاقاتهم المخزية عبر الإعلام الإسرائيلي، ولا يعلمون أن شريحة الطلاب تسمع وتراقب وتعرف كل شيء”.

واعتبر ساق الله ان خطاب الشبيبة الفتحاوية في الانتخابات، والذي جاء فيه أن حركتهم “تنظيم مقاوم ويؤيد المقاومة” يتناقض مع سولكيات قادة “فتح” الذين “ينسقون أمنيا مع الاحتلال والغارقين في الفساد حتى النخاع ضمن سياسة ممنهجة أصبحت تسيء لفتح”، على حد تعبيره، وشدد على أن “فتح لا يمكنها أن تفوز في أي انتخابات كانت وهي مفتتة ومقسمة يمارس قادتها التمييز الجغرافي بظلم قطاع غزة وكادره التنظيمي ويعمق الهوة الموجودة إقليميا في الوطن”.

واتفق القيادي في “فتح” وعضو مجلسها الثوري، سفيان أبو زايدة، مع ساق الله بالقول “إن الهزيمة ليست لطلاب حركة فتح، وإنما لقيادتها”، وأعرب أبو زايدة في تعليق له على صفحته عبر موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي، عن سعادته لما وصفه بـ “نجاح العملية الديمقراطية في جامعة بيرزيت”، متقدما لـ “الكتلة الإسلامية” بالتهنئة على الفوز.

تكرار لانتخابات المجلس التشريعي 2006
الكاتب جمال عبد الناصر محمد أبو نحل، قال في مقال له تحت عنوان “فصل الخطاب في خسارة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت”: “الظاهر أننا في حركة فتح لم نتعلم من أخطاء الماضي ولم نأخذ العبرة والدروس؛ وأن ما حصل سابقًا قبل شعر سنوات في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006م، وذلك حينما خسرت فتح الغلابة الأغلبية في مقاعد المجلس التشريعي؛ وتربعت على العشر وقتها حركة حماس بفوزها الكبير”.

وأضاف: “حيث لم تأتي خسارة فتح لانتخابات التشريعي أنداك بنسبة كبيرة بسبب قوة حماس في الشارع، بل كان لذلك أسباب كثيرة وأهمها أن القاعدة الفتحاوية العريضة من أبناء فتح قررت معاقبة أشخاص بفتح وذلك بسبب الأخطاء الكثيرة والكبيرة وظهور شخوص متنفذة ممن أساؤوا للحركة في ذلك الوقت بتصرفاتهم السيئة وكذلك انسلاخهم عن القاعدة والبعد عن القاعدة الفتحاوية وعدم تقديم الخدمات المناسبة للناس”.

وتابع: “أن من أهم أسباب تراجع فتح بانتخابات بيرزيت قريبة للأسباب نفسها لخسارة فتح بالانتخابات التشريعية عام 2006م، ومن أهمها وجود الظلم وعدم العدل، واجتياح الاحتلال وتدميره واضعافه للسلطة، وتنكرهِ لكل الاتفاقيات الموقعة وعدم تطبيقه لها وجعل السلطة بغير سلطة وجعل الاحتلال بغير كُلفه، والعكس صحيح عنا؛ ومن الأسباب أيضًا لخسارة فتح في التشريعي قديمًا اتساع الفوضى والمحسوبية والفساد”.

مضيفًا: “وعدم ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي والصراعات الفتحاوية الفتحاوية الداخلية وعدم الالتزام بقرارات الحركة ومبادئها التنظيمية وعمل البعض حسب المزاج، وكذلك بسبب نزول قائمة فتحاوية للمجلس التشريعي عام 2006م جُلهم مغضوب عليهم من الشارع ولم يكن اختيارهم موفقًا لكون غالبيتهم محسوبين على الأجهزة الأمنية أو علي تيار فتحاوي كان متهم أما الشارع الفلسطيني بكثير من الاختلالات في العمل وسوء التصرفات للبعض المحسوب على الحركة والعربدة الخ…، وكذلك بسبب التشرذم الداخلي في البيت الفتحاوي “وكلٌ يغني على ليلاه” ووجود خلافات تنظيمية بين قيادات كبيرة بالحركة”.

الانقسام الفلسطيني
في مطلع 2006 تم تنظيم ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية، وهي أول انتخابات تشارك فيها “حماس” التي حققت مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، ليسارع القيادي في حركة فتح محمد دحلان إلى التصريح بأنه من العار على فتح المشاركة في حكومة تقودها “حماس”، في حين دعا الرئيس محمود عباس الحكومة القادمة إلى الالتزام باتفاقات منظمة التحرير ونهج السلام.

وبعد رفض الفصائل المشاركة في حكومة حماس، شكلت الحركة حكومتها برئاسة إسماعيل هنية الذي سلم يوم 19 مارس 2006 قائمة بأعضاء حكومته إلى الرئيس محمود عباس، لكن الحكومة قوبلت بحصار إسرائيلي مشدد عرقل عملها، وبمحاولات داخلية للإطاحة بها من خلال سحب كثير من صلاحياتها وإحداث القلاقل الداخلية طوال 2006.

ونظرًا لرفض الأجهزة الأمنية التعاطي مع الحكومة الجديدة، شكل وزير الداخلية آنذاك الشهيد سعيد صيام قوة مساندة تعرف بـ”القوة التنفيذية”، لكن حركة “فتح” شنت عليها حملة واسعة وصلت لحد الاصطدام مع الأجهزة الأمنية الأخرى، وذلك بالتزامن مع حملة اغتيالات في غزة واعتقالات إسرائيلية للنواب في الضفة، وفي هذا الظرف تحركت العديد من الجهات لوقف الاشتباكات بين مسلحي “حماس” وفتح والأجهزة التابعة لهما، ونجحت هذه التحركات في وقف الاشتباكات وإنشاء لجنة تنسيق وضبط العلاقات بين الطرفين، لكن الأمور عادت مجددًا للتوتر والاصطدام.

وفي مايو 2006 أطلقت قيادات الأسرى الفلسطينيين وثيقة للمصالحة سميت لاحقًا بوثيقة الأسرى التي لاقت ترحيبا من جميع الأطراف، وعلى أثرها عُقد مؤتمر الحوار الوطني يوم 25 مايو 2006، ومع ذلك ظل الانقسام قائما ولم تتوقف الاشتباكات المسلحة، وفشلت وساطات عديدة بينها الوساطة القطرية في أكتوبر 2006 في تهدئة الأوضاع، وحسب إحصائية أعدتها الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن، فقد قتل نتيجة الانفلات الأمني خلال الفترة المتراوحة بين يناير ونوفمبر 2006 نحو 322 فلسطينيا منهم 236 في قطاع غزة و86 في الضفة الغربية.

وفي ديسمبر 2006 دعا الرئيس محمود عباس إلى عقد انتخابات لمجلس تشريعي فلسطيني جديد، لكن عددًا من قيادات الفصائل الفلسطينية في دمشق رفض الدعوة وانفجرت الأوضاع مجددا، وتعرض وزير الداخلية سعيد صيام لمحاولة اغتيال فاشلة في العاشر من ديسمبر 2006، واستمرت أجواء التوتر مع دخول عام 2007، إذ بادر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى دعوة حركتي فتح وحماس إلى التحاور في رحاب الأراضي المقدسة، ووقعت الحركتان على ما بات يعرف بـ”اتفاق مكة” في فبراير/شباط2007، وشكلت الفصائل حكومة وحدة وطنية.

لكن وبعد اتفاق مكة بأسابيع قليلة تجددت الاشتباكات بين مسلحي فتح وحماس، وهو ما انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة، ليتحول الانقسام السياسي إلى انقسام جغرافي يوم 14 يونيو 2007، وفي رام الله أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقالة حكومة إسماعيل هنية، وكلف سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة، واستمرت الأمور إلى يومنا هذا بحكومتين واحدة في الضفة وأخرى في غزة.

وبعد صمت لأكثر من عامين وتحديدا في أوائل 2009 وبعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، تجددت الوساطة بين الفصائل لتكون هذه المرة مصرية حيث أعدت القاهرة خلاصة أفكارها فيما باتت تعرف بـ”الورقة المصرية” وطرحتها في سبتمبر 2009، ولئن سارعت حركة فتح للتوقيع عليها فإن حركة حماس قالت إنها بحاجة إلى وقت لدراستها قبل أن تطلب إدخال تعديلات عليها، لكن السلطات المصرية رفضت الطلب، وهو ما أدى إلى تجميد الأمور من جديد لشهور طويلة.

وإلى الآن لم يتفق الأخوة على حل لهذا الانقسام.

شاهد أيضاً

عامر حسين: ننتظر إنقاذ برج العرب لمباراة الأهلي.. و”الانتقادات” سبب الأزمة

أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم أن هناك اتصالات مع الأمانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *