إقالة المجرم ورؤية مغايرة بقلم: ماجدة شحاتة
25 مارس، 2016
مقالات
325 زيارة
لا أرى في انتهازية الانقلاب لتوظيف تجرؤ الزند على مقام النبوة إلا خبثا ومكرا، وكأنه أراد تبييض وجهه الكالح اﻷشد سوادًا من ليل ظلمه وقمعه واستبداده، وهو رسالة تطمين للمجتمع أنه ليس كما يزعم اﻷحرار جاء ليهدم الدين في هجمة شرسة تولى كبرها الخسيس حين وقف باﻷزهر متهما اﻹسلام باﻹرهاب وأن عدوان مليار وستة عشرمسلما على مليارات البشر من كل دين غير اﻹسلام هو الخطر!! في تطاول كان أدعى لانتفاضة أمة ذلك المليار اﻷبكم، الذي ابتلع الفرية رغم غصتها في حلق الوعاة.
إقالة الزند انتهازية خبيثة ماكرة لتمرير جرائم القتل المتعمد والتصفية الوحشية للمسلمين بكل طرق القتل البطئ.كبير المردة وزعيم عصابة الانقلاب علم أتباعه وخدمه وجرأ على اﻹسلام وأهله، فسياساته كفر باﻹسلام وتحريض عليه، ونظامه مكن الكنيسة من رقبة اﻹسلام، والسجل يندى له الجبين فيما يصادم اﻹسلام ويعاديه من إجراءات.
إن نظاما في جوهره يعادي اﻹسلام كفرا به أو عمالة وخيانة لا يمكن تفسير إقالته للزند في سياق رضوخه لحملة تنديد بجرمه فيما هو يصادم عقيدة الشعب.. كلا فإن اﻹقالة ليست فقط سياسة ولكنها تمرير ﻹجراءات وسياسات فعلية تتجرأ على الدين وتعتقله بين جدران نفق تحت اﻷرض؛ كيلا يكون له أثر في الناس والدنيا بأسرها.
إن إبقاء الزند يؤكد اتهام الانقلاب بإجرامه في حق اﻹسلام، وإقالته ليست انتصارا لثوابت الشعب ومراعاة مشاعره الغاضبة، ولكنها نزع لفتيل وعي يمتد أثره في إعادة النظر في كل ما يثار ضده مما يتصل بعداوته للإسلام وانحيازه للكنيسة وتمكينه إياها من كل ما تخطط له في استعادة مصر وجهها النصراني كما تزعم نخبتها المتشددة.
إن سياسة تنويم وتخدير يمارسها الانقلاب وليس صراع أذرع كما يذهب البعض، إن معرفة خبيرة بطبائع الاستبداد وحقائق العداوة للإسلام، لا بد أن تجعلنا ننظر للمواقف والسياسات الصادرة من معسكر الانقلاب نظرة خب لا تخدعه حرب تدار لتطويع اﻷمة خارج المنطق الثوري؛ كيلا تواصل صحوتها، ويتشكل وعيها معرفة بحقيقة التآمر العالمي والتواطؤ الدولي ضد اﻷمة، ليس من منطلق تضارب المصالح وحده، ولكنه ميراث مر كانت أولى تطبيقاته في محاكم التفتيش باﻷندلس؛ لتتوالى عبر حملات صليبية ترتدي لكل عصر قناعا، حسب مستوى وعي اﻷمة أو جهلها وتغييبها.
إن الثورة بصدد أجهزة مخابرات تعمل في خط واحد باتجاه استئصال فكرة الجدارة والاستحقاق لدورة حضارية آتية لامحالة، وما التدخلات في سوريا وليبيا واليمن ومصر إلا إعادة رسم خارطة سايكس -بيكو من جديد ؛ لتصبح اﻷمة أكثر علمنة وخضوعا وخدمة على مصالح الكبار.ونظاما عالميا يعمل تحت إمرته نظام إقليمي ومحلي محتل بالوكالة لايمكنه أن يحمر له وجه غضبا ﻹساءة وزير قاتل ومجرم بحق مقام النبوة، إن ما يمارس ضد منهج النبوة أشد إجراما ومكرا وكيدا، وما إقالة وزير اﻹجرام إلا حالة تهدئة وامتصاص لمواصلة مسيرة التركيع والتطويع.
إنه صرف انتباه لا أكثر عما يجرم بحق اﻹنسان، فيما يعتبره البعض انتصارا للحراك المندد بالوزير، بينما هو توظيف خبيث ﻹبقاء على كل شيء، وتفريغ شحنات الكراهية بشكل ناعم على حين يشق الانقلاب طريقه مهما تكن فضائحه وجرائمه بحق الوطن.وليس من الوعي الانخداع بخطابه اﻹعلامي الموظف ضد الخسيس المجرم زعيم عصابة سرقة مصر.
إنها أدوار تؤدي للتهيئة لما هو قادم ليكون اﻷسوأ الذي مر خيرا مما هو قادم ومن ثم يتواصل الانقلاب في سياساته عبر منظومة أخرى تتكئ على مثل إقالة الزند سياسة تثبت حسن النية وبياض الوجه.
قراءة ما بين السطور وما وراء المواقف تعني أن التفسير بظواهر اﻷعراض تخلف، فرب عرض لمرض متورم متمدد في باطن الجسم.الوعي فريضة الوقت، وإلا فإن الثورة بصدد جيش كل بضاعته التلبيس والتضليل لكل منكر وحرام.