شكك عدد من المواطنين فى قدرة وزارة التربية والتعليم على إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، موضحين أن تصريحات المسئولين بالوزارة الآن هى نفس التصريحات التى أطلقها آخرون قبل أعوام ولم يتغير من الأمر شيئا.
وشدد قطاع من المصريين على ضرورة رفع مرتبات المدرسين أولا بدلا من حملات الإغلاق مراكز الدروس الخصوصية، لأن المدرس عندما تتحسن أوضاعه المادية سيقوم بدوره بالتالي لن يكون هناك حاجة إلى هذه المراكز.
وكانت مراكز الدروس الخصوصية قد انتشرت فى السنوات الأخيرة وجذبت إليها الآلاف من الطلاب خاصة طلبة الثانوية العامة، حتى اعتبرها البعض مدارس موازية والتى من أجلها يتغيبون عن المدارس، واستخدم بعض المدرسين بهذه المراكز الغناء والموسيقى لتسهيل استيعاب الطلاب للمعلومات الموجودة فى الكتب، وتحصيل الدروس.
وكان أحمد صابر المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قد أعلن فى وقت سابق أن الوزارة وضعت خطة لإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية على مستوى محافظات مصر خلال شهرين من بدء انطلاق حملة الإغلاقات اليوم، لافتا إلى أنه تم التنسيق بين الوزارة ومديريات التعليم في المحافظات لبدء حملة الإغلاقات على الفور على أن تنتهي خلال شهرين، مؤكدا أن خطة الوزارة تتضمن تفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس للطلاب للقضاء تماما على ظاهرة مراكز الدروس الخصوصية.
ونفذت وزارة التربية والتعليم حملة لإغلاق عدد من مراكز الدروس الخصوصية، بمنطقتي مصر الجديدة والنزهة، وشملت الحملة مراكز في روكسي، والخليفة المأمون بمصر الجديدة، وجينيس والكابتن بالنزهة.
أولياء الأمور في حيرة
وبدورهم عبر عدد من أولياء الأمور عن خوفهم من هذا الإجراء، مؤكدين أن مراكز الدورس الخصوصية بها مدرسين على كفاءة عالية عكس المدارس، كما أن عدد الدروس التى يحصلها الطلاب بالمراكز في اليوم الواحد أقل من المدرسة بالتالي تسمح للطلاب بمذاكرتها بسهولة، مضيفا: “مفيش مراكز هتغلق ولا حاجه… ده مجرد جس نبض مش أكتر”.
وافقها الرأي محمد ثروت، ولى أمر أحد الطلاب، الذى أن مستوى المدرسين فى المدارس ضعيف، وأنهم لا يبسطون المعلومات للطلاب، بالتالي لا يستوعب الطلبة المعلومات فى المدرسة ويهدرون وقتهم، لذلك أفضل أن يذهبوا إلى مراكز الدروس الخصوصية، مضيفا : “أنا عايزهم يغلقوها سنه واحده عشان نشوف نسبة النجاح من خلال عمل الوزاره فقط، وأنا واثق إن الوزير هيتحايل على المدرسين يدوا دروس”.
بينما رحب بعض أولياء الأمور الآخرين بحملات وزارة التربية والتعليم، وقالت زينب رسلان: ” اتمنى أن تنجح وزارة التربية والتعليم فى مهمتها وتعود للمدرسة هيبتها ويعتمد الطالب على مدرس الفصل ويعود للمعلم قيمته واحترامه ويخف عبء الدروس الخصوصية عن الأهالي”.
طلاب: هنروح فين لو المراكز قفلت
أعرب عدد من طلاب الثانوية العامة بحي الدقي، عن اعتراضهم على إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدين أنهم لا يذهبون إلى المدرسة؛ نظرًا لأن معلمي الدروس الخصوصية أكفأ من معلميهم بالمدرسة.
وقال أحمد طارق، طالب بالمرحلة الثانوية:«حصة الستنر بـ 60 جنيه، وبتوصل في بعض الأماكن لـ 100 جنيه، وفي أيام الامتحانات بتبقى بـ 150 جنيه».
وتابع: «مش عارف هنروح فين لو المراكز قفلت، وحصة الدرس الخاص في البيت بتوصل بـ 150 في الساعة».
وأضاف مينا محب، طالب بالمرحلة الثانوية، «نفسنا نبطل دروس بس مدرسين المدرسة مش بيشرحوا».
كر وفر
وقال مجدي لبيب، أحد العاملين بمركز دروس خصوصية، إن مهما رفعت وزارة التعليم من رواتب المدرسين فلن يضاهي المكاسب اليومية فقط من السناتر، معلقا: “المدرس بيلم في اليوم فوق الـ 10 آلاف.. الوزارة هتديه كام؟ المدرس أحسن من الوزير”.
وأضاف “لبيب”، أن الوزارة لن تستطع إغلاق كافة المراكز، وتتوجه فقط للسناتر المعلنة أمام الجميع، وهناك الكثير منها غير معروف أو ليس له لافتة دعائية، قائلا: “ممكن المدرس يأجر شقة ويشتغل عادي ومحدش هيوصله إلا لو اتقدم فيه بلاغ”.
وأوضح سمير العناني، عامل بمركز دروس خصوصية، أن المدرسين في الأقاليم والأرياف ليس لديهم مراكز إنما يعتمدون على الدروس في الشقق أو الخاصة بالمنازل ومن الصعب أن الوزاة تتعقبهم.