أعلنت الإدارة العامة للشئون الإعلامية في رئاسة الجمهورية السودانية، اليوم الأحد، 28 أكتوبر 2018م أن الرئيس عمر البشير سيزور تركيا لحضور افتتاح المرحلة الأولى من مطار إسطنبول الجديد، اليوم الإثنين بالتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية، وسوف يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث آخر التطورات في المنطقة.
ولفتت الإدارة الإعلامية إلى أن مراسم الافتتاح تأتي بحضور 50 وزيرًا للنقل من حول العالم، لافتة إلى أن الوفد المرافق للبشير سيضّم وزير رئاسة الجمهورية، فضل عبد الله فضل، ووزير الخارجية، الدرديري محمد أحمد.
دلالات الزيارة
فأولاً: تكتسب زيارة الرئيس السوداني عدة دلالات ورسائل تؤكد أهمية الزيارة وما تنطوي عليه من انعكاس للتوجهات الحاكمة في السياسة الخارجية السودانية في ظل تشابك العلاقات والتوترات الحالية والاستقطاب الحاد بين التحالفات المختلفة في الإقليم الملتهب؛ حيث تحمل الزيارة أكثر من دلالة سياسية، خصوصًا أنها تأتي مباشرة بعد قمة الخرطوم التي جمعت البشير بجنرال الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، رغم أن الإعلان عنها ارتبط بافتتاح مطار إسطنبول الجديد.
وكان البشير قد استقبل وفد الجنرال السيسي الذي ضم 12 وزيرًا تم خلالها التوقيع على مذكرات تفاهم بشأن عددٍ من المشروعات المشتركة، إضافة إلى ميثاق شرف إعلامي يضمن الحفاظ على عدم توتر العلاقات بين البلدين مجددًا، بعد فترة من التراشق المتبادل، الذي أدى إلى سحب الخرطوم سفيرها في مصر مطلع يناير الماضي، لمدة شهر.
وثانيا: أن هذه الزيارة تأتي في إطار توازنات السياسة الخارجية السودانية، للحفاظ على العلاقات مع الحلفاء الإقليميين، والتأكيد أن تحسُّن العلاقات بين مصر والسودان مؤخرًا لا يعني بالضرورة تراجع العلاقات بين أنقرة والخرطوم.
ثالثًا: الزيارة تأتي أيضًا ترسيخًا للعلاقات الوطيدة والجيدة التي تربط أنقرة والخرطوم، وتؤكد مصادر سودانية أن ما يثار حول إمكانية استبدال السودان علاقاته التركية بأخرى خليجية، أو تعظيم أدوار إقليمية أخرى غير الدور التركي، هي فرضية غير صحيحة، مشددة على أن العلاقة بين الجانبين “ترقى إلى درجة التحالف”.
رابعًا: يسعى الرئيس السوداني من خلال هذه الزيارة إلى التأكيد أن بلاده ليس بلدًا تابعًا كي تتجاذبه أهواء القوى الإقليمية”، وأن بلاده تملك “استراتيجية ثابتة في إدارة العلاقات والتحالفات الدولية، بما يضمن مصالح الشعب السوداني، ويخدم أهدافه العليا، دون أن تكون الخرطوم في ذلك أداة في يد أي طرف يستخدمها في مواجهة طرف آخر”.
وكانت زيارة الرئيس التركي إلى السودان في ديسمبر 2017، قد أثارت جدلاً واسعًا ومخاوف لدى التحالف المصري – الإماراتي – السعودي، وقد كانت الأولى لرئيس تركي إلى الخرطوم منذ استقلال السودان في عام 1956، وشهدت توقيع البلدين 12 اتفاقية في مجالات الزراعة والاقتصاد والشئون العسكرية.
وخلال الزيارة، تمّ الاتفاق كذلك على تأسيس شركة بين وزارة الزراعة السودانية والمديرية العامة للشئون الزراعية التركية، وإطلاق تشجيع للاستثمار الزراعي على مساحة 780 ألفًا و500 هكتار من الأراضي السودانية.