سجلت كتائب الشهيد عز الدين القسام، انتصاراً على العدو الصهيوني خلال معركة العصف المأكول قبل أعوام، وما زال جنود العدو يتحدثون عن شجاعة المقاتلين في المعارك الضارية على أعتاب غزة، والخوف يطارد المغتصبين بسبب الصواريخ والعمليات البطولية.
وخلال اليوم الـ 26 من المعركة الموافق 1/8/2014م توغلت قوات الاحتلال بعمق يزيد عن كيلومترين شرق رفح، فتصدى لها المجاهدون، واشتبكوا معها وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى، وقد ادعى الاحتلال فقده لأحد جنوده في العملية، فيما أكد القسام ألا علم له بالأمر.
الاتصال ما زال مفقوداً
كتائب القسام وخلال فيلم “رفح.. الاتصال مفقود” الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية قبل عامين في ذكرى فقدان الضابط هدار جولدن، كشفت أن الاشتباك وقع قبل 25 دقيقة من بدء سريان التهدئة، وإن الاتصال ما زال مفقودا مع “المجاهدين الذين نفذوا العملية”.
وخلص الفيلم إلى أن السيناريو الأقرب لتلك اللحظات السابقة للقصف، يشير إلى وقوع اشتباك استشهد على إثره القائد الميداني وليد توفيق مسعود، وقتل اثنان من الجنود الصهاينة.
وكان الشهيد مسعود يرتدي الزي العسكري الصهيوني، فظن العدو أنه أحد جنوده ليكتشف بعد ساعتين أن ثمة جنديًّا مفقوداً، ليبدأ القصف العنيف لرفح.
الجمعة السوداء
الصحفي والمحلل الصهيوني “ألون بن دافيد” عقب على العملية قائلاً :”إن ما فعله الجيش الصهيوني بعد وقوع العملية هو محاولة تدمير جميع الفتحات التي تسهل تهريب الضابط الأسير، وإعاقة كتائب القسام قدر الإمكان”.
لكن القصف العنيف اتبع خيار “هنيبعل” بضرورة أن يقتل الجيش الصهيوني إذا لزم الأمر من يقع أسيرا في يد المقاومة، فيما خلف القصف العشوائي حوالي 140 شهيداً فلسطينيًّا وأصاب المئات في “الجمعة السوداء”.
يذكر أن الشهيد القسامي وليد مسعود شارك في العديد من الأعمال الجهادية كحفر الأنفاق والمشاركة في الكمائن المتقدمة، كان آخرها كمين (أبو الروس) شرق رفح في العصف المأكول الذي فقد فيه الضابط “هدار جولدن”، والذي كان وليد مسئولاً عن هذا الكمين برفقته مجموعة من إخوانه المجاهدين.
ولا زال الغموض يلف قضية فقدان الضابط هدار جولدن منذ تلك اللحظة، فيما قالت كتائب القسام إن أية معلومة عن الجنود الأسرى في غزة لن يحلم بها الاحتلال حتى يرضخ للمقاومة ويدفع أثماناً مقابلها، وأنها سترسم بما في يديها فجر الحرية لأسرانا البواسل بإذن الله.