تسيطر حالة من الحزن والاكتئاب والإحباط على المصريين، منذ الخروج المهين لمنتخب مصر القومي من مونديال روسيا بلا نقاط أو فوز أو تعادل، إلا أن الهزيمة الأخيرة من السعودية كانت الأكثر تأثيرا؛ حيث أعادت للأذهان خيانة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في بيع جزيرتي “تيران وصنافير”.
وتساءلت الجماهير عقب مشاهدة المستوى الرديء للمنتخب: “هل باع نظام السيسي المباراة كما باع الجزيرتين”؟.
تيران وصنافير والمباراة!
قد يكون الربط بين الحدثين مبالغ فيه في رأي البعض، إلا أنه مع دولة السيسي ونظامه يصبح السؤال أكثر واقعية، خاصة إذا عُدت بالذاكرة عامين؛ حين فرط السيسي في “تيران وصنافير” لصالح السعودية، رغم مخالفة ذلك للأحكام القضائية النهائية، والدستور، وإرادة المصريين.
وأصر السيسي الخيانة، وأتم صفقة العار بالتنازل عن أول قطعة أرض من مصر دفع ثمنها أبناؤها بالدماء، في سابقة تاريخية لم تحدث في العالم “بالعند في التاريخ والجغرافيا والقانون”.
غير أن تيران وصنافير لم تكن شاهدا وحدها على عقيدة السيسي كتاجر خائن، لم يترك شبرا في أرض مصر ولا رزقًا من أرزاق أبنائها إلا وقايض عليه، وعرضه للبيع، وبالتالي لماذا لا نستبعد أن يكون السيسي باع المنتخب بأكمله.. ولكن كيف؟.
شركة “وي” وصفقة الراقصات
بدأت أولى صفقات بيع المنتخب، حينما حوله نظام الانقلاب لسلعة لجني الأموال، عن طريق الإعلانات التي أقحم فيها لاعبي المنتخب مبكرا، بمجرد التأهل لكأس العالم في نوفمبر الماضي، حيث احتكر اتحاد كرة القدم لاعبي المنتخب في ظهور جماعي بعشرات الإعلانات التي ربح من خلالها ملايين الجنيهات، وزادت بشكل خاص في شهر رمضان الماضي.
ولم يكتف السيسي بعرض لاعبي المنتخب مثل الرقيق في شاشات فضائيات الانقلاب من خلال الحملات الإعلانية، بل استغل الراقصات والفنانين أيضا في إرسالهم عن طريق شركة “وي” على نفقة الدولة إلى روسيا لدعم المنتخب في فضيحة كبيرة، أثارت ردود أفعال واسعة، وكانت سببا رئيسيا للفشل في المباريات الثلاث.
كما استغلت شركة “وي” اللاعبين في الإعلام أسوأ استغلال، بداية بأزمة الطائرة التي دخلت فيها مع اللاعب محمد صلاح، وحتى فضائح سفر الفنانين.
كما تم استغلال محمد صلاح سياسيا عبر ترتيب لقاءات ودية له مع الرئيس الشيشاني عمر قاديروف، المتهم بجرائم حرب ضد شعبه وانتهاكات لحقوق الإنسان.
هل دفعت السعودية الثمن؟
مصدر مقرَّب من تركي آل الشيخ أكد في تصريحات صحفية، أن المستشار في الديوان الملكي تلقَّى مكالمة سابقة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حذَّره فيها من خسارة المنتخب السعودي أمام مصر، والخروج صفر اليدين من المونديال دون أي نقاط.
وأوضح المصدر أن الأمير محمد بن سلمان قال لآل الشيخ إن الهزيمة أمام مصر «ستكون لها عواقب وخيمة»، وأن الجماهير السعودية لن تهضمها بسهولة، في ظل التنافسية بين البلدين. كما طلب ولي العهد من آل الشيخ إيصال رسالة للقائمين على المنتخب، مفادها أنه لن يكون راضيا أبدا لو عاد «الأخضر» من المونديال محملا بـ3 هزائم، كما جرى في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
من جانبه ردَّ رئيس الهيئة العامة للرياضة، بالتأكيد أنه سيكون حريصا على ألا يحدث هذا السيناريو، وأن الفريق سيسعى بكل قوة للفوز على المنتخب المصري، في المواجهة التي أقيمت الإثنين 25 يونيو.
ونتيجة لمكالمة الأمير محمد بن سلمان مع آل الشيخ، أجرى الوزير السعودي مكالمةً أخرى مع رئيس اتحاد كرة القدم عادل عزت، شدَّد خلالها على ضرورة فوز السعودية على «الفراعنة»، أو التعادل معهم على أقل تقدير. وحذَّر رئيس الهيئة العامة للرياضة من الخسارة أمام مصر، وأكد له بشكل واضح أن مصير الاتحاد السعودي لكرة القدم مرهون بنتيجة اللقاء.
وأثار الخبر المنشور على عدة وسائل إعلامية دولية، ردود أفعال واسعة، وتتساءل: “مع سيطرة تركي آل الشيخ على الكرة المصرية، وظهور المنتخب المصري بشكل سيئ وكأنه متعمد، هل باع نظام السيسي المباراة كما باع الجزيرتين؟”.
سبوبة وعمولات
تؤكد مؤشرات الفساد أن سوابق السيسي تفتح الباب لاحتمال حدوث أي شيء مهما كان غريبا أو غير قابل للتصديق؛ خاصة مع المعلومات التي تم فضحها حول تحوبل لاعبي المنتخب لسلعة لمن يدفع أكثر، بدليل عمل عصام الحضري “عرابا” للبرامج الرياضية بقناة “إم بي سي” مقابل آلاف الدولارات.
يقول أحد معدي الرامج الرياضية في شهادته عبر “فيس بوك”: “قبل المونديال بفترة تواصلت مع أكثر من لاعب بالمنتخب عشان الظهور الإعلامي وعمل لقاءات تلفزيونية، أحد اللاعبين طلب ربع مليون جنيه مقابل نص ساعة، ولما سألته ليه: “قالي دي فرصة ويا عالم هاروح كأس العالم تاني ولا لأ”، لاعب تاني بيقعد على الدكة، قالي أنا عايز نص مليون، لاعب ثالث اتفقت معاه على مقابل متواضع، تاني يوم كلمني يعتذر، وقالي زمايلي قالولي الرقم دا قليل جدا وهيقلل سعرنا في السوق، ودي فرصة لازم نستغلها.. المهم ده جزء من كل، ودا انعكاس لعقلية لعيبة بتتعامل بمبدأ السبوبة والمفروض إنها مسافرة تلعب باسم بلدها، في المقابل في ملايين بيتشعبطوا في فرحة، وكل اللي حصدوه حزن ونكد وأزمات قلبية، وجمهور تاني دفع من جيبه وبعضهم استلف عشان يسافر يشجع بلده”.