فور الإعلان عن فوزه رسميا، توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى شعبه بخطاب النصر الذي ألقاه من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، متوجها بالشكر للشعب التركي بأكمله على اختلاف مشاربه؛ وذلك على المشاركة التاريخية بالعرس الديمقراطي، بالمقابل نصبت دول حصار قطر الأربعة (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) سرادق العزاء، عقب إعلان النتيجة، وكأنه صورة بالكربون من سرادق ليلة فشل الانقلاب العسكري، في ١٥ يوليو ٢٠١٦، ولا شيء تغير من وجوه اللاطمين إلى عمال الفراشة.
يبدو أن الصدمة من فوز الرئيس التركي برئاسة الجمهورية التركية وكذلك حزبه في الانتخابات البرلمانية، أثارت جنون إعلام الانقلاب في مصر، حتى إن متابعة مونديال أنقرة سحب البساط من تحت أقدام مونديال كأس العالم في موسكو، وجعل الإعلامي أحمد موسى يهذي من الحرقان، ويزعم أن مرشح المعارضة محرم إنجه هو الرئيس الشرعي لتركيا.
هنأ مفكرون وساسة، الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بفوزه في انتخابات الرئاسة لولاية جديدة، لافتين إلى أنه سينتقل بتركيا إلى منطقة جديدة متقدمة، وتلقى «أردوغان» اتصالات من عدد من الزعماء والرؤساء لتهنئته بالفوز، أبرزهم أمراء قطر، والكويت، والرئيس السوداني، والرئيس الباكستاني، والرئيس الصربي.
وأشاد المفكرون والساسة بقدرة «أردوغان» على تحقيق انتصاره مع حزبه في الانتخابات، رغم المؤامرات التي كانت تحاك ضده من العرب والغرب، وسعي البعض للإطاحة به، كما هنئوا في تغريدات على موقع «تويتر»، الشعب التركي بالعرس الديمقراطي، ونتيجة الانتخابات الطبيعية، وليس نتائج الانتخابات التي تشهدها البلدان العربية.
هذيان أبواق السيسي
وزعم موسى أن غالبية الأتراك أعطوا أصواتهم لمرشح المعارضة محرم، على الرغم من إقراره بالهزيمة ونجاح أردوغان، وتابع موسى هذيانه قائلا: “الرئيس الشرعي هو محرم وليس أردوغان.. أردوغان رئيس سابق، رئيس معزول، رئيس مشي”.
وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، سعدي غوفَن، قد أعلن رسميا فوز الرئيس رجب طيب أردوغان، بالانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، عقب حصوله على أغلبية الأصوات، وقال غوفَن، في مؤتمر صحفي، “تم احتساب ما يقرب من 97.7 في المئة من النتائج، والأصوات المتبقية لن تؤثر على النتيجة”، وأشار إلى أن الأحزاب التي استحقت دخول البرلمان هي “العدالة والتنمية” و”الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي” و”إيي” و”الحركة القومية” و”السعادة”.
وفور الإعلان عن فوزه رسميا، توجه “أردوغان” مخاطبًا الشعب “أنتم تكتبون التاريخ، وستخلدكم القرون والأزمان القادمة، فهناك انتخابات تتم بأقل من نصف المشاركة التي أظهرتموها اليوم، حتى في البلدان المتقدمة”، وتابع “لقد وقفتم بجانبنا في انتخابات 3 نوفمبر 2002 أول انتخابات يخوضها حزب العدالة والتنمية، وحملتمونا إلى السلطة، وظللتم معنا في كافة الاستحقاقات الانتخابية حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن”.
لن نركع
وأضاف أردوغان “لقد قاومنا معًا الوصاية التي كانت مفروضة على الدولة، وواجهنا بشجاعة المخربين، وعصابات الخيانة، وقفتم معنا في كافة الأحداث التي اقتضت وقوفكم، لقنا معًا من أرادوا تركعينا، الدروس اللازمة.. لن نركع أمام أي قوة بشرية في العالم”، وتابع قائلا: “وفي المحاولة الانقلابية يوم 15 يوليو كنتم هنا، وقفتم تحمون مقر حزب العدالة والتنمية، والمجمع الرئاسي من الانقلابين، وأنقذنا معًا البلاد من بين أيديهم”.
وشهدت تركيا، الأحد، انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجاوزت نسبة المشاركة فيها 88%، بحسب نتائج أولية غير رسمية، وأظهرت النتائج، حصول مرشح «تحالف الشعب» للرئاسة «رجب طيب أردوغان» على 52.55% من أصوات الناخبين، فيما حصل مرشح حزب «الشعب الجمهوري» المعارض «محرم إنجه» على 30.67% من الأصوات.
وفي انتخابات البرلمان، حصد «تحالف الشعب» الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» 53.62% من الأصوات (342 من أصل 600 مقعد)، فيما حصل «تحالف الأمة» الذي يضم أحزاب «الشعب الجمهوري» و«الخير» و«السعادة» على 34.04% من الأصوات (191 مقعدا)، وحزب «الشعوب الديمقراطي» على 11.62% (67 مقعدا برلمانيا).