الجمعة , أكتوبر 10 2025
الرئيسية / مقالات / صفحات خالدة للمرأة المجاهدة بقلم: ريحانة الثورة

صفحات خالدة للمرأة المجاهدة بقلم: ريحانة الثورة

كلما طالعت أحداث الهجرة النبوية المباركة أتوقف أمام درس من دروسها البليغة ،أتذكر مشاركة أم المؤمنين السيدة عائشة وأختها السيدة أسماء (رضي الله عنهما) وكيف أنهما ضربتا المثل لكل صاحب مبدأ ومعتقد أن التضحيات الغالية في سبيل نصرة الحق وعلو شأنه ساحة تنافس بين رجال مؤمنين ونساء مؤمنات، وأن الحق ينتصر بجهادهما معا ومشاركتهما في تحمل تكاليف النصرة وأعباء الجهاد.
ويظل سبب تسمية السيدة أسماء بذات النطاقين درسًا لكل أسماء ورسالة لكل مسلمة تحب الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وفي أثناء الهجرة التي هاجر فيها المسلمون من مكة إلى المدينة، وبقى أبوها أبو بكر الصديق ينتظر الهجرة مع النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة الى حيث دار الهجرة، حتى أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، وعندما كان أبو بكر الصديق يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين.
ومن هذا الموقف جاءت تسمية أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين، وقال لها الرسول: “أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة”، وتمنت أسماء الهجرة مع النبي  ومع أبيها وذرفت الدموع، إلا أنها كانت مع أخوتها في البيت تؤدي دورًا مهمًا وتشارك فى مسيرة الحركة الإسلامية المباركة كانت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة؛ وذلك لأنها كانت تعلم أنها في رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم تبذل
وتضحي وتشارك في التضحيات والفداء كتفًا بكتف وخطوة بخطوة.
لم تتخلف المرأة المسلمة عن ميادين الدعوة أو الجهاد أو الهجرة أو العلم أو الإصلاح أو الثورة بل كانت السباقة والمشاركة والمجاهدة والداعية والفقيهة و المهاجرة والمصلحة والثائرة، لتؤكد من جديد :أن رسالة اﻹسﻻم تنتشر وتنتصر بتضحيات أبنائه من الرجال والنساء.

 

شاهد أيضاً

نظرات في الإسراء والمعراج.. للإمام الشهيد حسن البنا

نحمد الله تبارك وتعالى، ونُصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته …

تعليق واحد

  1. مقال رائعه من كاتبه متميزه
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *