أقبل علينا شهر رمضان المبارك، هدية الله لعباده الموحدين، وهبة السماء للبشرية. ويقبل رمضان علينا هذا العام والأمة الإسلامية تعيش فى نكبات وأزمات، ومصرنا الحبيبة على الأخص تعيش ثورة مجيدة، ضحى فيها المصريون بالغالى والنفيس من أعز ما يملكون، وسطروا صفحات مشرقة فى ميلاد تاريخ مجيد لمستقبل مشرق، أوشك أن يسطع نوره ويبزغ فجره.
وها هو رمضان يقبل على ثورتنا المجيدة بقرآنه وهديه ونوره، معلنا للجميع عن أن الإسلام قادم، وأن القرآن عائد، وأن رمضان بقيمه وأخلاقه وهديه سائد ومقبل، ليتم الله نوره وهديه ولو كره الظالمون المجرمون.
إن شهر رمضان المبارك فرصة للجميع، سواء كان للثوار الأحرار فى الميادين، أو للأبطال الصامدين فى السجون والمعتقلات، أو للمطاردين الشامخين فى بقاع الأرض، لأن يراجع الجميع موقفه ووضعه مع الله تعالى أولا، ثم مع النفس ثانيا، ثم مع الثورة ومتطلباتها وضرورة استمرار وهجها وقوتها حتى النصر المبين.
كما أنه فرصة لأن ينسى الجميع ما بينهم من نقاط اختلاف (وهى ليست بكبيرة)، وأن نتفق جميعا على الهدف الأكبر والأعظم، وهو إزاحة العسكر وانتصار ثورتنا، وأن نوحد القوى والجهود والطاقات حتى تحقيق ذلك الهدف الأعظم، وأن نؤجل الحديث فى ما سوى ذلك إلى ما بعد انتصار ثورتنا المباركة.
فحينها سيكون لكل حادث حديث، وسنستمع لبعضنا البعض فى حوارات هادئة وبناءة وعقلانية، وفى جو غير مشحون بعد أن نكون قد حققنا هدفنا بإعادة حريتنا وعزتنا وكرامتنا.
وسنقبل حينها كل الاقتراحات التى سيتوافق عليها الجميع، والتى ستصب فى مصلحة ثورتنا والثأر لشهدائنا ومصابينا، بعيدا عن التشاحن والانفعالات، ووفق شرع الله ونهجه.
فاللهم بلغنا رمضان، وتقبل منا جميعا الصيام والقرآن والصلاة والدعاء، وانصر ثورتنا، واهزم العسكر الخونة، وفرج عن رئيسنا وقادتنا، وتقبل شهداءنا، وداوى جرحانا ومصابينا، واجمعنا جميعا فى ساحات النصر وميادين الحرية، نفرح بنصر الله لنا وحفظه لثورتنا وتثبيته لنا حتى يتم فرجه (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم).
أبشروا جميعا، فإن نصر الله قريب، واستمطروا رحمات رمضان فهى فى انتظارنا جميعا.